771
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

أَلْحَحْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام فِي شَيْءٍ أَطْلُبُهُ مِنْهُ، فَكَانَ يَعِدُنِي، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ لِيَسْتَقْبِلَ وَالِيَ الْمَدِينَةِ وَ كُنْتُ مَعَهُ، فَجَاءَ إِلى قُرْبِ قَصْرِ فُلاَنٍ، فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَاتٍ وَ نَزَلْتُ مَعَهُ أَنَا، وَ لَيْسَ مَعَنَا ثَالِثٌ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا الْعِيدُ قَدْ أَظَلَّنَا۱، وَ لاَ وَ اللّهِ، مَا أَمْلِكُ دِرْهَماً فَمَا سِوَاهُ، فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ حَكّاً شَدِيداً، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ، فَتَنَاوَلَ مِنْهَا سَبِيكَةَ ذَهَبٍ، ثُمَّ قَالَ: «انْتَفِعْ بِهَا، وَ اكْتُمْ مَا رَأَيْتَ».

۱۳۰۴.۷. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ وَ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً، قَالَ:
لَمَّا انْقَضى أَمْرُ الْمَخْلُوعِ، وَ اسْتَوَى الْأَمْرُ لِلْمَأْمُونِ، كَتَبَ إِلَى الرِّضَا عليه‏السلام يَسْتَقْدِمُهُ إِلى خُرَاسَانَ، فَاعْتَلَّ۲ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام بِعِلَلٍ، فَلَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ يُكَاتِبُهُ فِي ذلِكَ
حَتّى عَلِمَ أَنَّهُ لاَ مَحِيصَ لَهُ، وَ أَنَّهُ لاَ يَكُفُّ عَنْهُ، فَخَرَجَ عليه‏السلام وَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام سَبْعُ سِنِينَ ـ فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ: لاَ تَأْخُذْ عَلى طَرِيقِ الْجَبَلِ وَ قُمَّ، وَ خُذْ عَلى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ وَ الْأَهْوَازِ وَ فَارِسَ ـ حَتّى۳ وَافى مَرْوَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَنْ يَتَقَلَّدَ الْأَمْرَ۴ وَ الْخِلاَفَةَ، فَأَبى أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام، قَالَ: فَوِلاَيَةَ الْعَهْدِ، فَقَالَ: «عَلى شُرُوطٍ أَسْأَلُكَهَا». قَالَ الْمَأْمُونُ لَهُ: سَلْ مَا شِئْتَ، فَكَتَبَ الرِّضَا عليه‏السلام: «إِنِّي دَاخِلٌ فِي وِلاَيَةِ الْعَهْدِ عَلى أَنْ لاَ آمُرَ وَ لاَ أَنْهى، وَ لاَ أُفْتِيَ وَ لاَ أَقْضِيَ، وَ لاَ أُوَلِّيَ۵ وَ لاَ أَعْزِلَ، وَ لاَ أُغَيِّرَ شَيْئاً مِمَّا هُوَ قَائِمٌ، وَ تُعْفِيَنِي مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ». فَأَجَابَهُ الْمَأْمُونُ إِلى ذلِكَ كُلِّهِ.
قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ، قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ الْعِيدُ، بَعَثَ الْمَأْمُونُ إِلَى الرِّضَا عليه‏السلام يَسْأَلُهُ أَنْ

1.. «قد أظلّنا» ، أي أقبل علينا ودنا منّا ، كأنّه ألقى علينا ظلّه . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۶۰ ظلل .

2.. اعتلّ بعلل ، أي اعتذر بمعاذير ، فوضع العلّة موضع العذر . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۹۱ علل .

3.. غاية لقوله : «فخرج عليه‏السلام» . وقوله : «فكتب إليه ـ إلى ـ فارس» يشبه المعترضة .

4.. «يتقلّد الأمر» ، أي يلزمه نفسه ويحتمله . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۵۱۶ ؛ لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۶۷ قلد .

5.. في الوافي، ج۳، ص۸۲۱ : «ولا اُولّي ، أي لا أجعل أحدا واليا على قوم ؛ من ولّيتُه الأمر ، أو أوليته» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
770

عَبِيدُكَ، فَقَالَ لِي: «أَصَبْتَ، أَصَابَ اللّهُ بِكَ الرَّشَادَ» وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا إِذَا رَدَدْتُهُمْ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْ مَنْزِلِي وَ آنَسْتُ، رَدَدْتُهُمْ.
فَصِرْتُ إِلى مَنْزِلِي، وَ دَعَوْتُ بِالسِّرَاجِ، وَ نَظَرْتُ إِلَى الدَّنَانِيرِ وَ إِذَا هِيَ ثَمَانِيَةٌ وَ أَرْبَعُونَ دِينَاراً، وَ كَانَ حَقُّ الرَّجُلِ عَلَيَّ ثَمَانِيَةً وَ عِشْرِينَ دِينَاراً، وَ كَانَ فِيهَا دِينَارٌ يَلُوحُ۱، فَأَعْجَبَنِي حُسْنُهُ، فَأَخَذْتُهُ وَ قَرَّبْتُهُ مِنَ السِّرَاجِ، فَإِذَا عَلَيْهِ نَقْشٌ وَاضِحٌ: «حَقُّ الرَّجُلِ ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ دِينَاراً، وَ مَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ». وَ لاَ وَ اللّهِ، مَا عَرَفْتُ مَا لَهُ عَلَيَّ ؛ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّذِي أَعَزَّ وَلِيَّهُ.

۱۳۰۲.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ:
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام: أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي السَّنَةِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا هَارُونُ، يُرِيدُ الْحَجَّ، فَانْتَهى إِلى جَبَلٍ ـ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، وَ أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلى مَكَّةَ ـ يُقَالُ لَهُ: فَارِعٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام، ثُمَّ قَالَ: «بَانِي فَارِعٍ۲، وَ هَادِمُهُ يُقَطَّعُ إِرْباً إِرْباً۳».
فَلَمْ نَدْرِ مَا مَعْنى ذلِكَ، فَلَمَّا وَلّى۴ وَافى هَارُونُ، وَ نَزَلَ بِذلِكَ الْمَوْضِعِ، وَ صَعِدَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيى ذلِكَ الْجَبَلَ، وَ أَمَرَ أَنْ يُبْنى لَهُ ثَمَّ مَجْلِسٌ، فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ صَعِدَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهَدْمِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْعِرَاقِ، قُطِّعَ إِرْباً إِرْباً.

۱۳۰۳.۶. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسى، قَالَ:

1.. «يلوح» : يتلألأ . يقال للشيء إذا تلألأ : لاح يلوح لَوحا ولُؤُوحا . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۸۶ لوح .

2.. قوله : «باني فارع» ، أي الباني في الفارع . وكذا «هادمه» أو الضمير راجع إلى البناء المستفاد من الباني . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۲۷۱ .

3.. «الإرب» : العضو الموفّر الكامل الذي لم ينقص منه شيء ، ويقال لكلّ عضو : إرب . يقال : قطّعته إربا إربا ، أي عضوا عضوا . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ أرب .

4.. أي ارتحل أبو الحسن عليه‏السلام من ذلك الموضع ، كما في شرح المازندراني، ج۷، ص۲۷۲ ومرآة العقول، ج۶، ص۷۷ . وفي بعض النسخ : «وُلّي» مبنيّا للمفعول .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16784
صفحه از 868
پرینت  ارسال به