765
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۱۲۹۶.۸. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:
جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَ قَدِ اعْتَمَرْنَا عُمْرَةَ رَجَبٍ وَ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: يَا عَمِّ، إِنِّي أُرِيدُ بَغْدَادَ، وَ قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أُوَدِّعَ عَمِّي أَبَا الْحَسَنِ ـ يَعْنِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليه‏السلام ـ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ تَذْهَبَ مَعِي إِلَيْهِ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ نَحْوَ أَخِي وَ هُوَ فِي دَارِهِ الَّتِي بِالْحَوْبَةِ۱، وَ ذلِكَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِقَلِيلٍ، فَضَرَبْتُ الْبَابَ، فَأَجَابَنِي أَخِي، فَقَالَ: «مَنْ هذَا؟» فَقُلْتُ: عَلِيٌّ، فَقَالَ: «هُوَ ذَا أَخْرُجُ» وَ كَانَ بَطِيءَ الْوُضُوءِ، فَقُلْتُ: الْعَجَلَ، قَالَ: «وَ أَعْجَلُ» فَخَرَجَ وَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مُمَشَّقٌ۲ قَدْ عَقَدَهُ فِي عُنُقِهِ حَتّى قَعَدَ تَحْتَ عَتَبَةِ۳ الْبَابِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، وَ قُلْتُ: قَدْ جِئْتُكَ فِي أَمْرٍ إِنْ تَرَهُ صَوَاباً فَاللّهُ وَفَّقَ لَهُ، وَ إِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذلِكَ فَمَا أَكْثَرَ مَا نُخْطِئُ !
قَالَ: «وَ مَا هُوَ؟»
قُلْتُ: هذَا ابْنُ أَخِيكَ يُرِيدُ أَنْ يُوَدِّعَكَ، وَ يَخْرُجَ إِلى بَغْدَادَ، فَقَالَ لِيَ: «ادْعُهُ». فَدَعَوْتُهُ ـ وَ كَانَ مُتَنَحِّياً ـ فَدَنَا مِنْهُ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، وَ قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَوْصِنِي، فَقَالَ: «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللّهَ فِي دَمِي». فَقَالَ مُجِيباً لَهُ: مَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللّهُ بِهِ، وَ جَعَلَ يَدْعُو عَلى مَنْ يُرِيدُهُ بِسُوءٍ؛ ثُمَّ عَادَ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: يَا عَمِّ، أَوْصِنِي، فَقَالَ: «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللّهَ فِي دَمِي». فَقَالَ: مَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللّهُ بِهِ وَ فَعَلَ ؛ ثُمَّ عَادَ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَمِّ، أَوْصِنِي، فَقَالَ: «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللّهَ فِي دَمِي». فَدَعَا عَلى مَنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ، ثُمَّ تَنَحّى عَنْهُ، وَ مَضَيْتُ مَعَهُ، فَقَالَ لِي أَخِي: «يَا عَلِيُّ، مَكَانَكَ» فَقُمْتُ مَكَانِي، فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، ثُمَّ دَعَانِي، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ، فَتَنَاوَلَ صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ،

1.. الموجود في المعاجم : «الحَوْبُ» ، وهو موضع في ديار رَبِيعَة ، وهي تضمّ عدّة كَوْر ، وهي كلّها بين الحيرة والشام . راجع : معجم ما استعجم ، ج ۲ ، ص ۴۷۳ و۵۶۸ .

2.. «مُمَشَّق» ، أي مصبوغ بالمَشْق ، أي بالمَغْرَة ، وهي طين أحمر . المغرب ، ص ۴۳۰ مشق .

3.. «العَتَبَةُ» : اُسْكُفَّةُ الباب السُفْلى ، وهي الخشبة التي توطَأُ . وقيل: العَتَبَةُ : العُليا منها . وهذا هو المراد هنا . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۷۶ عتب .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
764

فَنَخَسَهَا۱ نَخْسَةً أَوْ ضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ، فَاسْتَوَتْ عَلَى الْأَرْضِ قَائِمَةً، فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى الْبَقَرَةِ صَاحَتْ، وَ قَالَتْ: عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ؛ فَخَالَطَ النَّاسَ، وَ صَارَ بَيْنَهُمْ، وَ مَضى عليه‏السلام.

۱۲۹۵.۷. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللّهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ عليه‏السلام يَنْعى إِلى رَجُلٍ نَفْسَهُ۲، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَتى يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِيعَتِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ، فَقَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، قَدْ كَانَ رُشَيْدٌ الْهَجَرِيُّ يَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَ الْبَلاَيَا، وَ الاْءِمَامُ أَوْلى بِعِلْمِ ذلِكَ».
ثُمَّ قَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، اصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ ؛ فَإِنَّ عُمُرَكَ قَدْ فَنِيَ، وَ إِنَّكَ تَمُوتُ إِلى سَنَتَيْنِ، وَ إِخْوَتُكَ وَ أَهْلُ بَيْتِكَ لاَ يَلْبَثُونَ بَعْدَكَ إِلاَّ يَسِيراً حَتّى تَتَفَرَّقَ كَلِمَتُهُمْ، وَ يَخُونُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتّى يَشْمَتَ بِهِمْ عَدُوُّهُمْ، فَكَانَ هذَا فِي نَفْسِكَ».
فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللّهَ بِمَا عَرَضَ فِي صَدْرِي.
فَلَمْ يَلْبَثْ إِسْحَاقُ بَعْدَ هذَا الْمَجْلِسِ إِلاَّ يَسِيراً۳ حَتّى مَاتَ، فَمَا أَتى عَلَيْهِمْ إِلاَّ قَلِيلٌ حَتّى قَامَ بَنُو عَمَّارٍ بِأَمْوَالِ النَّاسِ، فَأَفْلَسُوا.

1.. قوله : «فنخسها» ، أي غَرزَ وأدخل جنبها أو مؤخّرها بعود ونحوه . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۲۸ نخس .

2.. «ينعى إلى رجل نفسه» ، أي يُخبر بموته . يقال : نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْيا ونَعِيّا ، إذا أذاع موته ، وأخبر به . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۸۵ نعا .

3.. في مرآة العقول، ج۶، ص۶۸ : «على هذه النسخة كأنّه عليه‏السلام حدّد إلى سنتين ترحّما وتعطّفا عليه ؛ لئلاّ يضطرب ، أو لاحتمال البداء . وعلى ما في الخرائج وغيره لا إشكال» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16613
صفحه از 868
پرینت  ارسال به