791
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۱۳۲۸.۸. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الْمُثَنّى يَعْقُوبُ بْنُ يَاسِرٍ، قَالَ:
كَانَ الْمُتَوَكِّلُ يَقُولُ: وَيْحَكُمْ، قَدْ أَعْيَانِي أَمْرُ ابْنِ الرِّضَا، أَبى أَنْ يَشْرَبَ مَعِي، أَوْ يُنَادِمَنِي۱، أَوْ أَجِدَ مِنْهُ فُرْصَةً فِي هذَا.
فَقَالُوا لَهُ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْهُ فَهذَا أَخُوهُ مُوسى قَصَّافٌ۲ عَزَّافٌ۳، يَأْكُلُ وَ يَشْرَبُ وَ يَتَعَشَّقُ، قَالَ: ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَجِيئُوا بِهِ حَتّى نُمَوِّهَ۴ بِهِ عَلَى النَّاسِ، وَ نَقُولَ: ابْنُ الرِّضَا.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ، وَ أُشْخِصَ مُكَرَّماً، وَ تَلَقَّاهُ۵ جَمِيعُ بَنِي هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ وَ النَّاسُ عَلى أَنَّهُ إِذَا وَافى أَقْطَعَهُ قَطِيعَةً۶، وَ بَنى لَهُ فِيهَا، وَ حَوَّلَ الْخَمَّارِينَ وَ الْقِيَانَ۷ إِلَيْهِ، وَ وَصَلَهُ وَ بَرَّهُ، وَ جَعَلَ لَهُ مَنْزِلاً سَرِيّاً۸ حَتّى يَزُورَهُ هُوَ فِيهِ.
فَلَمَّا وَافى مُوسى تَلَقَّاهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام فِي قَنْطَرَةِ وَصِيفٍ ـ وَ هُوَ مَوْضِعٌ يُتَلَقّى فِيهِ الْقَادِمُونَ ـ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَ وَفَّاهُ حَقَّهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ قَدْ أَحْضَرَكَ لِيَهْتِكَكَ، وَ يَضَعَ مِنْكَ، فَلاَ تُقِرَّ لَهُ أَنَّكَ شَرِبْتَ نَبِيذاً قَطُّ».
فَقَالَ لَهُ مُوسى: فَإِذَا كَانَ دَعَانِي لِهذَا، فَمَا حِيلَتِي ؟ قَالَ: «فَلاَ تَضَعْ مِنْ

1.. «ينادمني» ، أي يجالسني على الشراب . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۷۳ ندم .

2.. «قصّاف» ، أي نديم مقيم في الأكل والشرب ؛ من القُصُوف بمعنى الإقامة في الأكل والشرب . أو كاسِرٌ للعرض ونحوه ؛ من القَصْف بمعنى الكسر . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۸۳ قصف ؛ شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۳۰۶ ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۸۴۱ .

3.. «عزّاف» ، أي لاعب بالمعازف والملاهي ؛ من العَزْف ، وهو اللعب بالمعازف ، وهي الدُفوف والعود والطنبور وغيرهما ممّا يُضْرَب . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۳۰ عزف .

4.. «التمويه» : التلبيس والمخادعة . وقد موّه فلان باطلَهُ ، إذا زيّنه وأراه في صورة الحقّ . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۵۱ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۴۴ .

5.. «تَلَقّاهُ» ، أي استقبله . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۸۴ لقا .

6.. «أقطعه قطيعة»، أي أذن له في اقتطاعِها، أي أَخْذِها. أو جعلها مِلْكا له، أو أعطاه إيّاها. والقطيعة: طائفة من أرض الخراج، واسم لذلك الشيء الذي يُقْطَعُ. راجع: لسان العرب، ج ۸ ، ص ۲۸۰؛ المصباح المنير، ص ۵۰۹ قطع.

7.. قال ابن الأثير: «القِيانُ: جمع القَيْنَة، وهي الأمة غنّت أو لم تغنّ، والماشطة. وكثيرا تطلق على المغنّية من الإماء». راجع: النهاية، ج۴، ص۱۳۵؛ القاموس المحيط، ج۲، ص۱۶۱۱ قين.

