801
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ سَنَةَ الْقَادِسِيَّةِ۱ يُعْلِمُهُ انْصِرَافَ النَّاسِ، وَأَنَّهُ يَخَافُ الْعَطَشَ، فَكَتَبَ عليه‏السلام:
«امْضُوا، فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللّهُ»، فَمَضَوْا سَالِمِينَ؛ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

۱۳۳۶.۷. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْيَمَانِيِّ، قَالَ:
نَزَلَ بِالْجَعْفَرِيِّ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ خَلْقٌ لاَ قِبَلَ۲ لَهُ بِهِمْ، فَكَتَبَ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام يَشْكُو ذلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «تُكْفَوْنَ ذلِكَ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالى» فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي نَفَرٍ يَسِيرٍ وَ الْقَوْمُ يَزِيدُونَ عَلى عِشْرِينَ أَلْفاً، وَ هُوَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَلْفٍ، فَاسْتَبَاحَهُمْ۳.

۱۳۳۷.۸. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيِّ، قَالَ:
حُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ نَارْمَشَ ـ وَ هُوَ أَنْصَبُ النَّاسِ۴ وَ أَشَدُّهُمْ عَلى آلِ أَبِي طَالِبٍ ـ وَ قِيلَ لَهُ: افْعَلْ بِهِ وَ افْعَلْ. فَمَا أَقَامَ عِنْدَهُ إِلاَّ يَوْماً حَتّى وَضَعَ خَدَّيْهِ لَهُ۵، وَ كَانَ لاَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَيْهِ إِجْلاَلاً وَ إِعْظَاماً، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ بَصِيرَةً، وَ أَحْسَنُهُمْ فِيهِ قَوْلاً.

۱۳۳۸.۹. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيُّ، قَالَ:
كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْوَلِيجَةِ۶، وَ هُوَ قَوْلُ اللّهِ تَعَالى: «وَ لَمْ يَتَّخِذُوا

1.. «القادِسيّة» : قرية قرب الكوفة . وسنتها هي التي رجع فيها الحاجّ وانصرف عنها لخوف العطش وغيره لمّا سمعوا من قلّة الماء والكلاء في الطريق . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۷۳ قدس ؛ شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۳۲۰ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۱۵۳ .

2.. في الوافي، ج۳، ص۸۵۱ : «لاقبل له بهم : لم يكن له من الجنود من يقاومهم » . وراجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۶۹ قبل .

3.. «فاستباحهم» ، أي استأصلهم وقلعهم من أصلهم ، ونهبهم وجعلهم له مباحا ، أي لا تبعة عليه فيهم . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۳۵۷ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۶۱ بوح .

4.. «أنصب الناس» ، أي أبغضهم وأشدّهم عداوة . راجع: القاموس المحيط، ج۱، ص۲۳۰ نصب.

5.. هي كناية عن الانقياد والخضوع. شرح المازندراني، ج۷، ص۳۲۰.

6.. «الوَلِيجَةُ» : كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمدا عليه وليس من أهله . أو خاصّة الرجل وبطانته . راجع : المفردات للراغب ، ص ۸۸۳ ؛ الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۴۸ ولج .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
800

الْمُسْتَعِينِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَحَّبَ بِهِ۱ وَ قَرَّبَ.
فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَلْجِمْ هذَا الْبَغْلَ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام لِأَبِي: «أَلْجِمْهُ يَا غُلاَمُ» فَقَالَ الْمُسْتَعِينُ: أَلْجِمْهُ أَنْتَ، فَوَضَعَ طَيْلَسَانَهُ۲، ثُمَّ قَامَ، فَأَلْجَمَهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلى مَجْلِسِهِ وَقَعَدَ.
فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَسْرِجْهُ، فَقَالَ لِأَبِي: «يَا غُلاَمُ، أَسْرِجْهُ» فَقَالَ: أَسْرِجْهُ أَنْتَ، فَقَامَ ثَانِيَةً، فَأَسْرَجَهُ وَ رَجَعَ.
فَقَالَ لَهُ: تَرى أَنْ تَرْكَبَهُ ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ»، فَرَكِبَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمْتَنِعَ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَكَضَهُ۳ فِي الدَّارِ، ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَى الْهَمْلَجَةِ۴، فَمَشى أَحْسَنَ مَشْيٍ يَكُونُ، ثُمَّ رَجَعَ فَنَزَلَ.
فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَعِينُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، كَيْفَ رَأَيْتَهُ ؟ قَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ حُسْناً وَ فَرَاهَةً۵، وَ مَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مِثْلُهُ إِلاَّ لِأَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ».
قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ قَدْ حَمَلَكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام لِأَبِي: «يَا غُلاَمُ، خُذْهُ» فَأَخَذَهُ أَبِي، فَقَادَهُ.

۱۳۳۴.۵. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:
شَكَوْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام الْحَاجَةَ، فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ، قَالَ: وَ أَحْسَبُهُ غَطَّاهُ بِمِنْدِيلٍ، وَ أَخْرَجَ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ، فَقَالَ: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، خُذْ وَ أَعْذِرْنَا۶».

۱۳۳۵.۶. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْمُطَهَّرِ:

1.. «فَرَحَّبَ به» ، أي قال له : مَرْحَبا ، أي لقيتَ رَحْبا وسَعَةً . أو معناه : رحّب اللّه‏ بك مرحبا . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۱۴ رحب .

2.. «الطَيْلسان» ـ مثلّثة اللام ـ : تعريب تالِشان ، وجمعه : طَيالِسَة ، وهو من لباس العجم ، مدوّر أسود . قاله المطرزي . أو هو ثوب يحيط بالبدن يُنْسَجُ للّبس ، خالٍ عن التفصيل والخياطة . راجع: المغرب، ص۲۹۱؛ مجمع البحرين، ج۴، ص۸۲ طيلس.

3.. «الركض» : أن تضرب الدابّة برجليك لتستحثّها ، ويستعار للعَدْو . المغرب ، ص ۱۹۶ ركض .

4.. قال الخليل : «الهَمْلَجَةُ : حسن سير الدابّة في سرعة وبَخْتَرَةٍ ، وهي المشية الحسنة» . ترتيب كتاب العين، ج۳، ص۱۹۰۰.

5.. الفَراهَةُ : النَشاطُ والحِدَّةُ والقوّة . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۴۱ فره .

6.. «أعذرنا» ، أمر من باب ضرب أو الإفعال ، أي اقبل اعتذارنا . راجع: النهاية، ج۳، ص۱۹۶ عذر.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14805
صفحه از 868
پرینت  ارسال به