1199
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

إنَّ أهلَ العِراقِ غُدُرٌ فُجُرٌ إلّا قَليلاً ، وإنَّ أهلَ الكوفَةِ شِرارُ أهلِ العِراقِ ، وإنَّهُم دَعَوا حُسَيناً عليه السلام لِيَنصُروهُ ويُوَلّوهُ عَلَيهِم ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِم ثاروا عَلَيهِ‏۱ ، فَقالوا لَهُ : إمّا أن تَضَعَ يَدَكَ في أيدينا ، فَنَبعَثَ بِكَ إلَى ابنِ زِيادِ بنِ سُمَيَّةَ سِلماً ، فَيُمضِيَ فيكَ حُكمَهُ ، وإمّا أن تُحارِبَ ! فَرَأىَ وَاللَّهِ ، أنَّهُ هُوَ وأصحابُهُ قَليلٌ في كَثيرٍ - وإن كانَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ لَم يُطلِع عَلَى الغَيبِ أحَداً - أنَّهُ مَقتولٌ ، ولكِنَّهُ اختارَ المِيتَةَ الكَريمَةَ عَلَى الحَياةِ الذَّميمَةِ ، فَرَحِمَ اللَّهُ حُسَيناً عليه السلام ، وأخزى‏ قاتِلَ حُسَينٍ عليه السلام .
لَعَمري ، لَقَد كانَ مِن خِلافِهِم إيّاهُ وعِصيانِهِم ما كانَ في مِثلِهِ واعِظٌ وناهٍ عَنهُم ، ولكِنَّهُ ما حُمَ‏۲نازِلٌ ، وإذا أرادَ اللَّهُ أمراً لَن يُدفَعَ ، أفَبَعدَ الحُسَينِ عليه السلام نَطمَئِنُّ إلى‏ هؤُلاءِ القَومِ ، ونُصَدِّقُ قَولَهُم ، ونَقبَلُ لَهُم عَهداً ؟ لا ، ولا نَراهُم لِذلِكَ أهلاً .
أما وَاللَّهِ ، لَقَد قَتَلوهُ طَويلاً بِالَّليلِ قيامُهُ ، كَثيراً فِي النَّهارِ صِيامُهُ ، أحَقَّ بِما هُم فيهِ مِنهُم ، وأولى‏ بِهِ فِي الدّينِ وَالفَضلِ .
أما وَاللَّهِ ، ما كانَ يُبَدِّلُ بِالقُرآنِ الغِناءَ ، ولا بِالبُكاءِ مِن خَشيَةِ اللَّهِ الحُداءَ۳ ، ولا بِالصِّيامِ شُربَ الحَرامِ ، ولا بِالمَجالِسِ في حَلَقِ الذِّكرِ الرَّكضَ في تَطلابِ الصَّيدِ ، - يُعَرِّضُ بِيَزيدَ - فَسَوفَ يَلقَونَ غَيّاً .
فَثار إلَيهِ أصحابُهُ ، فَقالوا لَهُ : أيُّهَا الرَّجُلُ ! أظهِر بَيعَتَكَ ، فَإِنَّهُ لَم يَبقَ أحَدٌ - إذ هَلَكَ حُسَينٌ - يُنازِعُكَ هذَا الأَمرَ ، وقَد كانَ يُبايِعُ النّاسَ سِرّاً ، ويُظهِرُ أنَّهُ عائِذٌ بِالبَيتِ ، فَقالَ لَهُم : لا تَعجَلوا .۴

۱۷۰۴.الفتوح : جَعَلَ النّاسُ يُبايِعونَ عَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ ، حَتّى‏ بايَعَهُ خَلقٌ كَثيرٌ مِن أهلِ الحِجازِ وغَيرُهُم مِن أهلِ الأَمصارِ ، ويَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ لا يَعلَمُ بِشَي‏ءٍ مِن ذلِكَ . حَتّى‏ إذا عَلِمَ ابنُ الزُّبَيرِ أنَّهُ قَد قَوِيَ ظَهرُهُ بِهؤُلاءِ الخَلقِ الَّذينَ قَد بايَعوهُ ، أظهَرَ عَيبَ يَزيدَ سِّراً وجَهراً ، وجَعَلَ يَلعَنُهُ ، ويَقولُ فيهِ وفي بَني اُمَيَّةَ كُلَّ ما قَدَرَ عَلَيهِ مِنَ الكَلامِ القَبيحِ .

1.في المصدر : «إليه» وما أثبتناه من الكامل في التاريخ ، وهو الأنسب للسياق .

2.أحمّ الشي‏ء : إذا قرب ودنا (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۵ «حمم») .

3.حدا بالإبل حَدواً وحداءً : إذا غنّى لها (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۷۶ «حدا») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۷۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۸۵ ، تذكرة الخواص : ص ۲۶۸ نحوه وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۱۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1198

فَأَقبَلَ عَلَيهِ أبو بَرزَةَ الأَسلَمِيُّ ، وقالَ : وَيحَكَ يا يَزيدُ ! أتَنكُتُ بِقَضيبِكَ ثَغرَ الحُسَينِ عليه السلام ابنِ فاطِمَةَ عليها السلام ؟! أشهَدُ لَقَد رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله يَرشُفُ ثَناياهُ وثَنايا أخيهِ الحَسَنِ عليهما السلام ، ويَقولُ : أنتُما سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، قَتَلَ اللَّهُ قاتِلَكُما ، ولَعَنَهُ ، وأعَدَّ لَهُ جَهَنَّمَ وساءَت مَصيراً . قالَ الرّاوي : فَغَضِبَ يَزيدُ ، وأمَرَ بِإِخراجِهِ ، فَاُخرِجَ سَحباً .۱

راجع : ص ۱۱۱۳ (القسم السادس / الفصل السابع / احتجاج أبي برزة على يزيد) .

۱ / ۷

البَراءُ بنُ عازِبٍ ۲

۱۷۰۲.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن الإمام عليّ عليه السلام - لِلبَراءِ بنِ عازِبٍ - : يا بَراءُ ، أيُقتَلُ الحُسَينُ وأنتَ حَيٌّ فَلا تَنصُرُهُ ؟ فَقالَ البَراءُ : لا كانَ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام كانَ البَراءُ يَذكُرُ ذلِكَ ، ويَقولُ : أعظِم بِها حَسرَةً ، إذ لَم أشهَدهُ واُقتَل دونَهُ .۳

راجع : ص ۲۳۶ (القسم الثالث / الفصل الثالث / إنباؤه ببعض من لا ينصر الحسين عليه السلام) .

۱ / ۸

عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ ۴

۱۷۰۳.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن نوفل عن أبيه : حَدَّثَني أبي ، قالَ : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام قامَ ابنُ الزُّبَيرِ في أهلِ مَكَّةَ ، وعَظَّمَ مَقتَلَهُ ، وعابَ عَلى‏ أهلِ الكوفَةِ خاصَّةً ، ولامَ أهلَ العِراقِ عامَّةً ، فَقالَ - بَعدَ أن حَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، وصَلّى‏ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله - :

1.الملهوف : ص ۲۱۴ ، مثير الأحزان : ص ۱۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۲؛ الفتوح: ج ۵، ص‏۱۲۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۵۷ وراجع : المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۱۴ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۶۲ .

2.راجع : ص ۲۳۶ هامش ۱ .

3.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۰ ص ۱۵ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۱۹۲ .

4.راجع : ص ۴۹۶ هامش ۶ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18491
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به