1241
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۱۷۹۳.المعجم الكبير عن عبد الملك بن عمير : دَخَلتُ عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ وإذا رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام قُدّامَهُ عَلى‏ تُرسٍ‏۱ ، فَوَ اللَّهِ ، ما لَبِثتُ إلّا قَليلاً حَتّى‏ دَخَلتُ عَلَى المُختارِ ، فَإِذا رَأسُ عُبَيدِ اللَّهِ بنُ زِيادٍ عَلى‏ تُرسٍ .۲

۱۷۹۴.سنن الترمذي عن عمارة بن عُمير : لَمّا جي‏ءَ بِرَأسِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ وأصحابِهِ ، نُضِّدَت‏۳ فِي المَسجِدِ فِي الرَّحَبَةِ ، فَانتَهَيتُ إلَيهِم وهُم يَقولونَ : قَد جاءَت ، قَد جاءَت ، فَإِذا حَيَّةٌ قَد جاءَت تَخَلَّلُ الرُّؤوسَ حَتّى‏ دَخَلَت في مِنخَرَي عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَمَكَثَت هُنَيهَةً ،۴ثُمَّ خَرَجَت ، فَذَهَبَت حَتّى‏ تَغَيَّبَت ، ثُمَّ قالوا : قَد جاءَت ، قَد جاءَت ، فَفَعَلَت ذلِكَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثاً .۵

۱۷۹۵.الأمالي للطوسي عن المدائني عن رجاله - في قِيامِ المُختارِ - : قالَ ابنُ الأَشتَرِ : إنّي رَأَيتُ بَعدَمَا انكَشَفَ النّاسُ طائِفَةً مِنهُم قَد صَبَرَت تُقاتِلُ ، فَأَقدَمتُ عَلَيهِم ، وأقبَلَ رَجُلٌ آخَرُ في كَبكَبَةٍ كَأَنَّهُ بَغلٌ أقمَرُ ، يَفرِي النّاسَ ، لا يَدنو مِنهُ أحَدٌ إلّا صَرَعَهُ ، فَدَنا مِنّي ، فَضَرَبتُ يَدَهُ فَأَبَنتُها ، وسَقَطَ عَلى‏ شاطِئِ النَّهرِ ، فَشُرِّقَت يَداهُ وغُرِّبَت رِجلاهُ ، فَقَتَلتُهُ ووَجَدتُ مِنهُ ريحَ المِسكِ ، وأظُنُّهُ ابنَ زِيادٍ ، فَاطلُبوهُ ، فَجاءَ رَجُلٌ ، فَنَزَعَ خُفَّيهِ وتَأَمَّلَهُ ، فَإِذا هُوَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ عَلى‏ ما وَصَفَ ابنُ الأَشتَرِ ، فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، وَاستَوقَدوا عامَّةَ اللَّيلِ بِجَسَدِهِ ، فَنَظَرَ إلَيهِ مِهرانُ مَولى‏ زِيادٍ وكانَ يُحِبُّهُ حُبّاً شَديداً ، فَحَلَفَ ألا يَأكُلَ شَحماً أبَداً .
وأصبَحَ النّاسُ فَحَوَوا ما فِي العَسكَرِ ، وهَرَبَ غُلامٌ لِعُبَيدِ اللَّهِ إلَى الشّامِ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ المَلِكِ بنِ مَروانَ : مَتى‏ عَهدُكَ بِابنِ زِيادٍ ؟ فَقالَ : جالَ النّاسُ وتَقَدَّمَ فَقاتَلَ ، وقالَ : ايتِني بِجَرَّةٍ فيها ماءٌ ، فَأَتَيتُهُ فَاحتَمَلَها ، فَشَرِبَ مِنها ، وصَبَّ الماءَ بَينَ دِرعِهِ وجَسَدِهِ ، وصَبَّ عَلى‏ ناصِيَةِ فَرَسِهِ ، فَصَهَلَ ثُمَّ أقحَمَهُ ، فَهذا آخِرُ عَهدي بِهِ .

1.التُّرْس من السلاح : المتوقّى بها ، معروف (لسان العرب : ج ۶ ص ۳۲ «ترس») .

2.المعجم الكبير : ج‏۳ ص‏۱۲۵ الرقم‏۲۸۷۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۶ ، تاريخ دمشق : ج ۵۸ ص ۲۴۵ نحوه .

3.تُنضَدُ : أي يُجعَلُ بعضها [ أي الرؤوس ] فوق بعض (النهاية : ج ۵ ص ۷۱ «نضد») .

4.مَكَثَ هُنَيهَةً : أي ساعةً لَطيفةً ، والهمز خَطَأ (المصباح المنير : ص ۶۴۱ «هن»).

