817
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَوَدَّ الشَّيْطَانُ أَنَّكَ شَكَكْتَ» وَ أَخْرَجَ إِلَيَّ ثَوْبَيْنِ، وَ قِيلَ لِي: خُذْهُمَا ؛ فَسَتَحْتَاجُ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذْتُهُمَا وَ خَرَجْتُ.
قَالَ سَعْدٌ: فَانْصَرَفَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ، وَمَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكُفِّنَ فِي الثَّوْبَيْنِ.

۱۳۶۱.۵. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّوَيْهِ السُّوَيْدَاوِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ:
شَكَكْتُ عِنْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، وَ اجْتَمَعَ عِنْدَ أَبِي مَالٌ جَلِيلٌ، فَحَمَلَهُ، وَ رَكِبَ السَّفِينَةَ، وَ خَرَجْتُ مَعَهُ مُشَيِّعاً، فَوُعِكَ وَعْكاً۱ شَدِيداً، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، رُدَّنِي، فَهُوَ الْمَوْتُ، وَ قَالَ لِيَ: اتَّقِ اللّهَ فِي هذَا الْمَالِ ؛ وَ أَوْصى إِلَيَّ، فَمَاتَ.
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَمْ يَكُنْ أَبِي لِيُوصِيَ بِشَيْءٍ غَيْرِ صَحِيحٍ، أَحْمِلُ هذَا الْمَالَ إِلَى الْعِرَاقِ، وَ أَكْتَرِي دَاراً عَلَى الشَّطِّ، وَ لاَ أُخْبِرُ أَحَداً بِشَيْءٍ، وَ إِنْ وَضَحَ لِي شَيْءٌ كَوُضُوحِهِ أَيَّامَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام أَنْفَذْتُهُ، وَ إِلاَّ قَصَفْتُ بِهِ۲.
فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ، وَ اكْتَرَيْتُ دَاراً عَلَى الشَّطِّ، وَ بَقِيتُ أَيَّاماً، فَإِذَا أَنَا بِرُقْعَةٍ مَعَ رَسُولٍ، فِيهَا: «يَا مُحَمَّدُ، مَعَكَ كَذَا وَ كَذَا فِي جَوْفِ كَذَا وَ كَذَا» حَتّى قَصَّ عَلَيَّ جَمِيعَ مَا مَعِي مِمَّا لَمْ أُحِطْ بِهِ عِلْماً، فَسَلَّمْتُهُ إِلَى الرَّسُولِ، وَ بَقِيتُ أَيَّاماً لاَ يُرْفَعُ لِي رَأْسٌ، وَ اغْتَمَمْتُ، فَخَرَجَ إِلَيَّ: «قَدْ أَقَمْنَاكَ مَكَانَ أَبِيكَ، فَاحْمَدِ اللّهَ».

۱۳۶۲.۶. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ النَّسَائِيِّ، قَالَ:
أَوْصَلْتُ أَشْيَاءَ لِلْمَرْزُبَانِيِّ۳ الْحَارِثِيِّ، فِيهَا سِوَارُ ذَهَبٍ، فَقُبِلَتْ، وَ رُدَّ عَلَيَّ السِّوَارُ،

1.. «الوعْك» : الحُمّى ، وقيل : ألَمُها . النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۰۷ وعك .

2.. في الغيبة : «تصدّقت به» . وفي الإرشاد : «أنفقته في ملاذّي وشهواتي» بدل «قصفت به» . و«القصف» : اللهو واللَّعِب . يقال : إنّها مولّدة . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۱۶ قصف . والمراد : أنّي لا أدفعه بل أستعين به على ملاذّ الحياة ، أو أتمتّع به طويلاً ، أو أصرفه في الضروريات .

