عَبِيدُكَ، فَقَالَ لِي: «أَصَبْتَ، أَصَابَ اللّهُ بِكَ الرَّشَادَ» وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا إِذَا رَدَدْتُهُمْ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْ مَنْزِلِي وَ آنَسْتُ، رَدَدْتُهُمْ.
فَصِرْتُ إِلى مَنْزِلِي، وَ دَعَوْتُ بِالسِّرَاجِ، وَ نَظَرْتُ إِلَى الدَّنَانِيرِ وَ إِذَا هِيَ ثَمَانِيَةٌ وَ أَرْبَعُونَ دِينَاراً، وَ كَانَ حَقُّ الرَّجُلِ عَلَيَّ ثَمَانِيَةً وَ عِشْرِينَ دِينَاراً، وَ كَانَ فِيهَا دِينَارٌ يَلُوحُ۱، فَأَعْجَبَنِي حُسْنُهُ، فَأَخَذْتُهُ وَ قَرَّبْتُهُ مِنَ السِّرَاجِ، فَإِذَا عَلَيْهِ نَقْشٌ وَاضِحٌ: «حَقُّ الرَّجُلِ ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ دِينَاراً، وَ مَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ». وَ لاَ وَ اللّهِ، مَا عَرَفْتُ مَا لَهُ عَلَيَّ ؛ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّذِي أَعَزَّ وَلِيَّهُ.
۱۳۰۲.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ:
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام: أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي السَّنَةِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا هَارُونُ، يُرِيدُ الْحَجَّ، فَانْتَهى إِلى جَبَلٍ ـ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، وَ أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلى مَكَّةَ ـ يُقَالُ لَهُ: فَارِعٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام، ثُمَّ قَالَ: «بَانِي فَارِعٍ۲، وَ هَادِمُهُ يُقَطَّعُ إِرْباً إِرْباً۳».
فَلَمْ نَدْرِ مَا مَعْنى ذلِكَ، فَلَمَّا وَلّى۴ وَافى هَارُونُ، وَ نَزَلَ بِذلِكَ الْمَوْضِعِ، وَ صَعِدَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيى ذلِكَ الْجَبَلَ، وَ أَمَرَ أَنْ يُبْنى لَهُ ثَمَّ مَجْلِسٌ، فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ صَعِدَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهَدْمِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْعِرَاقِ، قُطِّعَ إِرْباً إِرْباً.
۱۳۰۳.۶. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسى، قَالَ:
1.. «يلوح» : يتلألأ . يقال للشيء إذا تلألأ : لاح يلوح لَوحا ولُؤُوحا . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۸۶ لوح .
2.. قوله : «باني فارع» ، أي الباني في الفارع . وكذا «هادمه» أو الضمير راجع إلى البناء المستفاد من الباني . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۲۷۱ .
3.. «الإرب» : العضو الموفّر الكامل الذي لم ينقص منه شيء ، ويقال لكلّ عضو : إرب . يقال : قطّعته إربا إربا ، أي عضوا عضوا . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ أرب .
4.. أي ارتحل أبو الحسن عليهالسلام من ذلك الموضع ، كما في شرح المازندراني، ج۷، ص۲۷۲ ومرآة العقول، ج۶، ص۷۷ . وفي بعض النسخ : «وُلّي» مبنيّا للمفعول .