قَالَ: فَسَقَطَ الْمِضْرَابُ مِنْ يَدِهِ وَ الْعُودُ، فَلَمْ يَنْتَفِعْ بِيَدَيْهِ إِلى أَنْ مَاتَ.
قَالَ: فَسَأَلَهُ الْمَأْمُونُ عَنْ حَالِهِ، قَالَ: لَمَّا صَاحَ بِي أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام فَزِعْتُ فَزْعَةً لاَ أُفِيقُ مِنْهَا أَبَداً.
۱۳۱۳.۵. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام وَ مَعِي ثَلاَثُ رِقَاعٍ غَيْرُ مُعَنْوَنَةٍ، وَ اشْتَبَهَتْ عَلَيَّ، فَاغْتَمَمْتُ، فَتَنَاوَلَ إِحْدَاهَا، وَ قَالَ: «هذِهِ رُقْعَةُ زِيَادِ بْنِ شَبِيبٍ». ثُمَّ تَنَاوَلَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «هذِهِ رُقْعَةُ فُلاَنٍ». فَبُهِتُّ أَنَا، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَتَبَسَّمَ.
قَالَ: وَ أَعْطَانِي ثَلاَثَمِائَةِ دِينَارٍ، وَ أَمَرَنِي أَنْ أَحْمِلَهَا إِلى بَعْضِ بَنِي عَمِّهِ، وَ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ سَيَقُولُ لَكَ: دُلَّنِي عَلى حَرِيفٍ۱ يَشْتَرِي لِي بِهَا مَتَاعاً، فَدُلَّهُ عَلَيْهِ».
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِالدَّنَانِيرِ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا هَاشِمٍ، دُلَّنِي عَلى حَرِيفٍ يَشْتَرِي لِي بِهَا مَتَاعاً، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: وَ كَلَّمَنِي جَمَّالٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ لَهُ يُدْخِلُهُ فِي بَعْضِ أُمُورِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ لِأُكَلِّمَهُ لَهُ، فَوَجَدْتُهُ يَأْكُلُ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ وَ لَمْ يُمْكِنِّي كَلاَمُهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، كُلْ» وَ وَضَعَ بَيْنَ يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ـ ابْتِدَاءً مِنْهُ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ـ:«يَا غُلاَمُ، انْظُرْ إِلَى الْجَمَّالِ الَّذِي أَتَانَا بِهِ أَبُو هَاشِمٍ، فَضُمَّهُ إِلَيْكَ».
قَالَ: وَ دَخَلْتُ مَعَهُ ذَاتَ يَوْمٍ بُسْتَاناً، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي لَمُولَعٌ بِأَكْلِ الطِّينِ، فَادْعُ اللّهَ لِي، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ أَيَّامٍ ابْتِدَاءً مِنْهُ: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، قَدْ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْكَ أَكْلَ الطِّينِ». قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: فَمَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ الْيَوْمَ.
۱۳۱۴.۶. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام صَبِيحَةَ عُرْسِهِ حَيْثُ بَنى۲ بِابْنَةِ الْمَأْمُونِ، وَ كُنْتُ تَنَاوَلْتُ