773
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

ثُمَّ قَالَ: «اللّهُ أَكْبَرُ، اللّهُ أَكْبَرُ، اللّهُ أَكْبَرُ، اللّهُ أَكْبَرُ عَلى مَا هَدَانَا، اللّهُ أَكْبَرُ عَلى
مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ۱، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ عَلى مَا أَبْلاَنَا۲»، نَرْفَعُ بِهَا أَصْوَاتَنَا.
قَالَ يَاسِرٌ: فَتَزَعْزَعَتْ۳ مَرْوُ بِالْبُكَاءِ وَ الضَّجِيجِ وَ الصِّيَاحِ لَمَّا نَظَرُوا إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام، وَ سَقَطَ الْقُوَّادُ عَنْ دَوَابِّهِمْ، وَ رَمَوْا بِخِفَافِهِمْ لَمَّا رَأَوْا أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام حَافِياً، وَ كَانَ يَمْشِي وَ يَقِفُ فِي كُلِّ عَشْرِ خُطُوَاتٍ، وَ يُكَبِّرُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
قَالَ يَاسِرٌ: فَتُخُيِّلَ إِلَيْنَا أَنَّ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ الْجِبَالَ تُجَاوِبُهُ، وَ صَارَتْ مَرْوُ ضَجَّةً وَاحِدَةً مِنَ الْبُكَاءِ، وَ بَلَغَ الْمَأْمُونَ ذلِكَ، فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، إِنْ بَلَغَ الرِّضَا عليه‏السلام الْمُصَلّى عَلى هذَا السَّبِيلِ، افْتَتَنَ بِهِ النَّاسُ، وَ الرَّأْيُ أَنْ تَسْأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ، فَسَأَلَهُ الرُّجُوعَ، فَدَعَا أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام بِخُفِّهِ، فَلَبِسَهُ وَ رَكِبَ وَ رَجَعَ.

۱۳۰۵.۸. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَاسِرٍ، قَالَ:
لَمَّا خَرَجَ الْمَأْمُونُ مِنْ خُرَاسَانَ يُرِيدُ بَغْدَادَ، وَ خَرَجَ الْفَضْلُ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ، وَ خَرَجْنَا مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام، وَرَدَ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ ذِي الرِّئَاسَتَيْنِ كِتَابٌ مِنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ وَ نَحْنُ فِي بَعْضِ الْمَنَازِلِ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي تَحْوِيلِ السَّنَةِ فِي حِسَابِ النُّجُومِ، فَوَجَدْتُ فِيهِ أَنَّكَ تَذُوقُ فِي شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ حَرَّ الْحَدِيدِ وَ حَرَّ النَّارِ، وَ أَرى أَنْ تَدْخُلَ أَنْتَ وَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ وَ الرِّضَا الْحَمَّامَ فِي هذَا الْيَوْمِ، وَ تَحْتَجِمَ فِيهِ،

1.. «البَهِيمَةُ» : كلّ ذات أربع قوائم من دوابّ البرّ والماء . و«الأنعام» : جمع النَعَم ، وهي المال الراعية ، فالإضافة بيانيّة . وعن الزجّاج : قيل لها : بهيمة الأنعام ؛ لأنّ كلّ حيّ لا يُميِّز فهو بهيمة ؛ لأنّه اُبهم عن أن يُميِّز . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۶ بهم ، وص ۵۸۵ (نعم) .

2.. «الإبْلاءُ» : الإنعام والإحسان . يقال : بَلَوْتُ الرجلَ وأبْليتُ عنده بلاءً حسنا . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ بلا .

