787
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الرَّسُولُ بِأَنْ يُؤخَذَ كُسْبُ۱ الشَّاةِ، فَيُدَافَ۲ بِمَاءِ وَرْدٍ، فَيُوضَعَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَجَعَ الرَّسُولُ وَ أَخْبَرَهُمْ، أَقْبَلُوا يَهْزَؤونَ مِنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ لَهُ الْفَتْحُ: هُوَ ـ وَ اللّهِ ـ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ، وَ أَحْضَرَ الْكُسْبَ وَ عَمِلَ كَمَا قَالَ، وَ وَضَعَ عَلَيْهِ، فَغَلَبَهُ النَّوْمُ وَ سَكَنَ، ثُمَّ انْفَتَحَ وَ خَرَجَ مِنْهُ مَا كَانَ فِيهِ، وَ بُشِّرَتْ أُمُّهُ بِعَافِيَتِهِ، فَحَمَلَتْ إِلَيْهِ عَشَرَةَ آلاَفِ دِينَارٍ تَحْتَ خَاتَمِهَا.
ثُمَّ اسْتَقَلَّ۳ مِنْ عِلَّتِهِ، فَسَعى۴ إِلَيْهِ الْبَطْحَائِيُّ الْعَلَوِيُّ بِأَنَّ أَمْوَالاً تُحْمَلُ إِلَيْهِ وَسِلاَحاً، فَقَالَ لِسَعِيدٍ الْحَاجِبِ: اهْجُمْ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَخُذْ مَا تَجِدُ عِنْدَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالسِّلاَحِ، وَاحْمِلْهُ إِلَيَّ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَقَالَ لِي سَعِيدٌ الْحَاجِبُ: صِرْتُ إِلى دَارِهِ بِاللَّيْلِ وَ مَعِي سُلَّمٌ، فَصَعِدْتُ السَّطْحَ، فَلَمَّا نَزَلْتُ عَلى بَعْضِ الدَّرَجِ فِي الظُّلْمَةِ، لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَصِلُ إِلَى الدَّارِ، فَنَادَانِي: «يَا سَعِيدُ، مَكَانَكَ حَتّى يَأْتُوكَ بِشَمْعَةٍ». فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَتَوْنِي بِشَمْعَةٍ، فَنَزَلْتُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَيْهِ جُبَّةُ۵ صُوفٍ وَ قَلَنْسُوَةٌ مِنْهَا، وَ سَجَّادَةٌ عَلى حَصِيرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمْ أَشُكَّ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي، فَقَالَ لِي: «دُونَكَ الْبُيُوتَ». فَدَخَلْتُهَا وَ فَتَّشْتُهَا، فَلَمْ
أَجِدْ فِيهَا شَيْئاً، وَ وَجَدْتُ الْبَدْرَةَ۶ فِي بَيْتِهِ مَخْتُومَةً بِخَاتَمِ أُمِّ الْمُتَوَكِّلِ، وَ كِيساً

1.. «الكُسْبُ» : عُصارة الدهن ، معرّب وأصله بالفارسيّة : كُشْب ، فقلبت الشين سينا . قال الفيض : «ولعلّه اُريد به ما تأكله الشاة منه ، ولهذا اُضيف إليها» . وقال المجلسي : «كأنّ المراد هنا ما تلبّد تحت أرجل الشاة من بعرها» . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۱۷ كسب ؛ الوافي، ج۳، ص۸۳۷؛ مرآة العقول، ج۶، ص۱۱۹.

2.. قوله : «فيُداف» ، أي يُخْلَط ، من الدَوْف وهو الخلط والبلّ بالماء أو بغيره . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۶۱ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ دوف .

3.. «استقلّ» ، من الإقلال والاستقلال الذي بمعنى الارتفاع والاستبداد ، أي برئ . قال الفيض والمجلسي. أو من القلّة، يقال: استقلّ الشيءَ أي وجده قليلاً، والمعنى وجد علّته قليلة، راجع: الوافي، ج۳، ص۸۳۷؛ مرآة العقول، ج۶، ص۱۱۹؛ النهاية، ج۴، ص۱۰۳ قلل.

4.. «السِعاية» : النميمة والوِشاية ، وهو إظهار الشيء ورفعه على وجه الإشاعة والفساد . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۷۰ ؛ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۸۶ سعا .

