831
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ، وَ مُدِيلُ۱ الْمَظْلُومِينَ، وَ دَيَّانُ الدِّينِ، إِنِّي أَنَا اللّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا، فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي أَوْ خَافَ غَيْرَ عَدْلِي، عَذَّبْتُهُ عَذَاباً لاَ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ، فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ، وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ، إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً فَأُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلاَّ جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً، وَ إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ، وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ، وَ أَكْرَمْتُكَ
بِشِبْلَيْكَ وَ سِبْطَيْكَ: حَسَنٍ وَ حُسَيْنٍ، فَجَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِي بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ، وَ جَعَلْتُ حُسَيْناً خَازِنَ وَحْيِي، وَ أَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ، وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ، فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ، وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً، جَعَلْتُ كَلِمَتِيَ التَّامَّةَ مَعَهُ وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ ؛ بِعِتْرَتِهِ أُثِيبُ وَ أُعَاقِبُ:
أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ زَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ، وَ ابْنُهُ شِبْهُ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عِلْمِي وَ الْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي، سَيَهْلِكُ الْمُرْتَابُونَ فِي جَعْفَرٍ، الرَّادُّ عَلَيْهِ كَالرَّادِّ عَلَيَّ، حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوى جَعْفَرٍ، وَ لَأَسُرَّنَّهُ فِي أَشْيَاعِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ، أُتِيحَتْ۲ بَعْدَهُ بِمُوسى فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ حِنْدِسٌ۳ ؛ لِأَنَّ خَيْطَ فَرْضِي۴ لاَ يَنْقَطِعُ، وَ حُجَّتِي لاَ تَخْفى، وَ أَنَّ أَوْلِيَائِي يُسْقَوْنَ بِالْكَأْسِ الْأَوْفى، مَنْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِي ؛ وَ مَنْ غَيَّرَ آيَةً مِنْ كِتَابِي فَقَدِ افْتَرى عَلَيَّ ؛ وَيْلٌ لِلْمُفْتَرِينَ الْجَاحِدِينَ ـ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ مُوسى عَبْدِي وَ حَبِيبِي وَ خِيَرَتِي ـ فِي عَلِيٍّ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي، وَ مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ، وَ أَمْتَحِنُهُ بِالاِضْطِلاَعِ بِهَا، يَقْتُلُهُ عِفْرِيتٌ مُسْتَكْبِرٌ، يُدْفَنُ فِي الْمَدِينَةِ ـ الَّتِي

1.. في العيون : «مذلّ الظالمين» بدل «مديل المظلومين» . يقال : اُديل لنا على أعدائنا ، أي نُصِرنا عليهم وكانت الدولة لنا . والدَولة : الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۴۱ دول .

2.. «اُتيحت» ، أي قدّرت له و اُنزلت به ، يقال : تاح له الشيء، و اُتيح له الشيء ، أي قدّر له وأتاح اللّه‏ له الشيء ، أي قدّره له و أنزله به . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۵۷ .

3.. «الحِنْدِس» : الليل المظلم ، والظُلمة . وجمعه : حناديس . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۰۹ حندس . والمراد: شديدة .

4.. في الوافي، ج۲، ص۲۹۹ : «الفرض : الحجّة أو الإتيان بها . والكلام استعارة » .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
830

۱۳۹۰.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفٍ ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ أَبِي لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْأَنْصَارِيِّ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَمَتى يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا ؟ فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَيَّ الْأَوْقَاتِ أَحْبَبْتَهُ، فَخَلاَ بِهِ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ، فَقَالَ لَهُ: يَا جَابِرُ، أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ عليهاالسلامبِنْتِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ مَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أُمِّي أَنَّهُ فِي ذلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ.
فَقَالَ جَابِرٌ: أَشْهَدُ بِاللّهِ إِنِّي دَخَلْتُ عَلى أُمِّكَ فَاطِمَةَ عليهاالسلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَهَنَّيْتُهَا بِوِلاَدَةِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، وَ رَأَيْتُ فِي يَدَيْهَا لَوْحاً أَخْضَرَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ، وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَاباً أَبْيَضَ شِبْهَ لَوْنِ الشَّمْسِ، فَقُلْتُ لَهَا: بِأَبِي وَ أُمِّي يَا بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ، مَا هذَا اللَّوْحُ؟ فَقَالَتْ: هذَا لَوْحٌ أَهْدَاهُ اللّهُ إِلى رَسُولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ ابْنَيَّ وَ اسْمُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي، وَ أَعْطَانِيهِ أَبِي لِيُبَشِّرَنِي بِذلِكَ.
قَالَ جَابِرٌ: فَأَعْطَتْنِيهِ أُمُّكَ فَاطِمَةُ عليهاالسلام، فَقَرَأْتُهُ، وَ اسْتَنْسَخْتُهُ. فَقَالَ أَبِي: فَهَلْ لَكَ يَا جَابِرُ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَشى مَعَهُ أَبِي إِلى مَنْزِلِ جَابِرٍ، فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً مِنْ رَقٍّ۱، فَقَالَ: يَا جَابِرُ، انْظُرْ فِي كِتَابِكَ لِأَقْرَأَ عَلَيْكَ، فَنَظَرَ جَابِرٌ فِي نُسْخَتِهِ، فَقَرَأَهُ أَبِي، فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً، فَقَالَ جَابِرٌ: فَأَشْهَدُ بِاللّهِ إِنِّي هكَذَا رَأَيْتُهُ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، هذَا كِتَابٌ مِنَ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ نُورِهِ وَ سَفِيرِهِ وَ حِجَابِهِ وَ دَلِيلِهِ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، عَظِّمْ يَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِي، وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي، وَ لاَ تَجْحَدْ آلاَئِي، إِنِّي أَنَا اللّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا،

1.. «الرَّقّ» بالفتح : الجِلد يكتب فيه . والكسر لغة قليلة فيه . المصباح المنير ، ص ۲۳۵ رقق .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19181
صفحه از 868
پرینت  ارسال به