789
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

إِلَيْهِ بِرَدِّ ضِيَاعِهِ، وَ مَاتَ قَبْلَ ذلِكَ.
قَالَ: وَ كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَصِيبِ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ الْخُرُوجَ إِلَى الْعَسْكَرِ، فَكَتَبَ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام يُشَاوِرُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «اخْرُجْ ؛ فَإِنَّ فِيهِ فَرَجَكَ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالى». فَخَرَجَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيراً حَتّى مَاتَ.

۱۳۲۶.۶. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ:
رَأَيْتُهُ ـ يَعْنِي مُحَمَّداً ـ قَبْلَ مَوْتِهِ بِالْعَسْكَرِ فِي عَشِيَّةٍ وَ قَدِ اسْتَقْبَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، وَ اعْتَلَّ مِنْ غَدٍ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ عَائِداً بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ عِلَّتِهِ وَ قَدْ ثَقُلَ، فَأَخْبَرَنِي
أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ بِثَوْبٍ، فَأَخَذَهُ وَ أَدْرَجَهُ، وَ وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، قَالَ: فَكُفِّنَ فِيهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ: رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام مَعَ ابْنِ الْخَصِيبِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْخَصِيبِ: سِرْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ الْمُقَدَّمُ». فَمَا لَبِثَ إِلاَّ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ حَتّى وُضِعَ الدَّهَقُ۱ عَلى سَاقِ ابْنِ الْخَصِيبِ، ثُمَّ نُعِيَ۲.
قَالَ: وَ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ ـ حِينَ أَلَحَّ عَلَيْهِ ابْنُ الْخَصِيبِ فِي الدَّارِ الَّتِي يَطْلُبُهَا مِنْهُ ـ بَعَثَ إِلَيْهِ: «لَأَقْعُدَنَّ بِكَ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ مَقْعَداً لاَ يَبْقى لَكَ بَاقِيَةٌ». فَأَخَذَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ.

۱۳۲۷.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ:
أَخَذْتُ نُسْخَةَ كِتَابِ الْمُتَوَكِّلِ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليه‏السلام مِنْ يَحْيَى بْنِ هَرْثَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَتَيْنِ، وَ هذِهِ نُسْخَتُهُ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؛ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عَارِفٌ بِقَدْرِكَ، رَاعٍ لِقَرَابَتِكَ، مُوجِبٌ لِحَقِّكَ، يُقَدِّرُ مِنَ الْأُمُورِ فِيكَ وَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ مَا أَصْلَحَ اللّهُ بِهِ حَالَكَ

1.. «الدَهَق» : خشبتان يُغْمَز ـ أي يُعصَر ـ بهما الساق . ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۶۰۲ دهق .

2.. «نُعِيَ» ، أي اُخبر بموته واُتي خبر موته واُذيع . يقال : نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْيا ونَعِيّا ، إذا أذاع موته وأخبر به . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۸۵ نعا .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
788

مَخْتُوماً، وَ قَالَ لِي: «دُونَكَ الْمُصَلّى». فَرَفَعْتُهُ، فَوَجَدْتُ سَيْفاً فِي جَفْنٍ۱ غَيْرِ مُلَبَّسٍ، فَأَخَذْتُ ذلِكَ، وَ صِرْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلى خَاتَمِ أُمِّهِ عَلَى الْبَدْرَةِ، بَعَثَ إِلَيْهَا، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ، فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ خَدَمِ الْخَاصَّةِ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ: كُنْتُ قَدْ نَذَرْتُ فِي عِلَّتِكَ لَمَّا أَيِسْتُ مِنْكَ: إِنْ عُوفِيتَ حَمَلْتُ إِلَيْهِ مِنْ مَالِي عَشَرَةَ آلاَفِ دِينَارٍ، فَحَمَلْتُهَا إِلَيْهِ، وَ هذَا خَاتَمِي عَلَى الْكِيسِ، وَ فَتَحَ الْكِيسَ الاْخَرَ، فَإِذَا فِيهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، فَضَمَّ إِلَى الْبَدْرَةِ بَدْرَةً أُخْرى، وَ أَمَرَنِي بِحَمْلِ ذلِكَ إِلَيْهِ، فَحَمَلْتُهُ، وَ رَدَدْتُ السَّيْفَ وَ الْكِيسَيْنِ، وَ قُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي، عَزَّ عَلَيَّ۲، فَقَالَ لِي«: «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَىَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ%«$.

۱۳۲۵.۵. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ:
إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام كَتَبَ إِلَيْهِ: «يَا مُحَمَّدُ، أَجْمِعْ أَمْرَكَ، وَ خُذْ حِذْرَكَ». قَالَ: فَأَنَا فِي جَمْعِ أَمْرِي ـ وَ لَيْسَ أَدْرِي مَا كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ ـ حَتّى وَرَدَ عَلَيَّ رَسُولٌ حَمَلَنِي مِنْ مِصْرَ مُقَيَّداً، وَ ضَرَبَ۳ عَلى كُلِّ مَا أَمْلِكُ، وَ كُنْتُ فِي السِّجْنِ ثَمَانَ سِنِينَ.
ثُمَّ وَرَدَ عَلَيَّ مِنْهُ فِي السِّجْنِ كِتَابٌ فِيهِ: «يَا مُحَمَّدُ، لاَ تَنْزِلْ فِي نَاحِيَةِ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ». فَقَرَأْتُ الْكِتَابَ، فَقُلْتُ: يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهذَا وَ أَنَا فِي السِّجْنِ ؛ إِنَّ هذَا لَعَجَبٌ! فَمَا مَكَثْتُ أَنْ خُلِّيَ عَنِّي، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ.
قَالَ: وَ كَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ عَنْ ضِيَاعِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «سَوْفَ تُرَدُّ عَلَيْكَ، وَ مَا يَضُرُّكَ أَنْ لاَ تُرَدَّ عَلَيْكَ». فَلَمَّا شَخَصَ۴ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَى الْعَسْكَرِ، كُتِبَ

1.. «الجَفْنُ» : غِمْدُ السيف ، أي غِلافه . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۹۲ جفن .

2.. «عَزَّ عليّ» ، أي اشتدّ وعظم عليّ ما أمرني المتوكّل ، وما صدر منّي من دخولي دارك بغير إذنك وأخذي مالك . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۲۹۹ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۱۲۱ .

3.. يقال: ضَرَبَ على يده، أي أمسك، وكفّه عن الشيء، وحَجَرَ عليه. وفي شرح المازندراني، ج۷، ص۲۹۹: «قوله: وضرب ... كناية عن نهب أمواله ومنعه من التصرّف فيها» . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۴۵ ضرب .

4.. قوله : «شخص» ، أي ذهب . يقال : شَخَصَ من بلد إلى بلد شُخوصا ، أي ذهب وسار في ارتفاع . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۶ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۴۴ شخص .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16740
صفحه از 868
پرینت  ارسال به