إِلَيْهِ بِرَدِّ ضِيَاعِهِ، وَ مَاتَ قَبْلَ ذلِكَ.
قَالَ: وَ كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَصِيبِ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ الْخُرُوجَ إِلَى الْعَسْكَرِ، فَكَتَبَ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام يُشَاوِرُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «اخْرُجْ ؛ فَإِنَّ فِيهِ فَرَجَكَ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالى». فَخَرَجَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيراً حَتّى مَاتَ.
۱۳۲۶.۶. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ:
رَأَيْتُهُ ـ يَعْنِي مُحَمَّداً ـ قَبْلَ مَوْتِهِ بِالْعَسْكَرِ فِي عَشِيَّةٍ وَ قَدِ اسْتَقْبَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، وَ اعْتَلَّ مِنْ غَدٍ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ عَائِداً بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ عِلَّتِهِ وَ قَدْ ثَقُلَ، فَأَخْبَرَنِي
أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ بِثَوْبٍ، فَأَخَذَهُ وَ أَدْرَجَهُ، وَ وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، قَالَ: فَكُفِّنَ فِيهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ: رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام مَعَ ابْنِ الْخَصِيبِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْخَصِيبِ: سِرْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ الْمُقَدَّمُ». فَمَا لَبِثَ إِلاَّ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ حَتّى وُضِعَ الدَّهَقُ۱ عَلى سَاقِ ابْنِ الْخَصِيبِ، ثُمَّ نُعِيَ۲.
قَالَ: وَ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ ـ حِينَ أَلَحَّ عَلَيْهِ ابْنُ الْخَصِيبِ فِي الدَّارِ الَّتِي يَطْلُبُهَا مِنْهُ ـ بَعَثَ إِلَيْهِ: «لَأَقْعُدَنَّ بِكَ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ مَقْعَداً لاَ يَبْقى لَكَ بَاقِيَةٌ». فَأَخَذَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ.
۱۳۲۷.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ:
أَخَذْتُ نُسْخَةَ كِتَابِ الْمُتَوَكِّلِ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليهالسلام مِنْ يَحْيَى بْنِ هَرْثَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَتَيْنِ، وَ هذِهِ نُسْخَتُهُ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؛ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عَارِفٌ بِقَدْرِكَ، رَاعٍ لِقَرَابَتِكَ، مُوجِبٌ لِحَقِّكَ، يُقَدِّرُ مِنَ الْأُمُورِ فِيكَ وَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ مَا أَصْلَحَ اللّهُ بِهِ حَالَكَ