779
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عليه‏السلام وَ مَعَهُ غِلْمَانٌ لَهُ، وَ بَيْنَ يَدَيْهِ غُلاَمٌ مَعَهُ حَصِيرٌ حَتّى أَدْخَلَهُ الْمَسْلَخَ، فَبَسَطَهُ وَ وَافى، فَسَلَّمَ وَ دَخَلَ الْحُجْرَةَ عَلى حِمَارِهِ، وَ دَخَلَ الْمَسْلَخَ، وَ نَزَلَ عَلَى الْحَصِيرِ.
فَقُلْتُ لِلطَّلْحِيِّ: هذَا الَّذِي وَصَفْتَهُ بِمَا وَصَفْتَ مِنَ الصَّلاَحِ وَ الْوَرَعِ ؟ فَقَالَ: يَا هذَا، لاَ وَ اللّهِ، مَا فَعَلَ هذَا قَطُّ إِلاَّ فِي هذَا الْيَوْمِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هذَا مِنْ عَمَلِي أَنَا جَنَيْتُهُ۱، ثُمَّ قُلْتُ: أَنْتَظِرُهُ حَتّى يَخْرُجَ، فَلَعَلِّي أَنَالُ مَا أَرَدْتُ إِذَا خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ وَ تَلَبَّسَ دَعَا بِالْحِمَارِ، فَأُدْخِلَ الْمَسْلَخَ وَ رَكِبَ مِنْ فَوْقِ الْحَصِيرِ وَ خَرَجَ عليه‏السلام.
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: قَدْ ـ وَ اللّهِ ـ آذَيْتُهُ وَ لاَ أَعُودُ وَ لاَ أَرُومُ مَا رُمْتُ مِنْهُ أَبَداً، وَ صَحَّ عَزْمِي عَلى ذلِكَ، فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ، أَقْبَلَ عَلى حِمَارِهِ حَتّى نَزَلَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ فِيهِ فِي الصَّحْنِ، فَدَخَلَ وَ سَلَّمَ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ جَاءَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ عليهاالسلام، وَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ، وَ قَامَ يُصَلِّي.

۱۳۱۱.۳. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ:
خَرَجَ عَلَيَّ، فَنَظَرْتُ إِلى رَأْسِهِ وَ رِجْلَيْهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ حَتّى قَعَدَ، وَ قَالَ۲: «يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللّهَ احْتَجَّ فِي الاْءِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ فِي النُّبُوَّةِ، فَقَالَ: «وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا»۳ وَقَالَ: «حَتّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً»۴ فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ

1.. قال المجلسي : «أَنَا جنيته ، أي جررته إليه ، والضمير راجع إلى هذا ، أو أنا صرت سببا لنسبة هذه الجناية إليه . قال في القاموس : جنى الذنبَ عليه يجنيه جناية : جرّه إليه ... وتجنّى عليه : ادّعى عليه ذنبا لم يفعله» . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۶۹ جنى؛ مرآة العقول، ج۶، ص۱۰۰.

2.. في الكافي ، ح ۱۰۰۱ : «فقال» . وفي الإرشاد : «خرج عليَّ أبو جعفر عليه‏السلام حدثان موت أبيه ، فنظرت إلى قدّه لأصف قامته لأصحابي ، فقعد ثمّ قال» بدل «خرج عليّ فنظرت ـ إلى ـ قعد وقال» .

3.. مريم ۱۹ : ۱۲ .

4.. الأحقاف ۴۶ : ۱۵ ؛ وفي سورة يوسف (۱۲) : ۲۲ : «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ءَاتَيْنَـهُ حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ كَذَ لِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ » ؛ وفي سورة القصص (۲۸) : ۱۴ : «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ءَاتَيْنَـهُ حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ كَذَ لِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ » .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
778

۱۳۱۰.۲. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ـ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللّهِ بْنُ رَزِينٍ ـ قَالَ:
كُنْتُ مُجَاوِراً بِالْمَدِينَةِ ـ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَجِيءُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَعَ الزَّوَالِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَيَنْزِلُ فِي الصَّحْنِ، وَ يَصِيرُ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَ يَرْجِعُ إِلى بَيْتِ فَاطِمَةَ عليهاالسلام، فَيَخْلَعُ نَعْلَيْهِ، وَ يَقُومُ، فَيُصَلِّي، فَوَسْوَسَ إِلَيَّ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: إِذَا نَزَلَ، فَاذْهَبْ حَتّى تَأْخُذَ مِنَ التُّرَابِ الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ، فَجَلَسْتُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنْتَظِرُهُ لِأَفْعَلَ هذَا.
فَلَمَّا أَنْ كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ أَقْبَلَ عليه‏السلام عَلى حِمَارٍ لَهُ، فَلَمْ يَنْزِلْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ فِيهِ، وَ جَاءَ حَتّى نَزَلَ عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي عَلى بَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَ، فَسَلَّمَ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَفَعَلَ هذَا أَيَّاماً، فَقُلْتُ: إِذَا خَلَعَ نَعْلَيْهِ جِئْتُ فَأَخَذْتُ الْحَصَى الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ بِقَدَمَيْهِ.
فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ، جَاءَ عِنْدَ الزَّوَالِ، فَنَزَلَ عَلَى الصَّخْرَةِ، ثُمَّ دَخَلَ، فَسَلَّمَ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَصَلّى فِي نَعْلَيْهِ وَ لَمْ يَخْلَعْهُمَا، حَتّى فَعَلَ ذلِكَ أَيَّاماً، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَمْ يَتَهَيَّأْ لِي هاهُنَا، وَ لكِنْ أَذْهَبُ إِلى بَابِ الْحَمَّامِ، فَإِذَا دَخَلَ إِلَى الْحَمَّامِ أَخَذْتُ مِنَ التُّرَابِ الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ، فَسَأَلْتُ عَنِ الْحَمَّامِ الَّذِي يَدْخُلُهُ، فَقِيلَ لِي: إِنَّهُ يَدْخُلُ حَمَّاماً بِالْبَقِيعِ لِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِ طَلْحَةَ، فَتَعَرَّفْتُ الْيَوْمَ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الْحَمَّامَ، وَ صِرْتُ إِلى بَابِ الْحَمَّامِ، وَ جَلَسْتُ إِلَى
الطَّلْحِيِّ أُحَدِّثُهُ وَ أَنَا أَنْتَظِرُ مَجِيئَهُ عليه‏السلام، فَقَالَ الطَّلْحِيُّ: إِنْ أَرَدْتَ دُخُولَ الْحَمَّامِ، فَقُمْ، فَادْخُلْ ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَتَهَيَّأُ لَكَ ذلِكَ بَعْدَ سَاعَةٍ.
قُلْتُ: وَ لِمَ ؟ قَالَ: لِأَنَّ ابْنَ الرِّضَا يُرِيدُ دُخُولَ الْحَمَّامِ، قَالَ: قُلْتُ: وَ مَنِ ابْنُ الرِّضَا ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، لَهُ صَلاَحٌ وَ وَرَعٌ، قُلْتُ لَهُ: وَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَدْخُلَ مَعَهُ الْحَمَّامَ غَيْرُهُ ؟ قَالَ: نُخْلِي لَهُ الْحَمَّامَ إِذَا جَاءَ.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16859
صفحه از 868
پرینت  ارسال به