مَا هُمَا ؟
قَالَ: «أُخْبِرُكَ بِالْأَرْبَعَةِ كُلِّهَا: أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ بَاقِياً، وَ الثَّانِيَةُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله مُخْلَصاً، وَ الثَّالِثَةُ نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ، وَ الرَّابِعَةُ شِيعَتُنَا مِنَّا، وَ نَحْنُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وَ رَسُولُ اللّهِ مِنَ اللّهِ بِسَبَبٍ».
فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ، وَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ حَقٌّ، وَأَنَّكُمْ صَفْوَةُ اللّهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ شِيعَتَكُمُ الْمُطَهَّرُونَ الْمُسْتَبْدَلُونَ،
وَ لَهُمْ عَاقِبَةُ اللّهِ، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
فَدَعَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام بِجُبَّةِ خَزٍّ وَقَمِيصٍ قُوهِيٍّ۱ وَطَيْلَسَانٍ۲ وَخُفٍّ وَقَلَنْسُوَةٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَ صَلَّى الظُّهْرَ، وَ قَالَ لَهُ: «اخْتَتِنْ»، فَقَالَ: قَدِ اخْتَتَنْتُ فِي سَابِعِي.
۱۲۹۴.۶. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:
مَرَّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عليهالسلام بِامْرَأَةٍ بِمِنى وَ هِيَ تَبْكِي وَ صِبْيَانُهَا حَوْلَهَا يَبْكُونَ، وَ قَدْ مَاتَتْ لَهَا بَقَرَةٌ، فَدَنَا مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَا يُبْكِيكِ يَا أَمَةَ اللّهِ؟» قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللّهِ، إِنَّ لَنَا صِبْيَاناً يَتَامى، وَ كَانَتْ لِي بَقَرَةٌ مَعِيشَتِي وَ مَعِيشَةُ صِبْيَانِي كَانَتْ مِنْهَا، وَ قَدْ مَاتَتْ، وَ بَقِيتُ مُنْقَطَعاً بِي وَ بِوُلْدِي لاَ حِيلَةَ لَنَا.
فَقَالَ: «يَا أَمَةَ اللّهِ، هَلْ لَكِ أَنْ أُحْيِيَهَا لَكِ ؟» فَأُلْهِمَتْ أَنْ قَالَتْ: نَعَمْ يَا عَبْدَ اللّهِ ؛ فَتَنَحّى وَ صَلّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ هُنَيْئَةً۳، وَ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَوَّتَ بِالْبَقَرَةِ،
1.. «القُوهِيُّ» : ضرب من الثياب بيض ، منسوبة إلى قُوهُِسْتان لما تنسج بها ، وهي كَوْرة بين نيسابور وهرات ، وقصبتها قاين وطبس ، وموضع وبلد بكرمان قرب جيرفت . أو كلّ ثوب أشبهه يقال له : قوهيّ وإن لم يكن من قوهستان . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۳۲ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۴۳ قوه .
2.. قال المطرزي : «الطيلسان : تعريب تالشان ، وجمعه : طيالسة ، وهو من لباس العجم مدوّر أسود» . وقال المجلسي : «والطيلسان ، بتثليث اللام : ثوب من قطن» . راجع : المغرب ، ص ۲۹۱ طلس .
3.. قال ابن الأثير: «أقام هُنيّةً، أي قليلاً من الزمان، وهو تصغير هَنَة، ويقال: هُنَيْهَة أيضا». النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۷۹ هنا.