إلّا مكتسبا، كما أنّ العلم بالجملة لا یكون إلّا ضروریا. فأمّا ما یعلم قبحه باستدلال، فمثاله الكذب الذی یجرّ به النفع، أو یدفع به الضرر؛ لأنّ المعلوم باضطرار ما هو قبح الكذب الذی لا یقع فیه خلاف نفع ولا دفع ضرر، فإذا اعتبرنا ما له قبح ذلك وعلمنا أنّه إنّما قبح لكونه كذبا لا لتعرّیه من النفع ودفع الضرر، بدلالة أنّه لو قبح لتعریه لجرى مجرى الصدق فی أنّه یجب أن یقبح متى كان كذلك وكان یجب أن یستویا فیما له یختار الأفعال ولجاز أن یختار العاقل العالم لحالهما الكذب على الصدق، متى توصّل كلّ واحد منهما من النفع إلى مثل ما یتوصّل الآخر إلیه، كما جاز أن یختار الصدق على الكذب، فلمّا لم یختر ذلك، علم أنّ كونه كذبا هو وجه قبحه، فیحمل علیه كلّ كذب ویحكم بقبح الجمیع.۱
وی در ادامه بحث، میگوید:
والقبائح على ضربین: عقلی وسمعی. فالعقلی: یقبح لوجوه معلومة على سبیل التفصیل، نحو كون الظلم ظلما والكذب كذبا ونحو كون الفعل إرادة القبیح وأمرا بالقبیح وجهلا وكفرا بالنعمة وتكلیفا لما لا یطاق، إلى ما شاكل ذلك والسمعی: وإن لم یعلم وجه قبحه على التفصیل، فمعلوم أنّه إنّما یقبح لكونه مفسدة ویكون كذلك بأن یؤدّی إلى الإقدام على القبیح، أو إلى الانتهاء عن الواجب، بأن یدعو إلى القبیح أو یصرف عن فعل الواجب، إلّا الوجه الذی یختصّ به فی نفسه.۲
سید مرتضی - در این عبارت - قبیح شرعی را نیز قبیح میداند، اما عقل به درک قبح فعل نمیرسد. این مطلب تعبیر دیگری از حُسن و قُبح ذاتی افعال است که گاه عقل این حُسن و قُبح را درک میکند و گاه درک نمیکند.