769
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

كَانَ لِرَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي رَافِعٍ ـ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، يُقَالُ لَهُ: طَيْسٌ ـ عَلَيَّ حَقٌّ، فَتَقَاضَانِي۱، وَ أَلَحَّ عَلَيَّ، وَ أَعَانَهُ النَّاسُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذلِكَ صَلَّيْتُ الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ثُمَّ تَوَجَّهْتُ نَحْوَ الرِّضَا عليه‏السلام وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْعُرَيْضِ۲، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْ بَابِهِ إِذَا هُوَ قَدْ طَلَعَ عَلى حِمَارٍ، وَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَ رِدَاءٌ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ، فَلَمَّا لَحِقَنِي وَقَفَ، وَ نَظَرَ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ـ وَ كَانَ شَهْرَ رَمَضَانَ ـ فَقُلْتُ: جَعَلَنِيَ اللّهُ فِدَاكَ، إِنَّ لِمَوْلاَكَ طَيْسٍ عَلَيَّ حَقّاً، وَ قَدْ وَ اللّهِ شَهَرَنِي۳ وَ أَنَا أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَأْمُرُهُ بِالْكَفِّ عَنِّي، وَ وَ اللّهِ مَا قُلْتُ لَهُ: كَمْ لَهُ عَلَيَّ، وَ لاَ سَمَّيْتُ لَهُ شَيْئاً.
فَأَمَرَنِي عليه‏السلام بِالْجُلُوسِ إِلى رُجُوعِهِ، فَلَمْ أَزَلْ حَتّى صَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ وَ أَنَا صَائِمٌ، فَضَاقَ صَدْرِي، وَ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ طَلَعَ عَلَيَّ وَ حَوْلَهُ النَّاسُ، وَ قَدْ قَعَدَ لَهُ السُّؤالُ وَ هُوَ يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ، فَمَضى وَ دَخَلَ بَيْتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ وَ دَعَانِي، فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَ دَخَلْتُ مَعَهُ، فَجَلَسَ وَ جَلَسْتُ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ـ وَ كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ، وَ كَانَ كَثِيراً مَا أُحَدِّثُهُ عَنْهُ ـ فَلَمَّا فَرَغْتُ، قَالَ: «لاَ أَظُنُّكَ أَفْطَرْتَ بَعْدُ» فَقُلْتُ: لاَ، فَدَعَا لِي بِطَعَامٍ. فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيَّ، وَ أَمَرَ الْغُلاَمَ أَنْ يَأْكُلَ مَعِي، فَأَصَبْتُ وَ الْغُلاَمَ مِنَ الطَّعَامِ.
فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ لِيَ: «ارْفَعِ الْوِسَادَةَ، وَ خُذْ مَا تَحْتَهَا» فَرَفَعْتُهَا وَ إِذَا دَنَانِيرُ، فَأَخَذْتُهَا وَ وَضَعْتُهَا فِي كُمِّي ؛ وَ أَمَرَ أَرْبَعَةً مِنْ عَبِيدِهِ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَتّى يُبْلِغُونِي مَنْزِلِي.
فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ طَائِفَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ يَدُورُ، وَ أَكْرَهُ أَنْ يَلْقَانِي وَ مَعِي

1.. «فتقاضاني» ، أي طلب منّي حقَّه . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۶۴ ؛ المفردات للراغب ، ص ۶۷۵ قضا .

2.. ذكر في تاريخ قم، ص۲۲۴ نقلاً عن بعض الرواة أنّ العريض من قرى المدينة على بُعد فرسخ منها ، وكانت القرية ملكا للإمام الباقر عليه‏السلام ، وأوصى الإمام الصادق عليه‏السلام بهذه القرية إلى ولده عليّ العريضي .

3.. «شَهَرني» ، أي أظهرني في شُنْعةٍ ، أي قُبْحٍ ؛ من الشهرة ، وهو ظهور الشيء في شنْعة حتّى يشهره الناس . يقال : شَهَرَه ، شَهَّرَه واشتهره . راجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۳۱ ؛ أقرب الموارد ، ج ۱ ، ص ۶۱۸ شهر .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
768

فَقُلْ: قَدْ أَخَذْتُهَا». فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْقُصَهَا مِنْ كَذَا وَ كَذَا، فَقُلْتُ: قَدْ أَخَذْتُهَا، فَقَالَ: هِيَ لَكَ، وَ لكِنْ أَخْبِرْنِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: مِنْ أَيِّ بَنِي هَاشِمٍ ؟ فَقُلْتُ: مَا عِنْدِي أَكْثَرُ مِنْ هذَا، فَقَالَ: أُخْبِرُكَ عَنْ هذِهِ الْوَصِيفَةِ: إِنِّي اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَقْصَى الْمَغْرِبِ، فَلَقِيَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ، فَقَالَتْ: مَا هذِهِ الْوَصِيفَةُ مَعَكَ ؟ قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي، فَقَالَتْ: مَا يَكُونُ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ عِنْدَ مِثْلِكَ ؛ إِنَّ هذِهِ الْجَارِيَةَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عِنْدَ خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَلاَ تَلْبَثُ عِنْدَهُ إِلاَّ قَلِيلاً حَتّى تَلِدَ مِنْهُ غُلاَماً مَا يُولَدُ بِشَرْقِ الْأَرْضِ وَ لاَ غَرْبِهَا مِثْلُهُ.
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلاَّ قَلِيلاً حَتّى وَلَدَتِ الرِّضَا عليه‏السلام.

۱۲۹۹.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، قَالَ:
لَمَّا مَضى أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام، وَ تَكَلَّمَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام، خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْ ذلِكَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ قَدْ أَظْهَرْتَ أَمْراً عَظِيماً، وَ إِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ هذِهِ الطَّاغِيَةَ، قَالَ: فَقَالَ: «لِيَجْهَدْ جَهْدَهُ ؛ فَلاَ سَبِيلَ لَهُ عَلَيَّ».

۱۳۰۰.۳. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللّهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَخِيهِ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا عليه‏السلام فِي بَيْتٍ دَاخِلٍ فِي جَوْفِ بَيْتٍ لَيْلاً، فَرَفَعَ يَدَهُ، فَكَانَتْ كَأَنَّ فِي الْبَيْتِ عَشَرَةَ مَصَابِيحَ، وَ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَخَلّى يَدَهُ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ.

۱۳۰۱.۴. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنِ الْغِفَارِيِّ، قَالَ:

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16884
صفحه از 868
پرینت  ارسال به