5.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۶۰ الرقم ۳۷۸۰ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۳ الرقم ۲۸۳۲ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۵۴۹ ، تاريخ دمشق : ج ۳۷ ص ۴۶۱ ؛ ثواب الأعمال : ص ۲۶۰ الرقم ۹ نحوه وراجع : بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۸۵ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1240

فَرَكِبَ ابنُ الأَشتَرِ فَرَسَهُ ، وجَعَلَ يَقِفُ عَلى‏ راياتِ القَبائِلِ ، فَيُحَرِّضُهُم عَلى‏ قِتالِ ابنِ زِيادٍ ، ويَقولُ : هذا قاتِلُ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، قَد جاءَكُمُ اللَّهُ بِهِ ، وأمكَنَكُمُ اللَّهُ مِنهُ اليَومَ ، فَعَلَيكُم بِهِ ، فَإِنَّهُ قَد فَعَلَ فِي ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ما لَم يَفعَلهُ فِرعَونُ في بَني إسرائيلَ ، هذَا ابنُ زِيادٍ قاتِلُ الحُسَينِ عليه السلام ، الَّذي حالَ بَينَهُ وبَينَ ماءِ الفُراتِ أن يَشرَبَ مِنهُ هُوَ وأولادُهُ ونِساؤُهُ ، ومَنَعَهُ أن يَنصَرِفَ إلى‏ بَلَدِهِ ، أو يَأتِيَ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ حَتّى‏ قَتَلَهُ .
وَيحَكُم ! اشفوا صُدورَكُم مِنهُ ، وَاروُوا رِماحَكُم وسُيوفَكُم مِن دَمِهِ ، هذَا الَّذي فَعَلَ في آلِ نَبِيِّكُم ما فَعَلَ ، قَد جاءَكُمُ اللَّهُ بِهِ . ثُمَّ أكثَرَ مِن هذَا القَولِ وأمثالِهِ ، ثُمَّ نَزَلَ تَحتَ رايَتِهِ .
وأقبَلَ ابنُ زِيادٍ في خَيلِهِ ورِجلِهِ في جَيشٍ كَثيفٍ ، قَد جَعَلَ عَلى‏ مَيمَنَتِهِ حُصَينَ بنَ نُمَيرٍ ، وعَلَى المَيسَرَةِ عُمَيرَ بنَ الحُبابِ السُّلَمِيَّ - وكانَ قَدِ اجتَمَعَ بِابنِ الأَشتَرِ ووَعَدَهُ أنَّهُ مَعَهُ ، وأَنَّهُ سَيَنهَزِمُ بِالنّاسِ غَداً - وعَلى‏ خَيلِ ابنِ زِيادٍ شُرَحبيلُ بنُ الكِلاعِ ، وَابنُ زِيادٍ فِي الرَّجّالَةِ يَمشي مَعَهُم . فَما كانَ إلّا أن تَواقَفَا الفَريقانِ حَتّى‏ حَمَلَ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِالمَيمَنَةِ عَلى‏ مَيسَرَةِ أهلِ العِراقِ فَهَزَمَها ، وقَتَلَ أميرَها عَلِيَّ بنَ مالِكٍ الجُشَمِيَّ ، فَأَخَذَ رايَتَهُ مِن بَعدِهِ وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ فَقُتِلَ أيضاً ، وَاستَمَرَّتِ المَيسَرَةُ ذاهِبَةً .
فَجَعَلَ الأَشتَرُ يُناديهِم : إلَيَّ يا شُرطَةَ اللَّهِ ، أنَا ابنُ الأَشتَرِ ، وقَد كَشَفَ عَن رَأسِهِ لِيَعرِفوهُ ، فَالتاثوا بِهِ ، وَانعَطَفوا عَلَيهِ ، وَاجتَمَعوا إلَيهِ ، ثُمَّ حَمَلَت مَيمَنَةُ أهلِ الكوفَةِ ... فَجَعَلَ يَقتُلُهُم كَما يُقتَلُ الحُملانِ‏۱ ، وَاتَّبَعَهُم بِنَفسِهِ ومَن مَعَهُ مِنَ الشُّجعانِ ، وثَبَتَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ في مَوقِفِهِ حَتَّى اجتازَ بِهِ ابنُ الأَشتَرِ ، فَقَتَلَهُ وهُوَ لا يَعرِفُهُ ... .۲

۱۷۹۲.تذكرة الخواصّ عن ابن جرير - في ذكر أحداثِ ما بَعدَ قَتلِ ابنِ زِيادٍ - : بَعَثَ ابنُ الأَشتَرِ بِرَأسِ ابنِ زِيادٍ إلَى المُختارِ ، فَجَلَسَ فِي القَصرِ ، واُلقِيَتِ الرُّؤوسُ بَينَ يَدَيهِ ، فَأَلقاها فِي المَكانِ الَّذي وُضِعَ فيهِ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، ونَصَبَ المُختارُ رَأسَ ابنِ زِيادٍ فِي المَكانِ الَّذي نَصَبَ فيهِ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ ألقاهُ فِي اليَومِ الثّاني فِي الرُّحبَةِ۳ مَعَ الرُّؤوسِ .۴

1.الحَمَلُ : الخروف ، أو هو الجَذَعُ من أولاد الضأن ، والجمع حُملان (تاج العروس : ج ۱۴ ص ۱۷۳ «حمل») .

2.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۸۱ .

3.الرُّحبَة : مَحَلّة بالكوفة (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۷۲ «رحب») .

4.تذكرة الخواصّ : ص ۲۸۶ وراجع : المحبّر : ص ۴۹۱ وتاريخ دمشق : ج ۳۷ ص ۴۵۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18654
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به