3.. يعني إلى الصاحب عليه‏السلام . وفي بعض النسخ والوافي : «للمرزبان» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
816

إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ النَّضْرِ وَ أَبَا صِدَامٍ وَ جَمَاعَةً تَكَلَّمُوا بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام فِيمَا فِي أَيْدِي الْوُكَلاَءِ، وَ أَرَادُوا الْفَحْصَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ إِلى أَبِي الصِّدَامِ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَقَالَ لَهُ أَبُو صِدَامٍ: أَخِّرْهُ هذِهِ السَّنَةَ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ: إِنِّي أَفْزَعُ فِي الْمَنَامِ وَ لاَ بُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ، وَ أَوْصى إِلى أَحْمَدَ بْنِ يَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ، وَ أَوْصى لِلنَّاحِيَةِ۱ بِمَالٍ، وَ أَمَرَهُ أَنْ لاَ يُخْرِجَ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ يَدِهِ إِلى يَدِهِ عليه‏السلام بَعْدَ ظُهُورِهِ.
قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: لَمَّا وَافَيْتُ بَغْدَادَ اكْتَرَيْتُ دَاراً فَنَزَلْتُهَا، فَجَاءَنِي بَعْضُ الْوُكَلاَءِ بِثِيَابٍ وَ دَنَانِيرَ، وَ خَلَّفَهَا عِنْدِي، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هذَا ؟ قَالَ: هُوَ مَا تَرى۲، ثُمَّ جَاءَنِي آخَرُ بِمِثْلِهَا، وَ آخَرُ حَتّى كَبَسُوا۳ الدَّارَ، ثُمَّ جَاءَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعَهُ، فَتَعَجَّبْتُ، وَ بَقِيتُ مُتَفَكِّراً، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَةُ الرَّجُلِ عليه‏السلام: «إِذَا مَضى مِنَ النَّهَارِ كَذَا وَ كَذَا، فَاحْمِلْ مَا مَعَكَ». فَرَحَلْتُ، وَ حَمَلْتُ مَا مَعِي، وَ فِي الطَّرِيقِ صُعْلُوكٌ۴ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ فِي سِتِّينَ رَجُلاً، فَاجْتَزْتُ عَلَيْهِ، وَ سَلَّمَنِي اللّهُ مِنْهُ، فَوَافَيْتُ الْعَسْكَرَ، وَ نَزَلْتُ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَةٌ أَنِ «احْمِلْ مَا مَعَكَ». فَعَبَّيْتُهُ فِي صِنَانِ۵ الْحَمَّالِينَ.
فَلَمَّا بَلَغْتُ الدِّهْلِيزَ إِذَا فِيهِ أَسْوَدُ قَائِمٌ، فَقَالَ: أَنْتَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ادْخُلْ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ، وَ دَخَلْتُ بَيْتاً وَ فَرَّغْتُ صِنَانَ الْحَمَّالِينَ، وَ إِذَا فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ خُبْزٌ كَثِيرٌ، فَأَعْطى كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْحَمَّالِينَ رَغِيفَيْنِ، وَ أُخْرِجُوا، وَ إِذَا بَيْتٌ عَلَيْهِ سِتْرٌ، فَنُودِيتُ مِنْهُ: «يَا حَسَنَ بْنَ النَّضْرِ، احْمَدِ اللّهَ عَلى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْكَ، وَ لاَ تَشُكَّنَّ ؛

1.. «الناحية» : يعبّر بها عن القائم عليه‏السلام . مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۱۷۶۱ نحا .

2.. في مرآة العقول، ج۶، ص۱۷۹ : «وربّما يقرأ بالمجهول ، أي ما يأتيك العلم به من الناحية» .

3.. كبست النهرَ والبئر كبْسا : طممتُها بالتراب . والمراد : ملؤوا الدار وستروها من كثرة ما جاؤوا به ، أو هجموا عليها وأحاطوا بها . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۹۶۹ كبس .

4.. في البحار : + «و» . و«الصعلوك» : الفقير والسارق . وصعاليك العرب : ذؤبانها . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۹۵ صعلك .

5.. «الصَّنّ» : زبّيلٌ كبير . وقيل : هو شِبْه السَّلّة المطبقة . النهاية ، ج ۳ ، ص ۵۷ صنن . وفي بعض النسخ : «صيان» ، وهو الوعاء الذي يُصان فيه الثياب أو الكتب .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17000
صفحه از 868
پرینت  ارسال به