1293
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قالَ : فَخَرَجَ حَوشَبُ بنُ يَعلَى الهَمدانِيُّ في مِئَةِ رَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، حَتّى‏ صارَ إلى‏ قَريَةِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ، وعَلِمَ ابنُ الأَشعَثِ بِذلِكَ ، فَخَرَجَ مِن بابٍ لَهُ آخَرَ في جَوفِ اللَّيلِ هارِباً ، ومَضى‏ نَحوَ البَصرَةِ إلى‏ مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ .
قالَ : وأصبَحَ حَوشَبُ بنُ يَعلى‏ هذا وقَد عَلِمَ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ قَد هَرَبَ ، فَكَتَبَ إلَى المُختارِ بِذلِكَ ، فَكَتَبَ إلَيهِ المُختارُ : إنَّكَ قَد ضَيَّعتَ الحَزمَ ولَم تَأخُذ بِالوَثيقَةِ ، فَإِذا قَد فاتَكَ الرَّجُلُ فاَهدِم قَصرَهُ ، وَاخرِب قَريَتَهُ ، وَائتِني بِأَموالِهِ .
قالَ : فَهَدَمتُ دارَ محُمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ، وأمَرَ المُختارُ بِنَقضِها ، فَبَنَوا بِهِ دارَ حُجرِ بنِ عَدِيٍّ الكِندِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ .
قالَ: وصارَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ إلى‏ مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَالتَجَأَ إلَيهِ .
فَقالَ لَهُ مُصعَبٌ : ما وَراءَكَ ؟ فَقالَ : وَرائي - وَاللَّهِ أيُّهَا الأَميرُ - التُّركُ وَالدَّيلَمُ ،۱هذَا المُختارُ بنُ أبي عُبَيدٍ قَد غَلَبَ عَلَى الأَرضِ ، فَهُوَ يَقتُلُ النَّاسَ كَيفَ شاءَ ، وقَد قَتَلَ إلَى السّاعَةِ هذِهِ مِمَّن يُتَّهَمُ بِقِتالِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ أكثَرَ مِن ثَلاثَةِ آلافٍ ؛ وقَد كانَ أعطانِي الأَمانَ ، ثُمَّ إنَّهُ بَعَثَ إلَيَّ بِبَعضِ أصحابِهِ ، فَأَرادَ قَتلي ، فَهَرَبتُ إلَيكَ ، فَهذِهِ قِصَّتي وهذِهِ حالي .
ثُمَّ وَثَبَ رَجُلٌ مِن كِندَةَ مِمَّن قَدِمَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ، حَتّى‏ وَقَفَ بَينَ يَدَي مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَأَنشَأَ يَقولُ أبياتاً مَطلَعُها :




إنّ قَوماً مِن كِندَةَ الأَخيارَبَينَ قَيسٍ وبَينَ آلِ المَذارِ
إلى‏ آخِرِها .
قالَ : فَقالَ لَهُ مُصعَبُ بنُ الزُّبَيرِ : يا أخا كِندَةَ ، إنّي قَد فَهِمتُ كَلامَكَ ، وإنّي أعمَلُ بِرَأيِ أميرِ المُؤمِنينَ ، وهُوَ الَّذي وَلّانِي البَصرَةَ ، وأمَرَني بِحَربِ الأَزارِقَةِ ، وهذَا المُهَلِّبُ بنُ أبي صُفرَةَ في وُجوهِهِم يُحارِبُهُم ، فَلا تَعجَلوا ، فَإِنَّ المُختارَ لَهُ مُدَّةٌ هُوَ بالِغُها .
قالَ : فَأَقامَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ عِندَ مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ بِالبَصرَةِ .۲

1.الظاهر أنّ مراده جيش المختار ، فشبّههم بالترك والديلم؛ لأنّهم لم يكونوا قد دخلوا الإسلام آنذاك وكانوا في حرب مع جيوش المسلمين .

