فَنَخَسَهَا۱ نَخْسَةً أَوْ ضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ، فَاسْتَوَتْ عَلَى الْأَرْضِ قَائِمَةً، فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى الْبَقَرَةِ صَاحَتْ، وَ قَالَتْ: عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ؛ فَخَالَطَ النَّاسَ، وَ صَارَ بَيْنَهُمْ، وَ مَضى عليهالسلام.
۱۲۹۵.۷. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللّهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ عليهالسلام يَنْعى إِلى رَجُلٍ نَفْسَهُ۲، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَتى يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِيعَتِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ، فَقَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، قَدْ كَانَ رُشَيْدٌ الْهَجَرِيُّ يَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَ الْبَلاَيَا، وَ الاْءِمَامُ أَوْلى بِعِلْمِ ذلِكَ».
ثُمَّ قَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، اصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ ؛ فَإِنَّ عُمُرَكَ قَدْ فَنِيَ، وَ إِنَّكَ تَمُوتُ إِلى سَنَتَيْنِ، وَ إِخْوَتُكَ وَ أَهْلُ بَيْتِكَ لاَ يَلْبَثُونَ بَعْدَكَ إِلاَّ يَسِيراً حَتّى تَتَفَرَّقَ كَلِمَتُهُمْ، وَ يَخُونُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتّى يَشْمَتَ بِهِمْ عَدُوُّهُمْ، فَكَانَ هذَا فِي نَفْسِكَ».
فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللّهَ بِمَا عَرَضَ فِي صَدْرِي.
فَلَمْ يَلْبَثْ إِسْحَاقُ بَعْدَ هذَا الْمَجْلِسِ إِلاَّ يَسِيراً۳ حَتّى مَاتَ، فَمَا أَتى عَلَيْهِمْ إِلاَّ قَلِيلٌ حَتّى قَامَ بَنُو عَمَّارٍ بِأَمْوَالِ النَّاسِ، فَأَفْلَسُوا.
1.. قوله : «فنخسها» ، أي غَرزَ وأدخل جنبها أو مؤخّرها بعود ونحوه . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۲۸ نخس .
2.. «ينعى إلى رجل نفسه» ، أي يُخبر بموته . يقال : نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْيا ونَعِيّا ، إذا أذاع موته ، وأخبر به . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۸۵ نعا .
3.. في مرآة العقول، ج۶، ص۶۸ : «على هذه النسخة كأنّه عليهالسلام حدّد إلى سنتين ترحّما وتعطّفا عليه ؛ لئلاّ يضطرب ، أو لاحتمال البداء . وعلى ما في الخرائج وغيره لا إشكال» .