الفصل الرابع :إقامَةُ مَأتَمِ الحُسَينِ عليه السلام وذِكرُ مَصائِبِهِ وَالبُكاءُ عَلَيهِ‏

تعدّ شعائر العزاء من العناصر الأصلية والأساسية في دراسة الثقافة الحسينية، بحيث لا يمكن تجاهل دورها الإيجابي في التغييرات الثقافية الشيعية . وإلى جانب تلك المكانة السامية والمؤثّرة اقترنت مراسم العزاء بتساؤلات وآفات وخاصّة في عصرنا الحالي، ولذلك سوف نحاول تقديم تحليلٍ شاملٍ يتناول شعائر العزاء من خلال الاستخلاص والاستنتاج من الروايات المذكورة في هذا الباب ؛ كي تتمّ الإجابة على التساؤلات والشبهات في معرض تسليط الضوء على مكانتها .
ومن أجل أن نتناول جميع جوانب مراسم العزاء ونتتبّعها بشكلٍ شامل، فإنّنا سوف نستعرض المواضيع ضمن أربعة محاور :
۱ . منزلة مراسم العزاء ومكانتها في كلام الأئمّة وسيرتهم.
۲ . فلسفة وأدلّة إقامة العزاء.
۳ . آفات إقامة العزاء.
۴ . خصائص مجالس العزاء الهادفة.

أهمّية إلى ما رآه وسمعه ، وخاطبهم قائلاً :
إنَّ الأَميرَ لَمّا بَلَغَهُ مَكانُكُم ومَقالَتُكُم في صاحِبِكُم ، أمَرَني بِالدُّخولِ إلَيهِ ، فَأَتَيتُهُ فَنَظَرتُ إلَيهِ ، فَأَمَرني أن ألقاكُم وأن اُعلِمَكُم أنَّهُ حَيٌّ ، وأنَّ الَّذي بَلَغَكُم مِن قَتلِهِ كانَ باطِلاً .^۱
فقال عمرو بن الحجّاج الذي كان يتولّى قيادة الرجال المحاصرين للقصر عند سماعه كلام شريح :
حمداً للَّه ؛ لأنّه لم يقتل . ثمّ أخلوا أطراف القصر ورحلوا!
وممّا يجدر ذكره أنّ عمرو بن الحجّاج كان شقيق «روعة» زوجة هاني ، وكان من الأنصار المتحمّسين لابن زياد ، وقد أنقذ بهذه الحيلة ابن زياد من قبضة قبيلة مذحج!
وعلى أيّ حال ، فقد قضى ابن زياد على ثورة الكوفة في مهدها من خلال استخدام سياسة الترغيب والترهيب ، فقتل مسلماً عليه السلام ، وقلبَ جوّ الكوفة السياسي والاجتماعي بحيث بعث من أهل الكوفة جيشاً ضخماً إلى كربلاء وتسبّب في مأساة كربلاء الدموية والفريدة من نوعها! ^۲