781
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: فَسَقَطَ الْمِضْرَابُ مِنْ يَدِهِ وَ الْعُودُ، فَلَمْ يَنْتَفِعْ بِيَدَيْهِ إِلى أَنْ مَاتَ.
قَالَ: فَسَأَلَهُ الْمَأْمُونُ عَنْ حَالِهِ، قَالَ: لَمَّا صَاحَ بِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام فَزِعْتُ فَزْعَةً لاَ أُفِيقُ مِنْهَا أَبَداً.

۱۳۱۳.۵. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام وَ مَعِي ثَلاَثُ رِقَاعٍ غَيْرُ مُعَنْوَنَةٍ، وَ اشْتَبَهَتْ عَلَيَّ، فَاغْتَمَمْتُ، فَتَنَاوَلَ إِحْدَاهَا، وَ قَالَ: «هذِهِ رُقْعَةُ زِيَادِ بْنِ شَبِيبٍ». ثُمَّ تَنَاوَلَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «هذِهِ رُقْعَةُ فُلاَنٍ». فَبُهِتُّ أَنَا، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَتَبَسَّمَ.
قَالَ: وَ أَعْطَانِي ثَلاَثَمِائَةِ دِينَارٍ، وَ أَمَرَنِي أَنْ أَحْمِلَهَا إِلى بَعْضِ بَنِي عَمِّهِ، وَ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ سَيَقُولُ لَكَ: دُلَّنِي عَلى حَرِيفٍ۱ يَشْتَرِي لِي بِهَا مَتَاعاً، فَدُلَّهُ عَلَيْهِ».
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِالدَّنَانِيرِ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا هَاشِمٍ، دُلَّنِي عَلى حَرِيفٍ يَشْتَرِي لِي بِهَا مَتَاعاً، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: وَ كَلَّمَنِي جَمَّالٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ لَهُ يُدْخِلُهُ فِي بَعْضِ أُمُورِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ لِأُكَلِّمَهُ لَهُ، فَوَجَدْتُهُ يَأْكُلُ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ وَ لَمْ يُمْكِنِّي كَلاَمُهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، كُلْ» وَ وَضَعَ بَيْنَ يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ـ ابْتِدَاءً مِنْهُ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ـ:«يَا غُلاَمُ، انْظُرْ إِلَى الْجَمَّالِ الَّذِي أَتَانَا بِهِ أَبُو هَاشِمٍ، فَضُمَّهُ إِلَيْكَ».
قَالَ: وَ دَخَلْتُ مَعَهُ ذَاتَ يَوْمٍ بُسْتَاناً، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي لَمُولَعٌ بِأَكْلِ الطِّينِ، فَادْعُ اللّهَ لِي، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ أَيَّامٍ ابْتِدَاءً مِنْهُ: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، قَدْ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْكَ أَكْلَ الطِّينِ». قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: فَمَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ الْيَوْمَ.

۱۳۱۴.۶. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام صَبِيحَةَ عُرْسِهِ حَيْثُ بَنى۲ بِابْنَةِ الْمَأْمُونِ، وَ كُنْتُ تَنَاوَلْتُ

1.. قال المازندراني في شرحه، ج۷، ص۲۸۶ : «وحريف الرجل ـ بفتح الحاء وكسر الراء المخفّفة ـ : مُعامله في الحِرْفة ، وهي الاكتساب» .

2.. تقدّم معنى «بنى» ذيل الحديث ۴ من هذا الباب .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
780

يُؤتَى الْحِكْمَةَ صَبِيّاً، وَ يَجُوزُ أَنْ يُعْطَاهَا وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً».

۱۳۱۲.۴. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّيَّانِ، قَالَ:
احْتَالَ الْمَأْمُونُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام بِكُلِّ حِيلَةٍ، فَلَمْ يُمْكِنْهُ فِيهِ شَيْءٌ، فَلَمَّا اعْتَلَّ۱ وَ أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ۲ عَلَيْهِ ابْنَتَهُ، دَفَعَ إِلى مِائَتَيْ وَصِيفَةٍ مِنْ أَجْمَلِ مَا يَكُنَّ إِلى كُلِّ
وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَاماً۳ فِيهِ جَوْهَرٌ يَسْتَقْبِلْنَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام إِذَا قَعَدَ مَوْضِعَ الْأَخْيَارِ۴، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِنَّ.
وَ كَانَ رَجُلٌ ـ يُقَالُ لَهُ: مُخَارِقٌ ـ صَاحِبَ صَوْتٍ وَ عُودٍ وَ ضَرْبٍ، طَوِيلَ اللِّحْيَةِ، فَدَعَاهُ الْمَأْمُونُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَأَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَشَهِقَ۵ مُخَارِقٌ شَهْقَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الدَّارِ، وَ جَعَلَ يَضْرِبُ بِعُودِهِ وَ يُغَنِّي.
فَلَمَّا فَعَلَ سَاعَةً وَ إِذَا أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ لاَ يَمِيناً وَ لاَ شِمَالاً، ثُمَّ رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ، وَ قَالَ: «اتَّقِ اللّهَ يَا ذَا الْعُثْنُونِ۶».

1.. «اعتلّ» ، أي عجز عن الحيلة كأنّه صار عليلاً . أو يقرأ مجهولاً كما في بعض النسخ ومرآة العقول ، أي عُوِّق ومنع من ذلك ، يقال : اعتلّه ، أي اعتاقه عن أمر . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۶۸ علل .

2.. قوله : «أن يبني» ، أي يزوّج ويزفّ ، أي يُهدي . الابتناء والبناء : الدخول بالزوجة . والأصل فيه أنّ الرجل كان إذا تزوّج امرأة بنى عليها قبّة ؛ ليدخل بها فيها . راجع: الصحاح، ج۶، ص۲۲۸۶؛ النهايه، ج۱، ص۱۵۸ بنا.

3.. «الجام» : إناء من فضّة ، أو طبق أبيض من زجاج أو فضّة . راجع : المغرب ، ص ۹۶ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۲ جوم .

4.. قال في المرآة، ج۶، ص۱۰۱ : «وفي بعض النسخ : «موضع الأخيار» ... وأقول : وكلاهما تصحيف ، والظاهر : «الأختان» جمع الختن ، كما في بعض نسخ ابن شهرآشوب» .

5.. «فشهق» ، من الشهيق ، وهو الأنين الشديد المرتفع جدّا . أو منه بمعنى ردّ النَفَس ، ضدّ الزفير وهو إخراج النَفَس . يقال : شَهَق الرجل يَشْهَق ويَشْهِق شهيقا ، أي ردّد نَفَسه مع سماع صوته من حلقه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۱ ؛ المصباح المنير ، ص ۳۲۶ شهق .

6.. «العُثنون» : اللحية كلّها ، أو ما فضل منها بعد العارضين من باطنهما ، أو ما نبت على الذَّقَن وتحته سِفْلاً ، أو هو طولها وما تحتها من شعرها . وقيل : عُثنون اللحية طرفها . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۷۶ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۵۹۵ عثن .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13958
صفحه از 868
پرینت  ارسال به