761
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فِي دُورِ الشَّيَاطِينِ، فَحَوَّلُوا وَ بَدَّلُوا وَ نَقَلُوا تِلْكَ الْأَسْمَاءَ، وَ هُوَ قَوْلُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ الْبَطْنُ لآِلِ مُحَمَّدٍ، وَ الظَّهْرُ مَثَلٌ۱ ـ: «إِنْ هِىَ إِلاّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤكُمْ ما أَنْزَلَ اللّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ»۲ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ ضَرَبْتُ إِلَيْكَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ، تَعَرَّضْتُ۳ إِلَيْكَ بِحَاراً وَ غُمُوماً وَ هُمُوماً وَ خَوْفاً، وَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ مُؤيَساً أَلاَّ أَكُونَ۴ ظَفِرْتُ بِحَاجَتِي.
فَقَالَ لِي: مَا أَرى أُمَّكَ حَمَلَتْ بِكَ إِلاَّ وَ قَدْ حَضَرَهَا مَلَكٌ كَرِيمٌ، وَ لاَ أَعْلَمُ أَنَّ أَبَاكَ حِينَ أَرَادَ الْوُقُوعَ بِأُمِّكَ إِلاَّ وَ قَدِ اغْتَسَلَ وَ جَاءَهَا عَلى طُهْرٍ، وَ لاَ أَزْعُمُ إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ دَرَسَ السِّفْرَ الرَّابِعَ مِنْ سَهَرِهِ۵ ذلِكَ، فَخُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ، ارْجِعْ مِنْ حَيْثُ جِئْتَ،
فَانْطَلِقْ حَتّى تَنْزِلَ مَدِينَةَ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: طَيْبَةُ۶، وَ قَدْ كَانَ اسْمُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَثْرِبَ ـ ثُمَّ اعْمِدْ۷ إِلى مَوْضِعٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهُ: الْبَقِيعُ، ثُمَّ سَلْ عَنْ دَارٍ يُقَالُ لَهَا: دَارُ مَرْوَانَ، فَانْزِلْهَا، وَ أَقِمْ ثَلاَثاً، ثُمَّ سَلْ عَنِ الشَّيْخِ الْأَسْوَدِ الَّذِي يَكُونُ عَلى بَابِهَا، يَعْمَلُ الْبَوَارِيَّ، وَ هِيَ فِي بِلاَدِهِمُ اسْمُهَا الْخَصَفُ، فَالْطُفْ بِالشَّيْخِ، وَ قُلْ لَهُ: بَعَثَنِي

1.. في مرآة العقول، ج۶، ص۶۱ : «ثمّ اعلم أنّه قرأ بعضهم : «مُثُل» بضمّتين ، أي الأصنام ، وهو بعيد . وقرأ بعضهم : «مِثْل» بالكسر ، وقال : المراد أنّ الظهر والبطن جميعا لآل محمّد في جميع الآيات مثل هذه الآية . ولعلّه أبعد» .

2.. النجم ۵۳ : ۲۳ .

3.. «تعرّضتُ» ، أي تصدّيت وطلبتُ . راجع : المصباح المنير ، ص ۴۰۴ عرض .

4.. قوله : «مؤيسا ألاّ أكون» . يحتمل وجهين : أن يكون من قبيل : أسألك إلاّ فعلت كذا ، أي كنت في جميع الأحوال مؤيسا إلاّ وقت الظفر بحاجتي . أو يكون «ألاّ» مركّبا من «أن» و«لا» متعلّقا ب «مؤيسا» مفعولاً له ، على تضمين معنى الخوف ، أي خائفا من أن أكون ظفرت بحاجتي» . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۲۶۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۶۱ .

5.. قال المازندراني، ج۷، ص۲۶۳ : «قوله : ولا أزعم إلاّ أنّه قد كان درس ـ أي قرأ ـ السفر الرابع في شهر الإيقاع» .

6.. كان اسمُ المدينة يثربَ ، والثرب : الفساد ، فنهى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أن تسمّى به وسمّاها طَيْبَةً وطابةً ، وهما تأنيث طَيْب وطابٍ بمعنى الطيب . وقيل : هو من الطيّب بمعنى الطاهر ؛ لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۴۹ طيب .

