775
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۱۳۰۶.۹. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُسَافِرٍ ؛ وَ عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُسَافِرٍ، قَالَ:
لَمَّا أَرَادَ هَارُونُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنْ يُوَاقِعَ۱ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام: «اذْهَبْ إِلَيْهِ، وَ قُلْ لَهُ: لاَ تَخْرُجْ غَداً ؛ فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ غَداً هُزِمْتَ، وَ قُتِلَ أَصْحَابُكَ، فَإِنْ سَأَلَكَ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هذَا ؟ فَقُلْ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ۲».
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لاَ تَخْرُجْ غَداً ؛ فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ هُزِمْتَ، وَ قُتِلَ أَصْحَابُكَ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هذَا ؟ فَقُلْتُ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: نَامَ الْعَبْدُ وَ لَمْ يَغْسِلِ اسْتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَانْهَزَمَ، وَ قُتِلَ أَصْحَابُهُ.
قَالَ: وَ حَدَّثَنِي مُسَافِرٌ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام بِمِنى، فَمَرَّ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ، فَغَطّى رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ، فَقَالَ: «مَسَاكِينُ لاَ يَدْرُونَ مَا يَحُلُّ بِهِمْ فِي هذِهِ السَّنَةِ». ثُمَّ قَالَ: «وَ أَعْجَبُ مِنْ هذَا هَارُونُ وَ أَنَا كَهَاتَيْنِ» وَ ضَمَّ إِصْبَعَيْهِ.
قَالَ مُسَافِرٌ: فَوَ اللّهِ مَا عَرَفْتُ مَعْنى حَدِيثِهِ حَتّى دَفَنَّاهُ مَعَهُ.

۱۳۰۷.۱۰. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ حَمَلَ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام مَالاً لَهُ خَطَرٌ، فَلَمْ أَرَهُ سُرَّ بِهِ، قَالَ: فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ، وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي: قَدْ حَمَلْتُ هذَا الْمَالَ وَ لَمْ يُسَرَّ بِهِ، فَقَالَ: «يَا غُلاَمُ، الطَّسْتَ وَ الْمَاءَ». قَالَ: فَقَعَدَ عَلى كُرْسِيٍّ وَ قَالَ بِيَدِهِ، وَ قَالَ لِلْغُلاَمِ: «صُبَّ عَلَيَّ الْمَاءَ». قَالَ: فَجَعَلَ يَسِيلُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ فِي الطَّسْتِ ذَهَبٌ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ لِي: «مَنْ كَانَ هكَذَا، لاَ يُبَالِي بِالَّذِي حَمَلْتَهُ إِلَيْهِ».

1.. «يواقع» ، أي يحارب ؛ من الوقيعة بمعنى القتال . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰۳۴ قع .

2.. قال المازندراني : «أمره بذلك إمّا باعتبار أنّه رأى ذلك في النوم في الواقع ، أو باعتبار أنّ الكذب للمصلحة وحفظ النفس المحترمة جائز» . ثمّ قال المحقّق الشعراني : «الخبر ضعيف وتأويل الشارح تكلّف» . وأوّله المجلسي كما أوّله المازندراني . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۲۷۷ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۹۳ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
774

وَ تَصُبَّ عَلى يَدَيْكَ الدَّمَ لِيَزُولَ عَنْكَ نَحْسُهُ.
فَكَتَبَ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ إِلَى الْمَأْمُونِ بِذلِكَ، وَ سَأَلَهُ أَنْ يَسْأَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام ذلِكَ، فَكَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام يَسْأَلُهُ ذلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «لَسْتُ بِدَاخِلٍ الْحَمَّامَ غَداً، وَ لاَ أَرى لَكَ وَ لاَ لِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُلاَ الْحَمَّامَ غَداً». فَأَعَادَ عَلَيْهِ الرُّقْعَةَ مَرَّتَيْنِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، لَسْتُ بِدَاخِلٍ غَداً الْحَمَّامَ ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، لاَ تَدْخُلِ الْحَمَّامَ غَداً، وَ لاَ أَرى لَكَ وَ لاَ لِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُلاَ الْحَمَّامَ غَداً». فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ: صَدَقْتَ يَا سَيِّدِي، وَ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، لَسْتُ بِدَاخِلٍ الْحَمَّامَ غَداً وَ الْفَضْلُ أَعْلَمُ.
قَالَ: فَقَالَ يَاسِرٌ: فَلَمَّا أَمْسَيْنَا وَ غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ لَنَا الرِّضَا عليه‏السلام: «قُولُوا: نَعُوذُ بِاللّهِ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ». فَلَمْ نَزَلْ نَقُولُ ذلِكَ، فَلَمَّا صَلَّى الرِّضَا عليه‏السلام الصُّبْحَ قَالَ لِيَ: «اصْعَدْ عَلَى السَّطْحِ، فَاسْتَمِعْ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئاً ؟» فَلَمَّا صَعِدْتُ، سَمِعْتُ الضَّجَّةَ وَ الْتَحَمَتْ وَ كَثُرَتْ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَأْمُونِ قَدْ دَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي كَانَ إِلى دَارِهِ مِنْ دَارِ
أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام وَ هُوَ يَقُولُ: يَا سَيِّدِي يَا أَبَا الْحَسَنِ، آجَرَكَ اللّهُ فِي الْفَضْلِ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَبى وَ كَانَ دَخَلَ الْحَمَّامَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ بِالسُّيُوفِ، فَقَتَلُوهُ، وَ أُخِذَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَيْهِ ثَلاَثُ نَفَرٍ كَانَ أَحَدُهُمْ ابْنَ خَالَةِ الْفَضْلِ ابْنَ ذِي الْقَلَمَيْنِ.
قَالَ: فَاجْتَمَعَ الْجُنْدُ وَ الْقُوَّادُ، وَ مَنْ كَانَ مِنْ رِجَالِ الْفَضْلِ عَلى بَابِ الْمَأْمُونِ، فَقَالُوا: هذَا اغْتَالَهُ وَ قَتَلَهُ ـ يَعْنُونَ الْمَأْمُونَ ـ وَ لَنَطْلُبَنَّ بِدَمِهِ، وَ جَاؤُوا بِالنِّيرَانِ لِيُحْرِقُوا الْبَابَ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام: يَا سَيِّدِي، تَرى أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَ تُفَرِّقَهُمْ ؟
قَالَ: فَقَالَ يَاسِرٌ: فَرَكِبَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام، وَ قَالَ لِيَ: «ارْكَبْ» فَرَكِبْتُ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ بَابِ الدَّارِ، نَظَرَ إِلَى النَّاسِ وَ قَدْ تَزَاحَمُوا، فَقَالَ لَهُمْ بِيَدِهِ: «تَفَرَّقُوا تَفَرَّقُوا». قَالَ يَاسِرٌ: فَأَقْبَلَ النَّاسُ وَ اللّهِ يَقَعُ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ، وَ مَا أَشَارَ إِلى أَحَدٍ إِلاَّ رَكَضَ وَ مَرَّ.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16673
صفحه از 868
پرینت  ارسال به