2.الفتوح : ج ۶ ص ۲۵۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۲۴ وليس فيه ذيله من «ثمّ وثب» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1292

فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسَهُ إلَى السَّماءِ ، فَقالَ : اللَّهُمَّ أرِ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ ذُلّاً في هذَا اليَومِ ، لا تُعِزُّهُ بَعدَ هذَا اليَومِ أبَداً .
فَعَرَضَ لَهُ عارِضٌ ، فَخَرَجَ مِنَ العَسكَرِ يَتَبَرَّزُ ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيهِ عَقرَباً ، فَلَدَغَتهُ ، فَماتَ بادِيَ العَورَةِ .۱

۱۸۹۵.الأخبار الطوال : لَمّا تَجَرَّدَ المُختارُ لِطَلَبِ قَتَلَةِ الحُسَينِ عليه السلام ، هَرَبَ مِنهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ومُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ ، وهُما كانَا المُتَوَلِّيَينِ لِلحَربِ يَومَ الحُسَينِ عليه السلام .۲

۱۸۹۶.تاريخ الطبري عن هشام بن عبد الرحمن وابنه الحكم بن هشام : كانَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ في قَريَةِ الأَشعَثِ إلى‏ جَنبِ القادِسِيَّةِ ، فَبَعَثَ المُختارُ إلَيهِ حَوشَباً سادِنَ الكُرسِيِّ في مِئَةٍ ، فَقالَ : اِنطَلِق إلَيهِ ، فَإِنَّكَ تَجِدُهُ لاهِياً مُتَصَيِّداً ، أو قائِماً مُتَلَبِّداً ، أو خائِفاً مُتَلَدِّداً ، أو كامِناً مُتَغَمِّداً ؛ فَإِن قَدرَتَ عَلَيهِ فَائتِني بِرَأسِهِ .
فَخَرَجَ حَتّى‏ أتى‏ قَصرَهُ ، فَأَحاطَ بِهِ ، وخَرَجَ مِنهُ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ ، فَلَحِقَ بِمُصعَبٍ ، وأقاموا عَلَى القَصرِ ، وهُم يَرَونَ أنَّهُ فيهِ ، ثُمَّ دَخَلوا ، فَعَلِموا أنَّهُ قَد فاتَهُم ، فَانصَرَفوا إلَى المُختارِ ، فَبَعَثَ إلى‏ دارِهِ فَهَدَمَها ، وبَنى‏ بِلَبِنِها وطينِها دارَ حُجرِ بنِ عَدِيٍّ الكِندِيِّ ، وكانَ زِيادُ بنُ سُمَيَّةَ قَد هَدَمَها .۳

۱۸۹۷.الفتوح : دَعَا [المُختارُ] بِرَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، يُقالُ لَهُ حَوشَبُ بنُ يَعلَى الهَمدانِيُّ ، فَقالَ : وَيحَكَ يا حَوشَبُ ، أنتَ تَعلَمُ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ مِن قَتَلَةِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وهَوُ الَّذي قالَ لَهُ بِكَربَلاءَ ما قالَ ؟ ! وَاللَّهِ ، ما يَهنِئُنِي النَّومُ ولَا القرَارُ ورَجُلٌ مِن قَتَلَةِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام يَمشي عَلى‏ وَجهِ الأَرضِ ، وقَد بَلَغَني أنَّهُ في قَريَةٍ إلى‏ جَنبِ القادِسِيَّةِ ، فَسِر إلَيهِ في مِئَةِ رَجُلٍ مِن أصحابِكَ ، فَإِنَّكَ تَجِدُهُ لاهِياً مُتَصَيِّداً ، أو قائِماً مُتَلَبِّداً ، أو خائِفاً مُتََلدِّداً ، أو كامِناً مُتَرَدِّداً ، فَاقتُلهُ وجِئني بِرَأسِهِ .

1.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۱ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۴ عن الضحّاك بن عبد اللَّه من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۷ ح ۱ .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۹۸ وراجع : البداية والنهاية : ج ۹ ص ۴۷ .

3.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۶۶ ، تاريخ دمشق : ج ۵۲ ص ۱۳۲ عن أبي مخنف وراجع : الأخبار الطوال : ص ۳۰۶ وذوب النضّار : ص ۱۲۲ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18693
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به