7.. «اعمد» ، أي اقْصُدْ . يقال : عَمَدَه يَعْمِدُهُ ، وعَمَدَ إليه وله ، وتعمّده وتعمّد له ، واعتمده ، أي قصده . راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۰۲ عمد .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
760

كُلِّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ، وَ زَعَمَتِ الْهِنْدُ أَنَّ اللّهَ فَجَّرَ لَهُ عَيْناً فِي دَيْرِهِ، وَ زَعَمَتِ الْهِنْدُ أَنَّهُ يُزْرَعُ لَهُ مِنْ غَيْرِ زَرْعٍ يُلْقِيهِ، وَ يُحْرَثُ لَهُ مِنْ غَيْرِ حَرْثٍ يَعْمَلُهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلى بَابِهِ، فَأَقَمْتُ ثَلاَثاً لاَ أَدُقُّ الْبَابَ، وَ لاَ أُعَالِجُ الْبَابَ۱.
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ، فَتَحَ اللّهُ الْبَابَ، وَ جَاءَتْ بَقَرَةٌ عَلَيْهَا حَطَبٌ، تَجُرُّ ضَرْعَهَا يَكَادُ يَخْرُجُ مَا فِي ضَرْعِهَا مِنَ اللَّبَنِ، فَدَفَعَتِ الْبَابَ، فَانْفَتَحَ، فَتَبِعْتُهَا وَ دَخَلْتُ، فَوَجَدْتُ الرَّجُلَ قَائِماً يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَبْكِي، وَ يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ فَيَبْكِي، وَ يَنْظُرُ إِلَى الْجِبَالِ فَيَبْكِي، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللّهِ! مَا أَقَلَّ ضَرْبَكَ۲ فِي دَهْرِنَا هذَا! فَقَالَ لِي: وَ اللّهِ، مَا أَنَا إِلاَّ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ رَجُلٍ خَلَّفْتَهُ وَرَاءَ ظَهْرِكَ، فَقُلْتُ لَهُ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عِنْدَكَ اسْماً مِنْ أَسْمَاءِ اللّهِ تَبْلُغُ بِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَ تَرْجِعُ إِلى بَيْتِكَ ؟
فَقَالَ لِي: وَ هَلْ تَعْرِفُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ؟ قُلْتُ: لاَ أَعْرِفُ إِلاَّ بَيْتَ الْمَقْدِسِ الَّذِي بِالشَّامِ، قَالَ: لَيْسَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَ لكِنَّهُ الْبَيْتُ الْمُقَدَّسُ وَ هُوَ بَيْتُ آلِ مُحَمَّدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَمَّا مَا سَمِعْتُ بِهِ إِلى يَوْمِي هذَا، فَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ لِي: تِلْكَ مَحَارِيبُ۳ الْأَنْبِيَاءِ، وَ إِنَّمَا كَانَ يُقَالُ لَهَا: حَظِيرَةُ۴ الْمَحَارِيبِ، حَتّى جَاءَتِ الْفَتْرَةُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَ عِيسى صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِمَا، وَ قَرُبَ الْبَلاَءُ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَ حَلَّتِ النَّقِمَاتُ۵

1.. «لا اُعالجُ البابَ» ، أي لا اُمارسها . وكلّ شيء زاولتَه ومارسته وعملت به فقد عالجته . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۲۷ علج .

2.. «الضَرْب» : المثل والشبيه ، وجمعه : ضُرُب . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۴۸ ضرب .

3.. «المَحاريب» : صدور المجالس ، جمع المِحْراب . ومنه سمّي محراب المسجد ، وهو صدره وأشرف موضع فيه . ومحاريب بني إسرائيل : مساجدهم التي كانوا يجلسون فيها ، أو يجتمعون فيها للصلاة . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۰۵ حرب .

4.. «الحَظيرةُ» في الأصل : الموضع الذي يُحاط عليه لتأوي إليه الغنم والإبل يَقيهما البردَ والريح . والحظيرة أيضا : ما أحاط بالشيء ، وهي تكون من قَصَب وخشب . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۰۴ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۰۳ حظر .

5.. في مرآة العقول، ج۶، ص۵۹ : «وربّما يقرأ «جلّت» ـ بالجيم ـ و«النغمات» بالغين المعجمة ، استعيرت للشبه الباطلة والبدع المضلّة الناشئة عن أهل الباطل الرائجة بينهم في مدارسهم ومجامعهم» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16874
صفحه از 868
پرینت  ارسال به