قَدْرِكَ، وَ لاَ تَفْعَلْ ؛ فَإِنَّمَا أَرَادَ هَتْكَكَ». فَأَبى عَلَيْهِ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأى أَنَّهُ لاَ يُجِيبُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّ هذَا مَجْلِسٌ لاَ تُجْمَعُ أَنْتَ وَ هُوَ عَلَيْهِ أَبَداً». فَأَقَامَ ثَلاَثَ سِنِينَ يُبَكِّرُ۱ كُلَّ يَوْمٍ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ تَشَاغَلَ الْيَوْمَ، فَرُحْ، فَيَرُوحُ، فَيُقَالُ: قَدْ سَكِرَ، فَبَكِّرْ، فَيُبَكِّرُ، فَيُقَالُ: شَرِبَ دَوَاءً، فَمَا زَالَ عَلى هذَا ثَلاَثَ سِنِينَ حَتّى قُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ، وَ لَمْ يَجْتَمِعْ مَعَهُ عَلَيْهِ.
۱۳۲۹.۹. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ:
مَرِضْتُ، فَدَخَلَ الطَّبِيبُ عَلَيَّ لَيْلاً، فَوَصَفَ لِي دَوَاءً بِلَيْلٍ آخُذُهُ كَذَا وَ كَذَا يَوْماً، فَلَمْ يُمْكِنِّي، فَلَمْ يَخْرُجِ الطَّبِيبُ مِنَ الْبَابِ حَتّى وَرَدَ عَلَيَّ نَصْرٌ بِقَارُورَةٍ۲ فِيهَا ذلِكَ الدَّوَاءُ بِعَيْنِهِ، فَقَالَ لِي: أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَ يَقُولُ لَكَ: «خُذْ هذَا الدَّوَاءَ كَذَا وَ كَذَا يَوْماً». فَأَخَذْتُهُ، فَشَرِبْتُهُ، فَبَرَأْتُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَأْبَى الطَّاعِنُ، أَيْنَ الْغُلاَةُ عَنْ هذَا الْحَدِيثِ۳؟
۱۲۴ ـ بَابُ مَوْلِدِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام
وُلِدَ عليهالسلام فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ـ وَ فِي نُسْخَةٍ أُخْرى: فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الاْخِرِ ـ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَ ثَلاَثِينَ وَ مِائَتَيْنِ ؛ وَ قُبِضَ عليهالسلام يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ عِشْرِينَ سَنَةً، وَ دُفِنَ فِي دَارِهِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ بِسُرَّ مَنْ رَأى ؛ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا: حُدَيْثُ.
1.. «يُبَكِّر» ، أي يأتي بُكْرَةً ، وهو أوّل النهار . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۷۶ بكر .
2.. «القارُورَةُ» : إناء يجعل فيه الشراب وغيره . راجع: ج۴، ص۳۹؛ لسان العرب، ج۵، ص۸۷ قرر.
3.. في الوافي، ج۳، ص۸۴۱ : «لعلّ المراد بقوله : «يأبى الطاعن » أنّ من يطعن فيهم عليهمالسلام لايقبل هذه الكرامة ؛ وبقوله : «أين الغلاة عن هذا الحديث » أين هم حتّى يتمسّكوا به على معتقدهم».