قَالَ: وَ زُرْتُ الْعَسْكَرَ، فَأَتَيْتُ الدَّرْبَ مَعَ الْمَغِيبِ، وَ لَمْ أُكَلِّمْ أَحَداً، وَ لَمْ أَتَعَرَّفْ إِلى أَحَدٍ، وَ أَنَا أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ فَرَاغِي مِنَ الزِّيَارَةِ۱ إِذَا بِخَادِمٍ قَدْ جَاءَنِي، فَقَالَ لِي: قُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِذَنْ إِلى أَيْنَ ؟ فَقَالَ لِي: إِلَى الْمَنْزِلِ، قُلْتُ: وَ مَنْ أَنَا ؟ لَعَلَّكَ أُرْسِلْتَ إِلى غَيْرِي، فَقَالَ: لاَ، مَا أُرْسِلْتُ إِلاَّ إِلَيْكَ، أَنْتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَسُولُ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَمَرَّ بِي حَتّى أَنْزَلَنِي فِي بَيْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ، ثُمَّ سَارَّهُ۲، فَلَمْ أَدْرِ مَا قَالَ لَهُ حَتّى آتَانِي جَمِيعَ مَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَ جَلَسْتُ عِنْدَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَ اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الزِّيَارَةِ مِنْ دَاخِلٍ، فَأَذِنَ لِي، فَزُرْتُ لَيْلاً.
۱۳۶۹.۱۳. الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ زَيْدٍ الْيَمَانِيُّ، قَالَ:
كَتَبَ أَبِي بِخَطِّهِ كِتَاباً، فَوَرَدَ جَوَابُهُ، ثُمَّ كَتَبْتُ بِخَطِّي، فَوَرَدَ جَوَابُهُ، ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّهِ رَجُلٌ مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِنَا، فَلَمْ يَرِدْ جَوَابُهُ، فَنَظَرْنَا، فَكَانَتِ الْعِلَّةُ أَنَّ الرَّجُلَ تَحَوَّلَ قَرْمَطِيّاً۳.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ: فَزُرْتُ الْعِرَاقَ، وَ وَرَدْتُ طُوسَ، وَ عَزَمْتُ أَنْ لاَ أَخْرُجَ إِلاَّ عَنْ بَيِّنَةٍ مِنْ أَمْرِي، وَ نَجَاحٍ مِنْ حَوَائِجِي وَ لَوِ احْتَجْتُ أَنْ أُقِيمَ بِهَا حَتّى أُتَصَدَّقَ.
قَالَ: وَ فِي خِلاَلِ ذلِكَ يَضِيقُ صَدْرِي بِالْمُقَامِ، وَ أَخَافُ أَنْ يَفُوتَنِيَ الْحَجُّ. قَالَ: فَجِئْتُ يَوْماً إِلى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ لِي: صِرْ إِلى مَسْجِدِ كَذَا وَ كَذَا، وَ إِنَّهُ يَلْقَاكَ رَجُلٌ.
1.. في الوافي، ج۳، ص۸۷۳ : «لعلّه أراد بالزيارة زيارة الصاحب عليهالسلام من خارج داره بتبليغ السلام من غير إشعار ، كما يدلّ عليه قوله : «من داخل » في آخر الحديث » .
2.. سارّه في اُذُنه مسارّة وسِرارا ، وتسارُّوا ، أي تناجَوا . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۸۴ سرر .
3.. «القَرْمَطيّ» : واحد القرامطة ، وهم فرقة من الخوارج . الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۵۲ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۱۴۷۰ قرمط .