8.. «السَرِيُّ» : الشريف والنفيس .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
790

وَ حَالَهُمْ، وَ ثَبَّتَ بِهِ عِزَّكَ وَ عِزَّهُمْ، وَ أَدْخَلَ الْيُمْنَ وَ الْأَمْنَ عَلَيْكَ وَ عَلَيْهِمْ، يَبْتَغِي بِذلِكَ رِضَاءَ رَبِّهِ وَ أَدَاءَ مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ فِيكَ وَ فِيهِمْ، وَ قَدْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ صَرْفَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّا كَانَ يَتَوَلاَّهُ مِنَ الْحَرْبِ وَ الصَّلاَةِ بِمَدِينَةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ إِذْ كَانَ عَلى مَا ذَكَرْتَ مِنْ جَهَالَتِهِ بِحَقِّكَ، وَ اسْتِخْفَافِهِ بِقَدْرِكَ، وَ عِنْدَ مَا قَرَفَكَ۱ بِهِ، وَ نَسَبَكَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي قَدْ عَلِمَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ بَرَاءَتَكَ مِنْهُ، وَ صِدْقَ نِيَّتِكَ فِي تَرْكِ مُحَاوَلَتِهِ، وَ أَنَّكَ لَمْ تُؤهِّلْ نَفْسَكَ لَهُ، وَ قَدْ وَلّى أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ مَا كَانَ يَلِي مِنْ ذلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ، وَ أَمَرَهُ بِإِكْرَامِكَ وَ تَبْجِيلِكَ، وَ الاِنْتِهَاءِ إِلى أَمْرِكَ وَ رَأْيِكَ، وَ التَّقَرُّبِ إِلَى اللّهِ وَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ بِذلِكَ، وَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ مُشْتَاقٌ إِلَيْكَ، يُحِبُّ إِحْدَاثَ الْعَهْدِ۲ بِكَ، وَ النَّظَرَ إِلَيْكَ، فَإِنْ نَشِطْتَ لِزِيَارَتِهِ وَ الْمُقَامِ قِبَلَهُ مَا رَأَيْتَ، شَخَصْتَ وَ مَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ وَ مَوَالِيكَ وَ حَشَمِكَ۳ عَلى مُهْلَةٍ وَ طُمَأْنِينَةٍ، تَرْحَلُ إِذَا شِئْتَ، وَ تَنْزِلُ إِذَا شِئْتَ، وَ تَسِيرُ كَيْفَ شِئْتَ، وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ يَحْيَى بْنُ هَرْثَمَةَ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُنْدِ مُشَيِّعِينَ لَكَ، يَرْحَلُونَ بِرَحِيلِكَ، وَ يَسِيرُونَ بِسَيْرِكَ، فَالْأَمْرُ فِي ذلِكَ إِلَيْكَ حَتّى تُوَافِيَ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ أَلْطَفَ مِنْهُ مَنْزِلَةً، وَ لاَ أَحْمَدَ لَهُ أُثْرَةً۴، وَ لاَ هُوَ لَهُمْ أَنْظَرَ، وَ عَلَيْهِمْ أَشْفَقَ، وَ بِهِمْ أَبَرَّ، وَ إِلَيْهِمْ أَسْكَنَ مِنْهُ إِلَيْكَ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالى، وَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ
وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ. وَكَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

1.. قوله : «قرفك به» ، أي أضافه إليك واتّهمك به . يقال : قَرَفَهُ بكذا ، أي أضافه إليه واتّهمه به . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۴۵ قرف .

2.. «العهد» : اللقاء . يقال : عَهِدْتُهُ بمكان كذا : لقيته ، و عهدي به قريب ، أي لقائي . راجع : المصباح المنير ، ص ۴۳۵ عهد.

3.. حُشْمَةُ الرجل وحَشَمُهُ وأحشامه : خدمه أو خاصّته الذين يغضبون له من عبيد أو أهل أو جِيرة إذا أصابه أمر . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۶ حشم .

4.. الاُثْرَةُ : المَكْرَمَةُ ـ وهو فعل الكَرَم ـ ؛ لأنّها تُؤْثَر ، أي تُذْكَر ويَأْثُرُهُ قرن عن قرن يتحدّثون بها . وقيل : هي المكرمة المتوارثة . راجع: النهاية، ج۱، ص۲۲؛ لسان العرب، ج۴، ص۷ اثر.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16352
صفحه از 868
پرینت  ارسال به