835
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

خَذَلَهُمْ، وَ لاَ يَسْتَوْحِشُونَ بِخِلاَفِ مَنْ خَالَفَهُمْ، وَ إِنَّهُمْ فِي الدِّينِ أَرْسَبُ۱ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي فِي الْأَرْضِ ؛ وَ مَسْكَنُ مُحَمَّدٍ فِي جَنَّتِهِ، مَعَهُ أُولئِكَ الاِثْنَا عَشَرَ الاْءِمَامَ الْعَدْلَ».
فَقَالَ: صَدَقْتَ وَ اللّهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ ؛ إِنِّي لَأَجِدُهَا فِي كُتُبِ أَبِي هَارُونَ، كَتَبَهُ بِيَدِهِ وَ أَمْلاَ مُوسى عَمِّي عليهماالسلام.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْوَاحِدَةِ: أَخْبِرْنِي عَنْ وَصِيِّ مُحَمَّدٍ كَمْ يَعِيشُ مِنْ بَعْدِهِ ؟ وَ هَلْ يَمُوتُ أَوْ يُقْتَلُ ؟
قَالَ: «يَا هَارُونِيُّ، يَعِيشُ بَعْدَهُ ثَلاَثِينَ سَنَةً لاَ يَزِيدُ يَوْماً وَ لاَ يَنْقُصُ يَوْماً، ثُمَّ يُضْرَبُ ضَرْبَةً هاهُنَا ـ يَعْنِي عَلى قَرْنِهِ ـ فَتُخْضَبُ هذِهِ مِنْ هذَا».
قَالَ: فَصَاحَ الْهَارُونِيُّ، وَ قَطَعَ كُسْتِيجَهُ۲ وَ هُوَ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ أَنَّكَ وَصِيُّهُ، يَنْبَغِي أَنْ تَفُوقَ وَ لاَ تُفَاقَ، وَ أَنْ تُعَظَّمَ وَ لاَ تُسْتَضْعَفَ.
قَالَ: ثُمَّ مَضى بِهِ عَلِيٌّ عليه‏السلام إِلى مَنْزِلِهِ، فَعَلَّمَهُ مَعَالِمَ الدِّينِ.

۱۳۹۳.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْعُصْفُورِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ، فَأَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً فِي ضِيَاءِ نُورِهِ، يَعْبُدُونَهُ قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ، يُسَبِّحُونَ اللّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ، وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».

۱۳۹۴.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْخَشَّابِ، عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

1.. يقال : رسب يَرْسُب ، إذا ذهب إلى أسفل وإذا ثبت . النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۲۰ رسب .

2.. «الكُسْتيج» : خيط غليظ يشدّه الذمّي فوق ثيابه دون الزُنّار ، معرّبُ كُسْتي . هذا في اللغة ، ولكنّ الفيض صرّح بتقديم الياء على التاء ثمّ ترجمه بنفس المعنى المذكور . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۱۳ كستيج .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
834

وَ أَمْرِ نَبِيِّهِمْ ؟ قَالَ: فَطَأْطَأَ عُمَرُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، وَ أَعَادَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ: إِنِّي جِئْتُكَ مُرْتَاداً۱ لِنَفْسِي، شَاكّاً فِي دِينِي، فَقَالَ: دُونَكَ هذَا الشَّابَّ، قَالَ: وَ مَنْ هذَا الشَّابُّ؟ قَالَ: هذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللّهِ، وَ هذَا أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ابْنَيْ رَسُولِ اللّهِ، وَ هذَا زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللّهِ.
فَأَقْبَلَ الْيَهُودِيُّ عَلى عَلِيٍّ عليه‏السلام، فَقَالَ: أَ كَذَاكَ أَنْتَ ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ثَلاَثٍ وَ ثَلاَثٍ وَ وَاحِدَةٍ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام مِنْ غَيْرِ تَبَسُّمٍ۲، وَ قَالَ: «يَا هَارُونِيُّ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ سَبْعاً ؟» قَالَ: أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ، فَإِنْ أَجَبْتَنِي سَأَلْتُ عَمَّا بَعْدَهُنَّ، وَ إِنْ لَمْ تَعْلَمْهُنَّ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيكُمْ عَالِمٌ.
قَالَ عَلِيٌّ عليه‏السلام: «فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِالاْءِلهِ الَّذِي تَعْبُدُهُ ؛ لَئِنْ أَنَا أَجَبْتُكَ فِي كُلِّ مَا تُرِيدُ لَتَدَعَنَّ دِينَكَ، وَ لَتَدْخُلَنَّ فِي دِينِي ؟» قَالَ: مَا جِئْتُ إِلاَّ لِذَاكَ، قَالَ: «فَسَلْ».
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ قَطْرَةِ دَمٍ قَطَرَتْ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ: أَيُّ قَطْرَةٍ هِيَ ؟ وَ أَوَّلِ عَيْنٍ فَاضَتْ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ: أَيُّ عَيْنٍ هِيَ ؟ وَ أَوَّلِ شَيْءٍ اهْتَزَّ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ: أَيُّ شَيْءٍ هُوَ ؟
فَأَجَابَهُ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ الثَّلاَثِ الْأُخَرِ: أَخْبِرْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ: كَمْ لَهُ مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ ؟ وَ فِي أَيِّ جَنَّةٍ يَكُونُ ؟ وَ مَنْ سَاكَنَهُ مَعَهُ فِي جَنَّتِهِ ؟
فَقَالَ: «يَا هَارُونِيُّ، إِنَّ لِمُحَمَّدٍ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَامَ عَدْلٍ، لاَ يَضُرُّهُمْ خِذْلاَنُ مَنْ

1.. ارتاد الرجل الشيء : طلبه . أي طالبا لنفسي ما فيه صلاحها من أمر الدين . راجع : المصباح المنير ، ص ۲۴۵ رود .

2.. «التبسّم» : دون الضحك . وله مراتب ، فقوله : من غير تبسّم ، أي من غير تبسّم عظيم ، أو واضح بيّن ، أو من غير أن يكون مقتضى حاله التبسّم لحزنه ، أو ضحكا غير ذي صوت ، أو غير كاشف عن أسنانه . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۳۶۸ ؛ الوافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۵ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۲۱۸ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16777
صفحه از 868
پرینت  ارسال به