805
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَرَسُكَ، فَاغْتَمَمْتُ، وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ عَنى هذَا بِذلِكَ الْقَوْلِ.
قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام بَعْدَ أَيَّامٍ وَ أَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَيْتَهُ أَخْلَفَ عَلَيَّ دَابَّةً ؛ إِذْ كُنْتُ اغْتَمَمْتُ بِقَوْلِهِ، فَلَمَّا جَلَسْتُ، قَالَ: «نَعَمْ، نُخْلِفُ دَابَّةً عَلَيْكَ ؛ يَا غُلاَمُ، أَعْطِهِ بِرْذَوْنِيَ۱ الْكُمَيْتَ، هذَا خَيْرٌ مِنْ فَرَسِكَ، وَ أَوْطَأُ۲، وَ أَطْوَلُ عُمُراً».

۱۳۴۵.۱۶. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام حِينَ أَخَذَ الْمُهْتَدِي فِي قَتْلِ الْمَوَالِي: يَا سَيِّدِي، الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي شَغَلَهُ عَنَّا، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَتَهَدَّدُكَ، وَ يَقُولُ: وَ اللّهِ، لَأُجْلِيَنَّهُمْ۳ عَنْ جَدِيدِ۴ الْأَرْضِ؟.
فَوَقَّعَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام بِخَطِّهِ: «ذَاكَ أَقْصَرُ لِعُمُرِهِ، عُدَّ مِنْ يَوْمِكَ هذَا خَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَ يُقْتَلُ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ بَعْدَ هَوَانٍ وَ اسْتِخْفَافٍ يَمُرُّ بِهِ» فَكَانَ كَمَا قَالَ عليه‏السلام.

۱۳۴۶.۱۷. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ، قَالَ:
كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام أَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللّهَ لِي مِنْ وَجَعِ عَيْنِي ـ وَ كَانَتْ إِحْدى عَيْنَيَّ ذَاهِبَةً، وَ الْأُخْرى عَلى شَرَفِ ذَهَابٍ ـ فَكَتَبَ إِلَيَّ: «حَبَسَ اللّهُ عَلَيْكَ عَيْنَكَ» فَأَفَاقَتِ الصَّحِيحَةُ.
وَ وَقَّعَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ: «آجَرَكَ اللّهُ، وَ أَحْسَنَ ثَوَابَكَ» فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ، وَلَمْ أَعْرِفْ فِي أَهْلِي أَحَداً مَاتَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَتْنِي وَفَاةُ ابْنِيطَيِّبٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّ التَّعْزِيَةَ لَهُ.

۱۳۴۷.۱۸. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا بِسُرَّ مَنْ رَأى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ـ يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ بْنُ اللَّيْثِ ـ يَتَظَلَّمُ

1.. «البِرْذَوْنُ» : الدابّة ، أو التركيّ من الخيل ، وخلافها العِراب ، أو ما كان من غير نتاج العِراب من الخيل . راجع : المغرب ، ص ۴۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۱ برذن .

2.. «أوْطَأُ» ، أي أوفق ؛ من المواطأة بمعنى الموافقة . أو أكثر مشيا ؛ من الوَطْ‏ء ، هو الدَوْس بالقدم . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۸۱ وطأ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۱۶۰ .

3.. «الجَلاءُ» : الخروج من البلد . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۰۴ جلا .

4.. في الإرشاد : «جدد» . و«الجَدِيدُ» : وجه الأرض . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۵۴ جدد .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
804

وَ حَلَفْتُ لَهُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ، وَ لاَ غَدَاءٌ، وَ لاَ عَشَاءٌ.
قَالَ: فَقَالَ: «تَحْلِفُ بِاللّهِ كَاذِباً ؛ وَ قَدْ دَفَنْتَ مِائَتَيْ دِينَارٍ، وَ لَيْسَ قَوْلِي هذَا دَفْعاً لَكَ عَنِ الْعَطِيَّةِ، أَعْطِهِ يَا غُلاَمُ مَا مَعَكَ»، فَأَعْطَانِي غُلاَمُهُ مِائَةَ دِينَارٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ لِي: «إِنَّكَ تُحْرَمُهَا أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهَا» ـ يَعْنِي الدَّنَانِيرَ الَّتِي دَفَنْتُ ـ وَ صَدَقَ عليه‏السلام،
وَ كَانَ كَمَا قَالَ، دَفَنْتُ مِائَتَيْ دِينَارٍ، وَ قُلْتُ: يَكُونُ ظَهْراً وَ كَهْفاً لَنَا، فَاضْطُرِرْتُ ضَرُورَةً شَدِيدَةً إِلى شَيْءٍ أُنْفِقُهُ، وَ انْغَلَقَتْ عَلَيَّ أَبْوَابُ الرِّزْقِ، فَنَبَّشْتُ عَنْهَا، فَإِذَا ابْنٌ لِي قَدْ عَرَفَ مَوْضِعَهَا، فَأَخَذَهَا وَ هَرَبَ، فَمَا قَدَرْتُ مِنْهَا عَلى شَيْءٍ.

۱۳۴۴.۱۵. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:
كَانَ لِي فَرَسٌ، وَ كُنْتُ بِهِ مُعْجَباً، أُكْثِرُ ذِكْرَهُ فِي الْمَحَالِّ۱، فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام يَوْماً، فَقَالَ لِي: «مَا فَعَلَ فَرَسُكَ ؟» فَقُلْتُ: هُوَ عِنْدِي، وَ هُوَ ذَا هُوَ عَلى بَابِكَ، وَ عَنْهُ نَزَلْتُ، فَقَالَ لِيَ: «اسْتَبْدِلْ بِهِ قَبْلَ الْمَسَاءِ إِنْ قَدَرْتَ عَلى مُشْتَرٍ، وَ لاَ تُؤخِّرْ ذلِكَ» وَ دَخَلَ عَلَيْنَا دَاخِلٌ، وَ انْقَطَعَ الْكَلاَمُ، فَقُمْتُ مُتَفَكِّراً، وَ مَضَيْتُ إِلى مَنْزِلِي، فَأَخْبَرْتُ أَخِي الْخَبَرَ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ فِي هذَا، وَ شَحَحْتُ بِهِ۲، وَنَفِسْتُ۳ عَلَى النَّاسِ بِبَيْعِهِ وَ أَمْسَيْنَا، فَأَتَانَا السَّائِسُ۴ ـ وَ قَدْ صَلَّيْنَا الْعَتَمَةَ ـ فَقَالَ: يَا مَوْلاَيَ، نَفَقَ۵

1.. في الإرشاد : «المجالس» .

2.. قوله : «شَحَحْتُ» و«شَحِحْتُ به» ؛ بخلت وضَنَنْتُ به ؛ من الشُحّ وهو البخل مع الحرص . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۹۵ ـ ۴۹۶ شحح .

3.. «نفستُ» ، أي حسدتُ . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۹۰ نفس .

4.. «السائس» : مَن فِعله السياسة ، وهو القيام على الشيء بما يصلحه . والمراد هنا سائس الدوابّ ، وهو الذي قام عليها وراضَها . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۰۸ سوس .

5.. «نفق» ، أي مات . يقال : نفقتِ الدابّة تَنْفُق نُفوقا ، أي ماتت . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۶۰ نفق .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14768
صفحه از 868
پرینت  ارسال به