811
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَمَسَحَ بِيَدِهِ الْيُمْنى عَلى جَانِبِيَ الْأَيْسَرِ، وَ بِيَدِهِ الْيُسْرى عَلى جَانِبِيَ الْأَيْمَنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. قَالَ أَحْمَدُ: فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَنَامَ عَلى يَسَارِي مُنْذُ فَعَلَ ذلِكَ بِي عليه‏السلام، وَ مَا يَأْخُذُنِي نَوْمٌ عَلَيْهَا أَصْلاً.

۱۲۵ ـ بَابُ مَوْلِدِ الصَّاحِبِ عليه‏السلام

وُلِدَ عليه‏السلام لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ.

۱۳۵۷.۱. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
خَرَجَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام حِينَ قُتِلَ الزُّبَيْرِيُّ: «هذَا جَزَاءُ مَنِ افْتَرى عَلَى اللّهِ فِي أَوْلِيَائِهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يَقْتُلُنِي وَ لَيْسَ لِي عَقِبٌ، فَكَيْفَ رَأى قُدْرَةَ اللّهِ ؟»
وَ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ سَمَّاهُ «م‏ح‏م‏د» سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ.

۱۳۵۸.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ وَ الْحَسَنُ ـ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ـ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَبْدِيُّ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ، عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ، قَالَ:
أَتَيْتُ سُرَّ مَنْ رَأى، وَ لَزِمْتُ بَابَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، فَدَعَانِي مِنْ غَيْرِ أَنْ أَسْتَأْذِنَ، فَلَمَّا دَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ، قَالَ لِي: «يَا أَبَا فُلاَنٍ، كَيْفَ حَالُكَ ؟» ثُمَّ قَالَ لِي: «اقْعُدْ يَا فُلاَنُ». ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ مِنْ أَهْلِي، ثُمَّ قَالَ لِي: «مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ ؟» قُلْتُ: رَغْبَةٌ فِي خِدْمَتِكَ، قَالَ: فَقَالَ: «فَالْزَمِ الدَّارَ».
قَالَ: فَكُنْتُ فِي الدَّارِ مَعَ الْخَدَمِ، ثُمَّ صِرْتُ أَشْتَرِي لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ وَ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَارِ الرِّجَالِ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ يَوْماً وَ هُوَ فِي دَارِ الرِّجَالِ، فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ، فَنَادَانِي: «مَكَانَكَ لاَ تَبْرَحْ» فَلَمْ أَجْسُرْ أَخْرُجُ


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
810

سُلِّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام إِلى نِحْرِيرٍ۱، فَكَانَ يُضَيِّقُ عَلَيْهِ وَ يُؤذِيهِ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: وَيْلَكَ، اتَّقِ اللّهَ، لاَ تَدْرِي مَنْ فِي مَنْزِلِكَ ؟ وَ عَرَّفَتْهُ صَلاَحَهُ، وَ قَالَتْ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْهُ، فَقَالَ: لَأَرْمِيَنَّهُ بَيْنَ السِّبَاعِ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ بِهِ، فَرُئِيَ عليه‏السلام قَائِماً يُصَلِّي وَ هِيَ حَوْلَهُ.

۱۳۵۶.۲۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِأَنْظُرَ إِلى خَطِّهِ، فَأَعْرِفَهُ إِذَا وَرَدَ، فَقَالَ: «نَعَمْ». ثُمَّ قَالَ: «يَا أَحْمَدُ، إِنَّ الْخَطَّ سَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مِنْ بَيْنِ الْقَلَمِ الْغَلِيظِ إِلَى الْقَلَمِ الدَّقِيقِ، فَلاَ تَشُكَّنَّ».
ثُمَّ دَعَا بِالدَّوَاةِ فَكَتَبَ، وَ جَعَلَ يَسْتَمِدُّ۲ إِلى مَجْرَى الدَّوَاةِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي ـ وَ هُوَ يَكْتُبُ ـ:أَسْتَوْهِبُهُ الْقَلَمَ الَّذِي كَتَبَ بِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابَةِ أَقْبَلَ يُحَدِّثُنِي ـ وَ هُوَ يَمْسَحُ الْقَلَمَ بِمِنْدِيلِ الدَّوَاةِ سَاعَةً ـ ثُمَّ قَالَ: «هَاكَ يَا أَحْمَدُ» فَنَاوَلَنِيهِ.
فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي مُغْتَمٌّ لِشَيْءٍ يُصِيبُنِي فِي نَفْسِي وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَاكَ، فَلَمْ يُقْضَ لِي ذلِكَ، فَقَالَ: «وَ مَا هُوَ يَا أَحْمَدُ ؟» فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، رُوِيَ لَنَا عَنْ
آبَائِكَ أَنَّ نَوْمَ الْأَنْبِيَاءِ عَلى أَقْفِيَتِهِمْ، وَ نَوْمَ الْمُؤمِنِينَ عَلى أَيْمَانِهِمْ، وَ نَوْمَ الْمُنَافِقِينَ عَلى شَمَائِلِهِمْ، وَ نَوْمَ الشَّيَاطِينِ عَلى وُجُوهِهِمْ ؟ فَقَالَ عليه‏السلام: «كَذلِكَ هُوَ».
فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، فَإِنِّي أَجْهَدُ أَنْ أَنَامَ عَلى يَمِينِي، فَمَا يُمْكِنُنِي، وَ لاَ يَأْخُذُنِي النَّوْمُ عَلَيْهَا، فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَحْمَدُ، ادْنُ مِنِّي». فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: «أَدْخِلْ يَدَكَ تَحْتَ ثِيَابِكَ»، فَأَدْخَلْتُهَا، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِ، وَ أَدْخَلَهَا تَحْتَ ثِيَابِي،

1.. هو الخادم من خدم الخليفة وكان راعيَ سباع الخليفة وكلابه ، وكأنّه ـ لعنه اللّه‏ ـ كان عدوّا له عليه‏السلام . راجع : تاريخ ابن خلدون ، ج ۴ ، ص ۲۹۹ ؛ الغيبة للطوسي ، ص ۲۸ ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۸۶۱ .

2.. قال المازندراني والمجلسي : «يستمدّ ، أي يطلب المدَدَ أو المِدادَ من قعر الدواة إلى مجراها ، أي فمها لقلّة مدادها ، أو لعدم الحاجة سريعا إلى العود» . وقال الفيض : «وجعل يستمدّ ، أي يطلب المداد بالقلم . ضمّن الاستمداد معنى الإنهاء ونحوه فعدّاه بعلى» . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۳۳۲ ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۸۶۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۱۶۸ ؛ لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۹۸ مدد .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13701
صفحه از 868
پرینت  ارسال به