785
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

ثُمَّ قَالَ لِي۱: «مَا فَعَلَ جَعْفَرٌ ؟» قُلْتُ: تَرَكْتُهُ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالاً فِي السِّجْنِ، قَالَ: فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ ؛ مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ ؟» قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، النَّاسُ مَعَهُ، وَ الْأَمْرُ أَمْرُهُ، قَالَ: فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ شُؤمٌ عَلَيْهِ».
قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ: وَ قَالَ لِي: «لاَ بُدَّ أَنْ تَجْرِيَ مَقَادِيرُ اللّهِ تَعَالى وَ أَحْكَامُهُ ؛ يَا خَيْرَانُ، مَاتَ الْوَاثِقُ، وَ قَدْ قَعَدَ الْمُتَوَكِّلُ جَعْفَرٌ، وَ قَدْ قُتِلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ».
فَقُلْتُ: مَتى جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟ قَالَ: «بَعْدَ خُرُوجِكَ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ».

۱۳۲۲.۲. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فِي كُلِّ الْأُمُورِ أَرَادُوا إِطْفَاءَ نُورِكَ، وَ التَّقْصِيرَ بِكَ حَتّى أَنْزَلُوكَ هذَا الْخَانَ۲ الْأَشْنَعَ، خَانَ الصَّعَالِيكَ۳.
فَقَالَ: «هَاهُنَا أَنْتَ يَا ابْنَ سَعِيدٍ ؟» ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَ قَالَ: «انْظُرْ» فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَاتٍ أَنِقَاتٍ۴، وَ رَوْضَاتٍ بَاسِرَاتٍ۵، فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ عَطِرَاتٌ، وَ وِلْدَانٌ كَأَنَّهُنَّ اللُّؤلُؤ الْمَكْنُونُ، وَ أَطْيَارٌ وَ ظِبَاءٌ وَ أَنْهَارٌ تَفُورُ، فَحَارَ بَصَرِي، وَ حَسَرَتْ۶ عَيْنِي، فَقَالَ:

1.. في الإرشاد، ج۲، ص۳۰۱: «فقلت: أنا أقرب الناس به عهدا. قال: فقال لي: إنّ الناس يقولون: إنّه مات، فلمّا قال لي: إنّ الناس يقولون علمت أنّه يعني نفسه، ثمّ قال لي» بدل «فلمّا أن ـ إلى ـ قال لي». والمراد بقوله: «الناس» هو أهل المدينة . وقال في الوافي، ج۳، ص۸۳۴ : «يعني لمّا نسب ذلك القول إلى أهل المدينة علمت أنّ القائل هو نفسه » .

2.. «الخان» : ما ينزله المسافرون . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۱۰ ؛ المصباح المنير ، ص ۱۸۴ خون .

3.. «الصعاليك»: جمع الصُعْلُوك، وهو الفقير الذي لا مال له ولا اعتماد. راجع: لسان العرب، ج ۸ ، ص ۴۵۵ صعلك.

4.. الصحيح في الكلمة «أنقات» أو «أنيقات» أي حسنات معجبات . ولم يُرَ من هذه المادّة «آنق» كما في المطبوع . راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۹ ـ ۱۰ أنق .

5.. قوله : «باسرات» ، أي طَرِيّاتٌ ، أو ذَوات أنهار جاريات ؛ من البُسْر ، وهو الماء الطريّ الحديثُ العهدِ بالمطر ، والغَضُّ والطريّ من كلّ شيء . راجع: شرح المازندراني، ج۷، ص۲۹۵؛ الوافي، ج۳، ص۸۳۵؛ مرآة العقول، ج۶، ص۱۱۴؛ الصحاح، ج۲، ص۵۸۸ بسر.

6.. «حسرت العين» ، أي كلّت وأعيت وعجزت عن رؤيتها وانقطع نظرها لشدّة ضياء ما رأت . راجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۸۸ حسر .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
784

دِرْهَمٍ ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَرَفَعَ الْمُصَلَّى الَّذِي كَانَ تَحْتَهُ، فَإِذَا تَحْتَهُ دَنَانِيرُ، فَدَفَعَهَا إِلَيَّ.

۱۳۲۰.۱۲. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ وَ الْحِمْيَرِيُّ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
قُبِضَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه‏السلام وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً، تُوُفِّيَ يَوْمَ الثَّلاَثَاءِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ ؛ عَاشَ بَعْدَ أَبِيهِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلاَّ خَمْساً وَ عِشْرِينَ يَوْماً.

۱۲۳ ـ بَابُ مَوْلِدِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ

عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ وَ الرِّضْوَانُ

وُلِدَ عليه‏السلام لِلنِّصْفِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَيْنِ؛ وَ رُوِيَ أَنَّهُ وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَتَيْنِ.

وَمَضى عليه‏السلام لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الاْخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ ؛ وَرُوِيَ أَنَّهُ

قُبِضَ عليه‏السلام فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ، وَ لَهُ إِحْدى وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً عَلَى الْمَوْلِدِ الاْخَرِ الَّذِي رُوِيَ.

وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ أَشْخَصَهُ۱ مَعَ يَحْيَى بْنِ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى سُرَّ مَنْ رَأى، فَتُوُفِّيَ بِهَا عليه‏السلام، وَ دُفِنَ فِي دَارِهِ ؛ وَ أُ مُّهُ أُ مُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا: سَمَانَةُ.

۱۳۲۱.۱. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ خَيْرَانَ الْأَسْبَاطِيِّ، قَالَ:
قَدِمْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لِي: «مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَكَ؟» قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، خَلَّفْتُهُ فِي عَافِيَةٍ، أَنَا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ عَهْداً بِهِ، عَهْدِي بِهِ مُنْذُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِنَّهُ مَاتَ». فَلَمَّا أَنْ قَالَ لِيَ: «النَّاسَ» عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ.

1.. «أشخصه» ، أي أزعجه وقلعه عن مكانه وذهب به ؛ من الشُخوص ، وهو السير من بلد إلى بلد . راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۶ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۴۴ شخص .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13783
صفحه از 868
پرینت  ارسال به