فَحينَ رَآهُ خَمَّرَ۱وَجهَهُ كَأَنَّهُ يَشُمُّ مِنهُ رائِحَةً .
وإنَّ الرَّأسَ مَكَثَ في خَزائِنِ السِّلاحِ ، حَتّى وَلِيَ سُلَيمانُ ، فَبَعَثَ فَجيءَ بِهِ ، فَقَد بَقِيَ عَظماً ، فَطَيَّبَهُ ، وكَفَّنَهُ ، ودَفَنَهُ ، فَلَمّا وَصَلَتِ المُسَوِّدَةُ سَأَلوا عَن مَوضِعِ الرَّأسِ ، ونَبَشوهُ وأخَذوهُ ، فَاللَّهُ أعلَمُ ما صُنِعَ بِهِ .۲
۱۴۵۸.البداية والنهاية : ذَكَرَ ابنُ عَساكِرَ في تاريخِهِ في تَرجَمَةِ رَيّا حاضِنَةِ يَزيَد بنَ مُعاوِيَةَ : إنَّ يَزيدَ حينَ وُضِعَ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام بَينَ يَدَيهِ ، تَمَثَّلَ بِشِعرِ ابنِ الزِّبَعرى ، يَعني قَولَهُ :
لَيتَ أشياخي بِبَدرٍ شَهِدواجَزَعَ الخَزرَجِ مِن وَقعِ الأَسَلْ
قالَ : ثُمَّ نَصَبَهُ بِدِمَشقَ ثَلاثَةَ أيّامٍ ، ثُمَّ وَضَعَ في خَزائِنِ السِّلاحِ ، حَتّى كانَ زَمَنُ سُلَيمانَ بنِ عَبدِ المَلِكِ جيءَ بِهِ إلَيهِ ، وقَد بَقِيَ عَظماً أبيَضَ ، فَكَفَّنَهُ وطَيَّبَهُ وصَلّى عَلَيهِ ، ودَفَنَهُ في مَقبَرَةِ المُسلِمينَ ، فَلَمّا جاءَتِ المُسَوِّدَةُ - يَعني بَنِي العَبّاسِ - نَبَشوهُ وأخَذوهُ مَعَهُم .
وذَكَرَ ابنُ عَساكِرَ : أنَّ هذِهِ المَرأَةَ بَقِيَت بَعدَ دَولَةِ بَني اُمَيَّةَ ، وقَد جاوَزَتِ المِئَةَ سَنَةٍ ، فَاللَّهُ أعلَمُ .۳
۱۴۵۹.الردّ على المتعصّب العنيد عن محمّد بن عمر بن صالح : إنَّهُم وَجَدوا رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام في خِزانَةٍ لِيَزيدَ ، فَكَفَّنوهُ ، ودَفَنوهُ بِدِمَشقَ عِندَ بابِ الفَراديسِ۴ .۵
۱۴۶۰.الحدائق الورديّة : كانَت مُدَّةُ ظُهورِهِ [أيِ الإِمامِ الحُسَينِ] عليه السلام وَانتِصابُهُ لِلأَمرِ إلى قَتلِهِ عليه السلام شَهراً واحِداً ويَومَينِ ، ودُفِنَ جَسَدُهُ في كَربَلاءَ ورَأسُهُ فِي الشّامِ ، وعَلَيهِما مَشهَدانِ مَزورانِ ، وتَرَكَ بَنو اُمَيَّةَ رَأسَهُ عليه السلام في خِزانَتِهِم ، فَأَقامَ فيها إلى أيّامِ سُلَيمانَ بنِ عَبدِ المَلِكِ ، فَأَمَرَ بِإِخراجِهِ وتَكفينِهِ وتَعظيمِهِ .۶
1.التخمير : التغطية ، يقال : خَمِّرْ وَجْهَكَ (الصحاح : ج ۲ ص ۶۵۰ «خمر») .
2.تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۴ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۹ نحوه .
3.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۰۴ ؛ جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۹۹ وليس فيه ذيله من «فلمّا جاء» وراجع : تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۱۵۹ .
4.الفَرَاديسُ : موضع بقرب دمشق . وباب الفراديس : باب من أبواب دمشق (معجم البلدان : ج ۴ ص ۲۴۲) .
5.الردّ على المتعصّب العنيد : ص ۵۰ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۴ كلاهما نقلاً عن ابن أبي الدنيا .
6.الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۸ .