5.. «الجُبّة» : ضرب من مقطّعات الثياب ـ وهي ثياب قِصار ـ تُلْبَس . لسان العرب، ج۱، ص۲۴۹ جبب.

6.. قال الخليل : «البَدْرَةُ : كيس فيه عشرة آلاف درهم أو ألف» . وقال الجوهري : «البدرة : عشرة آلاف درهم» . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ؛ الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۸۷ بدر .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
786

«حَيْثُ كُنَّا فَهذَا لَنَا عَتِيدٌ، لَسْنَا فِي خَانِ الصَّعَالِيكَ».

۱۳۲۳.۳. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ الْجَلاَّبِ، قَالَ:
اشْتَرَيْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام غَنَماً كَثِيرَةً، فَدَعَانِي، فَأَدْخَلَنِي مِنْ إِصْطَبْلِ دَارِهِ إِلى
مَوْضِعٍ وَاسِعٍ لاَ أَعْرِفُهُ، فَجَعَلْتُ أُفَرِّقُ تِلْكَ الْغَنَمَ فِيمَنْ أَمَرَنِي بِهِ، فَبُعِثْتُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ۱ وَإِلى وَالِدَتِهِ وَغَيْرِهِمَا مِمَّنْ أَمَرَنِي، ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الاِنْصِرَافِ إِلى بَغْدَادَ إِلى وَالِدِي، وَكَانَ ذلِكَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: «تُقِيمُ غَداً عِنْدَنَا، ثُمَّ تَنْصَرِفُ». قَالَ: فَأَقَمْتُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ أَقَمْتُ عِنْدَهُ، وَبِتُّ لَيْلَةَ الْأَضْحى فِي رِوَاقٍ۲ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ أَتَانِي، فَقَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، قُمْ». قَالَ: فَقُمْتُ، فَفَتَحْتُ عَيْنِي، فَإِذَا أَنَا عَلى بَابِي بِبَغْدَادَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلى وَالِدِي وَأَنَا فِي أَصْحَابِي، فَقُلْتُ لَهُمْ: عَرَّفْتُ۳ بِالْعَسْكَرِ، وَخَرَجْتُ بِبَغْدَادَ إِلَى الْعِيدِ.

۱۳۲۴.۴. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِيِّ، قَالَ:
مَرِضَ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ خُرَاجٍ۴ خَرَجَ بِهِ، وَ أَشْرَفَ مِنْهُ عَلَى الْهَلاَكِ، فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَمَسَّهُ بِحَدِيدَةٍ، فَنَذَرَتْ أُمُّهُ ـ إِنْ عُوفِيَ ـ أَنْ تَحْمِلَ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه‏السلام مَالاً جَلِيلاً مِنْ مَالِهَا ؛ وَ قَالَ لَهُ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ: لَوْ بَعَثْتَ إِلى هذَا الرَّجُلِ فَسَأَلْتَهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَخْلُو أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ صِفَةٌ يُفَرِّجُ بِهَا عَنْكَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ وَ وَصَفَ لَهُ عِلَّتَهُ، فَرَدَّ إِلَيْهِ

1.. قال في الوافي، ج۳، ص۸۳۶ : «أبو جعفر هذا ابنه المرجوّ للإمامة» . وقال في مرآة العقول، ج۶، ص۱۱۷ : «وأبو جعفر ابنه الكبير اسمه محمّد ، مات قبل أبيه عليهماالسلام . وقد مرّ ذكره في باب النصّ على أبي محمّد عليه‏السلام» .

2.. قال الجوهري : «الرَوْق و الرِواق : سقف في مقدّم البيت . و الرِواق : سِتْر يُمَدُّ دون السقف» . الصحاح ، ج ۴، ص ۱۴۸۵ .

3.. قال الجوهري : «التعريف : الوقوف بعرفات» . وقال الفيض : «عرّفت : أمضيتُ العرفة» . وقال المجلسي : «المراد هنا : الإتيان بأعمال عرفة» . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۰۲ عرف ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۸۳۶ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۱۱۸ .

4.. «الخُراج» : وَرَم يخرج بالبدن من ذاته . أو قَرْح يخرج في البدن . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۵۱ خرج .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16862
صفحه از 868
پرینت  ارسال به