1231
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ونَنذِرُ لَهُ النُّذورَ ، ونُعَظِّمُهُ كَما تُعَظِّمونَ كعبَتَكُم ، فَأَشهَدُ أنَّكُم عَلى‏ باطِلٍ ، ثُمَّ قامَ ولَم يَعُد إلَيهِ .۱

راجع : ص ۱۱۲۸ (القسم السادس / الفصل السابع / احتجاج رسول ملك الروم على يزيد) .

۵ / ۲

الدَّيرانِيُ‏

۱۷۷۵.الثقات لابن حبّان : أنفَذَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ رَأسَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلَى الشّامِ مَعَ اُسارَى النِّساءِ وَالصِّبيانِ مِن أهلِ بَيتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ أقتابٍ ، مُكَشَّفاتِ الوُجوهِ وَالشُّعورِ ، فَكانوا إذا نَزَلوا مَنزِلاً أخرَجُوا الرَّأسَ مِنَ الصُّندوقِ ، وجَعَلوهُ في رُمحٍ ، وحَرَسوهُ إلى‏ وَقتِ الرَّحيلِ ، ثُمَّ أُعيدَ الرَّأسُ إلَى الصُّندوقِ ورَحَلوا ، فَبَينا هُم كَذلِكَ إذ نَزَلوا بَعضَ المَنازِلِ ، وإذا فيهِ دَيرُ راهِبٍ ، فَأَخرَجُوا الرَّأسَ عَلى‏ عادَتِهِم ، وجَعَلوهُ فِي الرُّمحِ ، وأسنَدُوا الرُّمحَ إلَى الدَّيرِ .
فَرَأَى الدَّيرانِيُّ بِاللَّيلِ نوراً ساطِعاً مِن دَيرِهِ إلَى السَّماءِ ، فَأَشرَفَ عَلَى القَومِ ، وقالَ لَهُم : مَن أنتُم ؟ قالوا : نَحنُ أهلُ الشّامِ ، قالَ : وهذا رَأسُ مَن هُوَ ؟ قالوا : رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، قالَ : بِئسَ القَومُ أنتُم ، وَاللَّهِ ، لَو كانَ لِعيسى‏ عليه السلام وَلَدٌ لَأَدخَلناهُ أحداقَنا .
ثُمَّ قالَ : يا قَومُ ، عِندي عَشَرَةُ آلافِ دينارٍ وَرِثتُها مِن أبي وأبي مِن أبيهِ ، فَهَل لَكُم أن تُعطوني هذَا الرَّأسَ لِيَكونَ عِندِي اللَّيلَةَ ، واُعطِيَكُم هذِهِ العَشَرَةَ آلافِ دينارٍ ؟ قالوا : بَلى‏ ، فَأَحدَرَ إلَيهِمُ الدَّنانيرَ ، فَجاؤوا بِالنَّقّادِ ووُزِنَتِ الدَّنانيرُ ونُقِدَت ، ثُمَّ جُعِلَت في جِرابٍ وخُتِمَ عَلَيهِ ، ثُمَّ اُدخِلَ الصُّندوقَ ، وشالوا إلَيهِ الرَّأسَ ، فَغَسَلَهُ الدَّيرانِيُّ ، ووَضَعَهُ عَلى‏ فَخِذِهِ ، وجَعَلَ يَبكِي اللَّيلَ كُلَّهُ عَلَيهِ ، فَلَمّا أن أسفَرَ عَلَيهِ الصُّبحُ ، قالَ : يا رَأسُ ، لا أملِكُ إلّا نَفسي ، وأنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ جَدَّكَ رَسولُ اللَّهِ ، فَأَسلَمَ النَّصرانِيُّ ، وصارَ مَولىً لِلحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ أحدَرَ الرَّأسَ إلَيهِم ، فَأَعادوهُ إلَى الصُّندوقِ ورَحَلوا .
فَلَمّا قَرُبوا مِن دِمَشقَ قالوا : نُحِبُّ أن نَقسِمَ تِلكَ الدَّنانيرَ ؛ لِأَنَّ يَزيدَ إن رَآها أخَذَها مِنّا ، فَفَتَحُوا الصُّندوقَ ، وأخرَجُوا الجِرابَ بِخَتمِهِ وفَتَحوهُ ، فَإِذَا الدَّنانيرُ كُلُّها قَد تَحَوَّلَت خَزَفاً ، وإذا

1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۳ وراجع : الفتوح : ج ۵ ص ۱۳۲ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۱ والمحاسن : ص ۶۳ والملهوف : ص ۲۲۰ ومثير الأحزان : ص ۱۰۳ والخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۸۱ وبحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۹ و ۱۴۱ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1230

الفصل الخامس : صدى واقعة كربلاء في غير المسلمين‏

۵ / ۱

رَسولُ مَلِكِ الرُّومِ‏

۱۷۷۴.تذكرة الخواصّ عن عبيد بن عمير : كانَ رَسولُ قَيصَرَ حاضِراً عِندَ يَزيدَ ، فَقالَ لِيَزيدَ : هذَا رَأسُ مَن ؟
فَقالَ : رَأسُ الحُسَينِ .
قالَ : ومَنِ الحُسَينُ ؟
قالَ : اِبنُ فاطِمَةَ ،
قالَ: ومَن فاطِمَةُ ؟
قالَ : بِنتُ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
قالَ : نَبِيُّكُم ؟
قالَ : نَعَم ،
قالَ : ومَن أبوهُ ؟
قالَ : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ .
قالَ : ومَن عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ؟
قالَ : اِبنُ عَمِّ نَبِيِّنا .
فَقالَ : تَبّاً لَكُم ولِدينِكُم ، ما أنتُم وحَقِّ المَسيحِ عَلى‏ شَي‏ءٍ ، إنَّ عِندَنا في بَعضِ الجَزايِرِ دَيراً۱فيهِ حافِرُ حِمارٍ رَكِبَهُ عيسَى السَّيِّدُ المَسيحُ عليه السلام ، ونَحنُ نَحُجُّ إلَيهِ في كُلِّ عامٍ مِنَ الأَقطارِ ،

1.الدَّيْرُ : خان النصارى ، وصاحبه الذي يسكنه ويَعمُره ديّار وديراني (تاج العروس : ج ۶ ص ۴۳۰ «دير») .

تعداد بازدید : 18539
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به