763
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

مَا هُمَا ؟
قَالَ: «أُخْبِرُكَ بِالْأَرْبَعَةِ كُلِّهَا: أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ بَاقِياً، وَ الثَّانِيَةُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مُخْلَصاً، وَ الثَّالِثَةُ نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ، وَ الرَّابِعَةُ شِيعَتُنَا مِنَّا، وَ نَحْنُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ رَسُولُ اللّهِ مِنَ اللّهِ بِسَبَبٍ».
فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ، وَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ حَقٌّ، وَأَنَّكُمْ صَفْوَةُ اللّهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ شِيعَتَكُمُ الْمُطَهَّرُونَ الْمُسْتَبْدَلُونَ،
وَ لَهُمْ عَاقِبَةُ اللّهِ، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
فَدَعَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام بِجُبَّةِ خَزٍّ وَقَمِيصٍ قُوهِيٍّ۱ وَطَيْلَسَانٍ۲ وَخُفٍّ وَقَلَنْسُوَةٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَ صَلَّى الظُّهْرَ، وَ قَالَ لَهُ: «اخْتَتِنْ»، فَقَالَ: قَدِ اخْتَتَنْتُ فِي سَابِعِي.

۱۲۹۴.۶. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:
مَرَّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عليه‏السلام بِامْرَأَةٍ بِمِنى وَ هِيَ تَبْكِي وَ صِبْيَانُهَا حَوْلَهَا يَبْكُونَ، وَ قَدْ مَاتَتْ لَهَا بَقَرَةٌ، فَدَنَا مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَا يُبْكِيكِ يَا أَمَةَ اللّهِ؟» قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللّهِ، إِنَّ لَنَا صِبْيَاناً يَتَامى، وَ كَانَتْ لِي بَقَرَةٌ مَعِيشَتِي وَ مَعِيشَةُ صِبْيَانِي كَانَتْ مِنْهَا، وَ قَدْ مَاتَتْ، وَ بَقِيتُ مُنْقَطَعاً بِي وَ بِوُلْدِي لاَ حِيلَةَ لَنَا.
فَقَالَ: «يَا أَمَةَ اللّهِ، هَلْ لَكِ أَنْ أُحْيِيَهَا لَكِ ؟» فَأُلْهِمَتْ أَنْ قَالَتْ: نَعَمْ يَا عَبْدَ اللّهِ ؛ فَتَنَحّى وَ صَلّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ هُنَيْئَةً۳، وَ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَوَّتَ بِالْبَقَرَةِ،

1.. «القُوهِيُّ» : ضرب من الثياب بيض ، منسوبة إلى قُوهُِسْتان لما تنسج بها ، وهي كَوْرة بين نيسابور وهرات ، وقصبتها قاين وطبس ، وموضع وبلد بكرمان قرب جيرفت . أو كلّ ثوب أشبهه يقال له : قوهيّ وإن لم يكن من قوهستان . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۳۲ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۴۳ قوه .

2.. قال المطرزي : «الطيلسان : تعريب تالشان ، وجمعه : طيالسة ، وهو من لباس العجم مدوّر أسود» . وقال المجلسي : «والطيلسان ، بتثليث اللام : ثوب من قطن» . راجع : المغرب ، ص ۲۹۱ طلس .

3.. قال ابن الأثير: «أقام هُنيّةً، أي قليلاً من الزمان، وهو تصغير هَنَة، ويقال: هُنَيْهَة أيضا». النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۷۹ هنا.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
762

إِلَيْكَ نَزِيلُكَ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ فِي الزَّاوِيَةِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ الْخُشَيْبَاتُ الْأَرْبَعُ، ثُمَّ سَلْهُ عَنْ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ الْفُلاَنِيِّ، وَ سَلْهُ: أَيْنَ نَادِيهِ۱ ؟ وَ سَلْهُ: أَيُّ سَاعَةٍ يَمُرُّ فِيهَا ؟ فَلَيُرِيكَاهُ أَوْ يَصِفُهُ لَكَ، فَتَعْرِفُهُ بِالصِّفَةِ، وَ سَأَصِفُهُ لَكَ.
قُلْتُ: فَإِذَا لَقِيتُهُ فَأَصْنَعُ مَا ذَا ؟ قَالَ: سَلْهُ عَمَّا كَانَ، وَ عَمَّا هُوَ كَائِنٌ، وَ سَلْهُ عَنْ مَعَالِمِ دِينِ مَنْ مَضى وَ مَنْ بَقِيَ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام: «قَدْ نَصَحَكَ صَاحِبُكَ الَّذِي لَقِيتَ».
فَقَالَ الرَّاهِبُ: مَا اسْمُهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟
قَالَ: «هُوَ مُتَمِّمُ بْنُ فَيْرُوزٍ، وَ هُوَ مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ، وَ هُوَ مِمَّنْ آمَنَ بِاللّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَ عَبَدَهُ بِالاْءِخْلاَصِ وَ الاْءِيقَانِ، وَ فَرَّ مِنْ قَوْمِهِ لَمَّا خَافَهُمْ، فَوَهَبَ لَهُ رَبُّهُ حُكْماً، وَهَدَاهُ لِسَبِيلِ الرَّشَادِ، وَجَعَلَهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، وَعَرَّفَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ الْمُخْلَصِينَ، وَ مَا مِنْ سَنَةٍ إِلاَّ وَ هُوَ يَزُورُ فِيهَا مَكَّةَ حَاجّاً، وَ يَعْتَمِرُ فِي رَأْسِ كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، وَ يَجِيءُ مِنْ مَوْضِعِهِ مِنَ الْهِنْدِ إِلى مَكَّةَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَ عَوْناً ؛ وَ كَذلِكَ يَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ».
ثُمَّ سَأَلَهُ الرَّاهِبُ عَنْ مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ، كُلُّ ذلِكَ يُجِيبُهُ فِيهَا، وَ سَأَلَ الرَّاهِبَ عَنْ أَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الرَّاهِبِ فِيهَا شَيْءٌ، فَأَخْبَرَهُ بِهَا.
ثُمَّ إِنَّ الرَّاهِبَ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ ثَمَانِيَةِ أَحْرُفٍ۲ نَزَلَتْ، فَتَبَيَّنَ فِي الْأَرْضِ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ، وَبَقِيَ فِي الْهَوَاءِ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ، عَلى مَنْ نَزَلَتْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةُ الَّتِي فِي الْهَوَاءِ؟ وَمَنْ يُفَسِّرُهَا؟
قَالَ: «ذَاكَ قَائِمُنَا يُنْزِلُهُ اللّهُ عَلَيْهِ فَيُفَسِّرُهُ، وَ يُنَزِّلُ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ عَلَى الصِّدِّيقِينَ وَ الرُّسُلِ وَ الْمُهْتَدِينَ».
ثُمَّ قَالَ الرَّاهِبُ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الاِثْنَيْنِ مِنْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ الْأَحْرُفِ الَّتِي فِي الْأَرْضِ

1.. «النادي» . مجتمع القوم ومجلسهم ومتحدَّثهم ، وأهل المجلس ، فيقع على المجلس وأهله . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۰۵ ؛ النهاية ، ج ۵ ، ص ۳۶ ندا .

2.. «الأحْرُف» : جمع الحَرْف ، وهو الكلام المختصر التامّ . راجع : مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۳۶ حرف .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16808
صفحه از 868
پرینت  ارسال به