3.. «فتزعزعت» ، أي تحرّكت . والزعزعة : تحريك الريح الشجرة ونحوها ، أي كلّ تحريك شديد . يقال : زعزعه فتزعزع ، أي حرّكه ليقلعه فتحرّك . راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۴۱ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۹۷۳ زعع .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
772

يَرْكَبَ، وَ يَحْضُرَ الْعِيدَ، وَ يُصَلِّيَ وَ يَخْطُبَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الرِّضَا عليه‏السلام: «قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ مِنَ الشُّرُوطِ فِي دُخُولِ هذَا الْأَمْرِ». فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ: إِنَّمَا أُرِيدُ بِذلِكَ أَنْ تَطْمَئِنَّ قُلُوبُ النَّاسِ، وَ يَعْرِفُوا فَضْلَكَ، فَلَمْ يَزَلْ عليه‏السلام يُرَادُّهُ الْكَلاَمَ فِي ذلِكَ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، إِنْ أَعْفَيْتَنِي مِنْ ذلِكَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَ إِنْ لَمْ تُعْفِنِي خَرَجْتُ كَمَا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام». فَقَالَ الْمَأْمُونُ: اخْرُجْ كَيْفَ شِئْتَ، وَ أَمَرَ الْمَأْمُونُ الْقُوَّادَ وَ النَّاسَ أَنْ يُبَكِّرُوا۱ إِلى بَابِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام.
قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ الْخَادِمُ: أَنَّهُ قَعَدَ النَّاسُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام فِي الطُّرُقَاتِ وَ السُّطُوحِ ـ الرِّجَالُ، وَ النِّسَاءُ، وَ الصِّبْيَانُ ـ وَ اجْتَمَعَ الْقُوَّادُ وَ الْجُنْدُ عَلى بَابِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، قَامَ عليه‏السلام فَاغْتَسَلَ وَ تَعَمَّمَ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ مِنْ قُطْنٍ، أَلْقى طَرَفاً مِنْهَا عَلى صَدْرِهِ، وَ طَرَفاً بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَ تَشَمَّرَ۲، ثُمَّ قَالَ لِجَمِيعِ مَوَالِيهِ: «افْعَلُوا مِثْلَ مَا فَعَلْتُ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ عُكَّازاً۳، ثُمَّ خَرَجَ ـ وَ نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ هُوَ حَافٍ قَدْ شَمَّرَ سَرَاوِيلَهُ۴ إِلى نِصْفِ السَّاقِ، وَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ مُشَمَّرَةٌ ـ فَلَمَّا مَشى وَ مَشَيْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ كَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، فَخُيِّلَ إِلَيْنَا أَنَّ السَّمَاءَ وَ الْحِيطَانَ تُجَاوِبُهُ، وَ الْقُوَّادُ وَ النَّاسُ عَلَى الْبَابِ قَدْ تَهَيَّأُوا وَ لَبِسُوا السِّلاَحَ، وَ تَزَيَّنُوا بِأَحْسَنِ الزِّينَةِ، فَلَمَّا طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ بِهذِهِ الصُّورَةِ، وَ طَلَعَ الرِّضَا عليه‏السلام، وَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقْفَةً،

1.. قوله : «يبكِّروا» من بكر على الشيء وإليه وبكّر وأبكر وباكره ، أيّ أتاه بُكرةً ، أي أوّل النهار . وكلّ من بادر وأسرع إلى شيء فقد أبكر عليه وبكّر أي وقت كان . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۷۶ بكر .

2.. «تشمّر» ، أي مرّ جادّا . يقال : شَمَر يَشْمُر شَمْرا وانشمر وشمّر وتشمّر ، أي مرّ جادّا . وتشمّر للأمر ، أي تهيّأ . راجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۲۷ شمر .

3.. «العُكّاز» و«العُكّازَة» : عصا في أسفلها زُجّ ـ وهي الحديدة التي في أسفل الرمح ويقابله السنان ـ يُتوكّأ عليها . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۱۲۵۹ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۱۳ عكز .

4.. «شَمَّرَ سراويله» ، أي رفعها . يقال : شَمَّرَ الثوبَ والإزارَ تشميرا ، أي رفعه ، وثياب مُشَمَّرةٌ ، أي قالصة مرتفعة . راجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۲۸ شمر .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16789
صفحه از 868
پرینت  ارسال به