767
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۱۲۱ ـ بَابُ مَوْلِدِ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام

وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَةٍ ؛ وَ قُبِضَ عليه‏السلام فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَ مِائَتَيْنِ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً، وَ قَدِ اخْتُلِفَ فِي تَارِيخِهِ إِلاَّ أَنَّ هذَا التَّارِيخَ هُوَ أَقْصَدُ۱ إِنْ شَاءَ اللّهُ ؛ وَ تُوُفِّيَ عليه‏السلام بِطُوسَ فِي قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: سَنَابَادُ مِنْ نُوقَانَ عَلى دَعْوَةٍ، وَ دُفِنَ بِهَا عليه‏السلام ؛ وَ كَانَ الْمَأْمُونُ أَشْخَصَهُ۲ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى مَرْوَ عَلى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ وَ فَارِسَ، فَلَمَّا خَرَجَ الْمَأْمُونُ وَ شَخَصَ إِلى بَغْدَادَ، أَشْخَصَهُ مَعَهُ، فَتُوُفِّيَ فِي هذِهِ الْقَرْيَةِ ؛ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْبَنِينَ.

۱۲۹۸.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ:
قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ عليه‏السلام: «هَلْ عَلِمْتَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ قَدِمَ ؟». قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «بَلى، قَدْ قَدِمَ رَجُلٌ، فَانْطَلِقْ بِنَا». فَرَكِبَ وَ رَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّجُلِ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَعَهُ رَقِيقٌ۳، فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيْنَا، فَعَرَضَ عَلَيْنَا سَبْعَ جَوَارٍ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «لاَ حَاجَةَ لِي فِيهَا». ثُمَّ قَالَ: «اعْرِضْ عَلَيْنَا» فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلاَّ جَارِيَةٌ مَرِيضَةٌ، فَقَالَ لَهُ: «مَا۴ عَلَيْكَ أَنْ تَعْرِضَهَا» فَأَبى عَلَيْهِ، فَانْصَرَفَ.
ثُمَّ أَرْسَلَنِي مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: «قُلْ لَهُ: كَمْ كَانَ غَايَتُكَ فِيهَا؟ فَإِذَا قَالَ: كَذَا وَ كَذَا،

1.. قوله : «أقصد» ، أي أعدل وأقرب إلى الحقّ والصواب . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۶۷ قصد .

2.. «أشخصه» ، أي أزعجه وقلعه عن مكانه وذهب به . راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۶ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۴۴ شخص .

3.. «الرقيق» : المملوك ، فعيل بمعنى مفعول . وقد يطلق على الجماعة كالرفيق . النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۵۱ رقق .

4.. «ما» استفهاميّة . ويحتمل النفي . و«على» للإضرار . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۲۶۹ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۷۳ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
766

فَأَعْطَانِيهَا، وَ قَالَ: «قُلْ لاِبْنِ أَخِيكَ يَسْتَعِينُ بِهَا عَلى سَفَرِهِ».
قَالَ عَلِيٌّ: فَأَخَذْتُهَا، فَأَدْرَجْتُهَا فِي حَاشِيَةِ رِدَائِي، ثُمَّ نَاوَلَنِي مِائَةً أُخْرى، وَ قَالَ: «أَعْطِهِ أَيْضاً» ثُمَّ نَاوَلَنِي صُرَّةً أُخْرى، وَ قَالَ: «أَعْطِهِ أَيْضاً» فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِذَا كُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ مِثْلَ الَّذِي ذَكَرْتَ، فَلِمَ تُعِينُهُ عَلى نَفْسِكَ؟
فَقَالَ: إِذَا وَصَلْتُهُ وَ قَطَعَنِي، قَطَعَ اللّهُ أَجَلَهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ مِخَدَّةَ۱ أَدَمٍ، فِيهَا ثَلاَثَةُ آلاَفِ دِرْهَمٍ وَضَحٍ۲، وَ قَالَ: «أَعْطِهِ هذِهِ أَيْضاً».
قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَأَعْطَيْتُهُ الْمِائَةَ الْأُولى، فَفَرِحَ بِهَا فَرَحاً شَدِيداً، وَ دَعَا لِعَمِّهِ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ الثَّانِيَةَ وَ الثَّالِثَةَ، فَفَرِحَ بِهَا حَتّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَرْجِعُ وَ لاَ يَخْرُجُ، ثُمَّ
أَعْطَيْتُهُ الثَّلاَثَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَمَضى عَلى وَجْهِهِ حَتّى دَخَلَ عَلى هَارُونَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلاَفَةِ، وَ قَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَتَيْنِ حَتّى رَأَيْتُ عَمِّي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلاَفَةِ، فَأَرْسَلَ هَارُونُ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ؛ فَرَمَاهُ اللّهُ بِالذُّبَحَةِ۳، فَمَا نَظَرَ مِنْهَا إِلى دِرْهَمٍ، وَ لاَ مَسَّهُ.

۱۲۹۷.۹. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ وَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:
قُبِضَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليهماالسلام وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ ثَلاَثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ ؛ وَ عَاشَ بَعْدَ جَعْفَرٍ عليه‏السلام خَمْساً وَ ثَلاَثِينَ سَنَةً.

1.. «المِخَدَّة» : ما يوضع الخَدّ عليه . قال الفيض : «أراد بها الخالية عن الحشو المجعولة كيسا للدراهم» . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۶۸ خدد ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۸۱۲ .

2.. «الوضح» : الدرهم الصحيح النقيّ الأبيض . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۳۵ وضح .

3.. «الذبحة» ، كهُمَزَة وعِنَبَة وكِسْرَة وصُبْرَة وكِتاب وغراب : وَجَع يعرض في الحلق من الدم . وقيل : هي قُرْحة تظهر فيه فينسدّ معها وينقطع النفس فيقتل ، أو دم يَخنُق فيقتل . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۵۳ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۳۱ ذبح .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16061
صفحه از 868
پرینت  ارسال به