1157
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

والأربعينيّة لا تتضمّن شيئاً سوى زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام . فالموضوع ليس هو تجديد عزاء أهل البيت، وليس هو مجي‏ء أهل البيت إلى كربلاء، بل إنّ طريق الشام لا يمرّ بكربلاء أساساً، فطريق الشام إلى المدينة يفترق عن طريق كربلاء من الشام .۱
ويبدو أنّ هذا الرأي يقوم على ما قاله المحدّث النوري في كتاب اللؤلؤ والمرجان في هذا المجال، حيث يقول ضمن بيان أدلّته لإثبات عدم عودة أهل البيت إلى كربلاء:
لا يخفى على كلّ ناظر في كتب المقاتل ، أنّه بعد الندم الظاهري للرجس الخبيث يزيد ، والاعتذار ، وتخيير آل اللَّه بين البقاء في الشام والعودة إلى الوطن الأصلي المدينة المنورة ، واختيارهم الرجوع ؛ أنّهم خرجوا من الشام متّجهين إلى المدينة، ولا نجد ذكراً للعراق وكربلاء ، ولم يكن من المقرّر أن يتّجهوا نحو تلك الجهة ، فطريق الشام إلى العراق يفترق من نفس الشام عن طريق الشام إلى الحجاز ، ولا يجمعهما قدر مشترك كما سمعناه من المتردّدين ، ويتّضح من اختلاف الطول الجغرافي لهذه البلدان الثلاثة ، فمن يعزم الذهاب من الشام إلى العراق فإنّ عليه أن يتّجه من هناك ويسير في طريق العراق، وإذا ما خرج أهل البيت من هناك بهذا القصد كما يبدو من ظاهر عبارة اللهوف ، فلا يتيسّر لهم ذلك من دون علم يزيد الخبيث وإذنه ، ولم يرد في تلك المجالس ذكر لهذا القصد ، ويبدو أنّهم لم يكونوا يقصدون من السير إلى العراق سوى زيارة التربة المقدّسة ، ولا نظنّ أنّ يزيد - مع خبث سريرته ورجاسة فطرته - يرضى بذلك لو أظهروا له هذا العزم ويأذن لهم في ذلك ويضاعف نفقات السفر مع دناءة طبعه وقلّة حيائه، بحيث يقدّم لهم مئتي دينار ويقول لهم : إنّ هذا بدل عمّا فاتكم. وعلى أيّ حال فإنّ هذا الاستبعاد يسلب الوثوق من كلام ذلك الراوي المجهول الذي نقل عنه في اللهوف بالمرّة ، والذي هو من أهل السير والتواريخ ، وإذا ما ضممنا إليه تلك الشواهد في المقدّمة ، فإنّ اُصول هذا الاحتمال تنهدم من الأساس . وعلى هذا فإنّ ما يذكره قرّاء المآتم بنحو قطعي بشأن حدوث هذه الواقعة لمجرّد الكلام المذكور، ينمّ عن نهاية الجهل والتجرّؤ، وليتهم قنعوا بالأسطر القليلة الواردة في اللهوف ، أو مقتل أبي مخنف، ولم يزرعوها في قلوبهم كما تزرع الشجرة في أرض سبخة قاحلة، ولَما تشعّبت منها كلّ تلك الأغصان والأوراق، ولما قطفوا منها ثمار الأكاذيب المختلفة ،

1.حماسه حسيني (بالفارسية) : ج ۱ ص ۳۰ وراجع: بررسي تاريخ عاشوراء (بالفارسية) : ص‏۱۳۹.


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1156

كلام حول عودة أهل البيت إلى كربلاء في الأربعين ولقائهم بجابر

هناك عدّة قضايا قابلة للبحث والدراسة حول عودة أهل بيت الحسين عليه السلام إلى كربلاء ، ولقائهم بجابر بن عبد اللَّه الأنصاري في أربعين شهداء عاشوراء :
الاُولى : هل مرّ أهل بيت الإمام عليه السلام في عودتهم من الشام ، على كربلاء أم لا؟ وعلى تقدير مرورهم، فهل حدث ذلك في الأربعين أم لا؟ وإذا ما حدث ذلك في الأربعين، فهل هي الأربعين الاُولى - أي عام ۶۱ للهجرة - أم الأربعين الثانية؟
الثانية : هل كان بمقدور جابر بن عبد اللَّه أن يوصل نفسه إلى كربلاء في الأربعين الاُولى؟
الثالثة : هل حدث لقاءٌ بين جابر وأهل بيت سيّد الشهداء في كربلاء ، أم لم يحدث؟

أولاً : عودة أهل البيت إلى كربلاء

فيما يتعلّق بعودة أهل بيت سيّد الشهداء إلى كربلاء - وعلى فرض عودتهم - وهل أنّه في الأربعين الاُولى أم في الأربعين الثانية، أم في غير الأربعين؟ توجد آراء مختلفة نشير إليها :

أ - عدم عودة أهل البيت إلى كربلاء

يرى البعض مثل الشهيد آية اللَّه المطهّري أنّ أهل بيت الإمام عليه السلام لم يعودوا إلى كربلاء، حيث قال :
عندما يحلّ يوم الأربعين، يقرأ الجميع هذه التعزية، ويتصوّر الناس أنّ الأسرى قدموا من الشام إلى كربلاء ، والتقوا فيها بجابر ، والتقى الإمام زين العابدين أيضاً بجابر، في حين أنّ المصدر الوحيد له هو كتاب اللهوف ، والذي كذّب مؤلّفه - السيّد ابن طاووس - ذلك في كتبه الاُخرى ، أو على الأقلّ لم يؤيّده ، ولا يوجد أيّ دليل عقلي يؤيّده . وهل يمكن منع مثل هذه القضايا التي تذكر كلّ سنة؟! لقد كان جابر أوّل زائر للإمام الحسين عليه السلام،

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18554
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به