799
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

ثَمَنِ حِمَارٍ، وَ مِائَةً لِلْكِسْوَةِ، وَ مِائَةً لِلنَّفَقَةِ، وَ لاَ تَخْرُجْ إِلَى الْجَبَلِ، وَ صِرْ إِلى سُورَاءَ۱، فَصَارَ إِلى سُورَاءَ، وَ تَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ، فَدَخْلُهُ۲ الْيَوْمَ أَلْفُ دِينَارٍ، وَ مَعَ هذَا يَقُولُ بِالْوَقْفِ۳. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَيْحَكَ، أَ تُرِيدُ أَمْراً أَبْيَنَ مِنْ هذَا ؟
قَالَ: فَقَالَ: هذَا أَمْرٌ۴ قَدْ جَرَيْنَا عَلَيْهِ.

۱۳۳۳.۴. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ أَبِي بِسُرَّ مَنْ رَأى، وَ كَانَ أَبِي يَتَعَاطَى الْبَيْطَرَةَ۵ فِي مَرْبِطِ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، قَالَ: وَ كَانَ عِنْدَ الْمُسْتَعِينِ بَغْلٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ حُسْناً وَ كِبْراً، وَ كَانَ يَمْنَعُ ظَهْرَهُ وَ اللِّجَامَ وَ السَّرْجَ، وَ قَدْ كَانَ جَمَعَ عَلَيْهِ الرَّاضَةَ۶، فَلَمْ يُمَكِّنْ لَهُمْ حِيلَةٌ فِي رُكُوبِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نُدَمَائِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، أَ لاَ تَبْعَثُ إِلَى الْحَسَنِ ابْنِ الرِّضَا حَتّى يَجِيءَ، فَإِمَّا أَنْ يَرْكَبَهُ، وَ إِمَّا أَنْ يَقْتُلَهُ، فَتَسْتَرِيحَ مِنْهُ.
قَالَ: فَبَعَثَ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، وَ مَضى مَعَهُ أَبِي، فَقَالَ أَبِي: لَمَّا دَخَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارَ، كُنْتُ مَعَهُ، فَنَظَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِلَى الْبَغْلِ وَاقِفاً فِي صَحْنِ الدَّارِ، فَعَدَلَ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى كَفَلِهِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الْبَغْلِ وَ قَدْ عَرِقَ حَتّى سَالَ الْعَرَقُ مِنْهُ، ثُمَّ صَارَ إِلَى

1.. في اللغة : سورى ، مثال بُشْرى أو طُوبى : موضع بالعراق من أرض بابل ، وهو بلد السُرْيانيّين ، وموضع من أعمال بغداد . وقد يُمَدُّ . وقال المجلسي : «بلد بقرب الحلّة أو مكانها ، كما سمعت من مشايخي» . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۹۰ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۷۹ سور؛ مرآة العقول، ج۶، ص۱۵۰.

2.. «الدَخْل» : ما دخل عليك من ضيعتك ، أي عقارك . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۰ دخل .

3.. في مرآة العقول، ج۶، ص۱۵۰ : «بالوقف ، أي بالقول بأنّ الكاظم عليه‏السلام لم يمت وأنّه القائم ، وعدم القول بإمامة الأئمّة بعده عليه‏السلام» .

4.. في الإرشاد : «فقال : صدقت ولكنّا على أمر» بدل «فقال : هذا أمر» .

5.. «البَيْطرة» : معالجة الدوابّ . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۶۹ ـ ۷۰ بطر .

6.. «الراضَةُ» : جمع الرائض ، وهو مذلّل الدوابّ للركوب ، أو معلِّم السير لها . راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۶۴ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۷۲ روض .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
798

۱۳۳۱.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:
كَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام إِلى أَبِي الْقَاسِمِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّبَيْرِيِّ قَبْلَ مَوْتِ الْمُعْتَزِّ بِنَحْوِ عِشْرِينَ يَوْماً: «الْزَمْ بَيْتَكَ حَتّى يَحْدُثَ الْحَادِثُ». فَلَمَّا قُتِلَ بُرَيْحَةُ كَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ حَدَثَ الْحَادِثُ، فَمَا تَأْمُرُنِي ؟ فَكَتَبَ: «لَيْسَ هذَا الْحَادِثَ، بَلِ الْحَادِثُ الاْخَرُ»، فَكَانَ مِنْ أَمْرِ الْمُعْتَزِّ مَا كَانَ.
وَ عَنْهُ، قَالَ: كَتَبَ عليه‏السلام إِلى رَجُلٍ آخَرَ: «يُقْتَلُ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَبْدُ اللّهِ» قَبْلَ قَتْلِهِ بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ، قُتِلَ.

۱۳۳۲.۳. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْكُرْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:
ضَاقَ بِنَا الْأَمْرُ، فَقَالَ لِي أَبِيَ: امْضِ بِنَا حَتّى نَصِيرَ إِلى هذَا الرَّجُلِ ـ يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدٍ ـ فَإِنَّهُ قَدْ وُصِفَ عَنْهُ سَمَاحَةٌ، فَقُلْتُ: تَعْرِفُهُ ؟ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُهُ، وَلاَ رَأَيْتُهُ قَطُّ، قَالَ: فَقَصَدْنَاهُ، فَقَالَ لِي أَبِي ـ وَ هُوَ فِي طَرِيقِهِ ـ:مَا أَحْوَجَنَا إِلى أَنْ يَأْمُرَ لَنَا بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ: مِائَتَا دِرْهَمٍ لِلْكِسْوَةِ، وَ مِائَتَا دِرْهَمٍ لِلدَّيْنِ، وَ مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ! فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَيْتَهُ أَمَرَ لِي بِثَلاَثِمِائَةِ دِرْهَمٍ: مِائَةٌ أَشْتَرِي بِهَا حِمَاراً، وَ مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ، وَ مِائَةٌ لِلْكِسْوَةِ، وَ أَخْرُجَ إِلَى الْجَبَلِ.
قَالَ: فَلَمَّا وَافَيْنَا الْبَابَ خَرَجَ إِلَيْنَا غُلاَمُهُ، فَقَالَ: يَدْخُلُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَ سَلَّمْنَا قَالَ لِأَبِي: «يَا عَلِيُّ، مَا خَلَّفَكَ عَنَّا۱ إِلى هذَا الْوَقْتِ؟» فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَلْقَاكَ عَلى هذِهِ الْحَالِ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ جَاءَنَا غُلاَمُهُ، فَنَاوَلَ أَبِي صُرَّةً، فَقَالَ: هذِهِ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ: مِائَتَانِ لِلْكِسْوَةِ، وَ مِائَتَانِ لِلدَّيْنِ، وَ مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ ؛ وَ أَعْطَانِي صُرَّةً، فَقَالَ: هذِهِ ثَلاَثُمِائَةِ دِرْهَمٍ، اجْعَلْ مِائَةً فِي

1.. «خلّفك عنّا» ، أي أخّرك عنّا . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۸۷ خلف .

تعداد بازدید : 15847
صفحه از 868
پرینت  ارسال به