809
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَلَمَّا أَمْسى دَعَانِي وَ قَالَ لِي: «سَرِّحِ الدَّمَ۱» فَسَرَّحْتُ، ثُمَّ قَالَ لِي: «أَمْسِكْ» فَأَمْسَكْتُ، ثُمَّ قَالَ لِي: «كُنْ فِي الدَّارِ».
فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ، أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَ قَالَ لِي: «سَرِّحِ الدَّمَ».
قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَجَبِيَ الْأَوَّلِ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ، قَالَ: فَسَرَّحْتُ، فَخَرَجَ دَمٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ الْمِلْحُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِيَ: «احْبِسْ». قَالَ: فَحَبَسْتُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «كُنْ فِي الدَّارِ».
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَمَرَ قَهْرَمَانَهُ۲ أَنْ يُعْطِيَنِي ثَلاَثَةَ دَنَانِيرَ، فَأَخَذْتُهَا، وَ خَرَجْتُ حَتّى أَتَيْتُ ابْنَ بَخْتِيشُوعَ النَّصْرَانِيَّ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: وَ اللّهِ، مَا أَفْهَمُ مَا تَقُولُ، وَ لاَ أَعْرِفُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الطِّبِّ، وَ لاَ قَرَأْتُهُ فِي كِتَابٍ، وَ لاَ أَعْلَمُ فِي دَهْرِنَا أَعْلَمَ بِكُتُبِ النَّصْرَانِيَّةِ مِنْ فُلاَنٍ الْفَارِسِيِّ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِ.
قَالَ: فَاكْتَرَيْتُ زَوْرَقاً إِلَى الْبَصْرَةِ، وَ أَتَيْتُ الْأَهْوَازَ، ثُمَّ صِرْتُ إِلى فَارِسَ إِلى صَاحِبِي، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، قَالَ: وَ قَالَ: أَنْظِرْنِي أَيَّاماً، فَأَنْظَرْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مُتَقَاضِياً، قَالَ: فَقَالَ لِي: إِنَّ هذَا الَّذِي تَحْكِيهِ عَنْ هذَا الرَّجُلِ فَعَلَهُ الْمَسِيحُ فِي دَهْرِهِ مَرَّةً.

۱۳۵۴.۲۵. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ:
كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام يَشْكُو عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ دُلَفَ وَ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «أَمَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ فَقَدْ كُفِيتَهُ، وَ أَمَّا يَزِيدُ فَإِنَّ لَكَ وَ لَهُ مَقَاماً بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ». فَمَاتَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَ قَتَلَ يَزِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ حُجْرٍ.

۱۳۵۵.۲۶. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ:

1.. «سرّح الدم» ، أي أرسله . وتسريح دم العرق المفصود : إرساله بعد ما يسيل منه حين يُفصَد مرّة ثانية . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۷۹ سرح .

2.. «القهرمان» : هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده ، والقائم باُمور الرجل بلغة الفرس . النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۲۹ قهرم .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
808

كُنْتُ أَدْخُلُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، فَأَعْطَشُ وَ أَنَا عِنْدَهُ، فَأُجِلُّهُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ، فَيَقُولُ: «يَا غُلاَمُ، اسْقِهِ» وَ رُبَّمَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالنُّهُوضِ، فَأُفَكِّرُ فِي ذلِكَ، فَيَقُولُ: «يَا غُلاَمُ، دَابَّتَهُ».

۱۳۵۲.۲۳. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ:
دَخَلَ الْعَبَّاسِيُّونَ عَلى صَالِحِ بْنِ وَصِيفٍ، وَ دَخَلَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وَ غَيْرُهُ ـ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ هذِهِ النَّاحِيَةِ ـ عَلى صَالِحِ بْنِ وَصِيفٍ عِنْدَ مَا حَبَسَ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه‏السلام ۱، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: وَ مَا أَصْنَعُ قَدْ وَكَّلْتُ بِهِ رَجُلَيْنِ مِنْ أَشَرِّ مَنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ، فَقَدْ صَارَا مِنَ الْعِبَادَةِ وَ الصَّلاَةِ وَ الصِّيَامِ إِلى أَمْرٍ عَظِيمٍ، فَقُلْتُ لَهُمَا مَا فِيهِ، فَقَالاَ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ، وَ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ، لاَ يَتَكَلَّمُ وَ لاَ يَتَشَاغَلُ، وَ إِذَا نَظَرْنَا إِلَيْهِ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُنَا۲، وَ يُدَاخِلُنَا مَا لاَ نَمْلِكُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا ؟ فَلَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ انْصَرَفُوا خَائِبِينَ.

۱۳۵۳.۲۴. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَكْفُوفُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ بَعْضِ فَصَّادِي۳ الْعَسْكَرِ مِنَ النَّصَارى:
أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه‏السلام بَعَثَ إِلَيْهِ يَوْماً فِي وَقْتِ صَلاَةِ الظُّهْرِ، فَقَالَ لِيَ: «افْصِدْ هذَا الْعِرْقَ» قَالَ: وَ نَاوَلَنِي عِرْقاً لَمْ أَفْهَمْهُ مِنَ الْعُرُوقِ الَّتِي تُفْصَدُ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا رَأَيْتُ أَمْراً أَعْجَبَ مِنْ هذَا، يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْصِدَ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ وَ لَيْسَ بِوَقْتِ فَصْدٍ، وَ الثَّانِيَةُ عِرْقٌ لاَ أَفْهَمُهُ، ثُمَّ قَالَ لِيَ: «انْتَظِرْ، وَ كُنْ فِي الدَّارِ».

1.. في الإرشاد : + «فقالوا له : ضيّق عليه ولا توسّع» .

2.. أي اضطربت أركاننا . و«الفَرائصُ» : جمع الفَرِيصَة ، وهي اللَحْمة بين الجنب والكتف التي لا تزال تُرْعَدُ من الدابّة ، والجمع الفَرِيص أيضا . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۴۸ فرص .

3.. «الفصّاد» : الذي يشقّ العِرْق ؛ من الفصد وهو شقّ العِرق . راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۳۹ فصد .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14710
صفحه از 868
پرینت  ارسال به