751
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

إِنْ نَقَصَتْ حَبَّةً مِنْ سَبْعِينَ دِينَاراً لَمْ أُبَايِعْكُمْ، فَقَالَ الشَّيْخُ: ادْنُوا، فَدَنَوْنَا، وَ فَكَكْنَا الْخَاتَمَ، وَ وَزَنَّا الدَّنَانِيرَ، فَإِذَا هِيَ سَبْعُونَ دِينَاراً لاَ تَزِيدُ وَ لاَ تَنْقُصُ.
فَأَخَذْنَا الْجَارِيَةَ، فَأَدْخَلْنَاهَا عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام ـ وَ جَعْفَرٌ قَائِمٌ عِنْدَهُ ـ فَأَخْبَرْنَا أَبَا جَعْفَرٍ بِمَا كَانَ، فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَا اسْمُكِ ؟» قَالَتْ: حَمِيدَةُ، فَقَالَ: «حَمِيدَةٌ فِي الدُّنْيَا، مَحْمُودَةٌ فِي الاْخِرَةِ، أَخْبِرِينِي عَنْكِ: أَ بِكْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌ ؟» قَالَتْ: بِكْرٌ، قَالَ: «وَ كَيْفَ وَ لاَ يَقَعُ فِي أَيْدِي النَّخَّاسِينَ شَيْءٌ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ؟!» فَقَالَتْ: قَدْكَانَ يَجِيئُنِي، فَيَقْعُدُ مِنِّي مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ، فَيُسَلِّطُ اللّهُ عَلَيْهِ رَجُلاً أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ، فَلاَ يَزَالُ يَلْطِمُهُ حَتّى يَقُومَ عَنِّي، فَفَعَلَ بِي مِرَاراً، وَ فَعَلَ الشَّيْخُ بِهِ مِرَاراً، فَقَالَ: «يَا جَعْفَرُ، خُذْهَا إِلَيْكَ». فَوَلَدَتْ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليهماالسلام.

۱۲۹۰.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ:
أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام قَالَ: «حَمِيدَةُ مُصَفَّاةٌ مِنَ الْأَدْنَاسِ۱ كَسَبِيكَةِ الذَّهَبِ، مَا زَالَتِ الْأَمْلاَكُ۲ تَحْرُسُهَا حَتّى أُدِّيَتْ إِلَيَّ ؛ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ لِي وَ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِي».

۱۲۹۱.۳. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْقُمِّيِّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الزُّبَالِيِّ، قَالَ:
لَمَّا أُقْدِمَ بِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‏السلام عَلَى الْمَهْدِيِّ ـ الْقُدْمَةَ الْأُولى ـ نَزَلَ۳ زُبَالَةَ، فَكُنْتُ

1.. «الأدناس» : جمع الدَنَس ، وهو في الأصل الوَسَخُ . والمراد هنا : العيوب وذمائم الأخلاق . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۸۸ دنس .

2.. في مرآة العقول، ج ۶، ص۴۰ : «والأملاك : جمع المَلَك ، والمشهور في جمعه : المَلائك والمَلائكة» .

3.. في الوافي : «اُنزل» . و«زَبالة» بالفتح ، قرية من قرى المدينة . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۳۳ زبل .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
750

بِبَغْدَادَ فِي مَقْبَرَةِ قُرَيْشٍ ؛ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا: حَمِيدَةُ.

۱۲۸۹.۱. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ السِّنْدِيِّ الْقُمِّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
دَخَلَ ابْنُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام ـ وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام قَائِماً عِنْدَهُ ـ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ عِنَباً، فَقَالَ: «حَبَّةً حَبَّةً يَأْكُلُهُ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَ الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ، وَ ثَلاَثَةً وَ أَرْبَعَةً يَأْكُلُهُ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ لاَ يَشْبَعُ، وَ كُلْهُ حَبَّتَيْنِ حَبَّتَيْنِ ؛ فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ».
فَقَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام: لِأَيِّ شَيْءٍ لاَ تُزَوِّجُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ، فَقَدْ أَدْرَكَ التَّزْوِيجَ ؟ قَالَ: وَ بَيْنَ يَدَيْهِ صُرَّةٌ۱ مَخْتُومَةٌ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ سَيَجِيءُ نَخَّاسٌ۲ مِنْ أَهْلِ بَرْبَرَ، فَيَنْزِلُ دَارَ مَيْمُونٍ، فَنَشْتَرِي لَهُ بِهذِهِ الصُّرَّةِ جَارِيَةً».
قَالَ: فَأَتى لِذلِكَ مَا أَتى، فَدَخَلْنَا يَوْماً عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَقَالَ: «أَ لاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّخَّاسِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكُمْ قَدْ قَدِمَ، فَاذْهَبُوا، فَاشْتَرُوا بِهذِهِ الصُّرَّةِ مِنْهُ جَارِيَةً».
قَالَ: فَأَتَيْنَا النَّخَّاسَ، فَقَالَ: قَدْ بِعْتُ مَا كَانَ عِنْدِي إِلاَّ جَارِيَتَيْنِ مَرِيضَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا أَمْثَلُ۳ مِنَ الْأُخْرى، قُلْنَا: فَأَخْرِجْهُمَا حَتّى نَنْظُرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخْرَجَهُمَا، فَقُلْنَا:
بِكَمْ تَبِيعُنَا هذِهِ الْمُتَمَاثِلَةَ ؟ قَالَ: بِسَبْعِينَ دِينَاراً قُلْنَا: أَحْسِنْ۴، قَالَ: لاَ أَنْقُصُ مِنْ سَبْعِينَ دِينَاراً، قُلْنَا لَهُ: نَشْتَرِيهَا مِنْكَ بِهذِهِ الصُّرَّةِ مَا بَلَغَتْ، وَ لاَ نَدْرِي مَا فِيهَا، وَ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ، قَالَ: فُكُّوا، وَ زِنُوا، فَقَالَ النَّخَّاسُ: لاَ تَفُكُّوا ؛ فَإِنَّهَا

1.. «الصُرَّة»: هي ما يُصَرُّ فيه، أي يُجْمَع فيه، وصُرَّة الدراهم معروفة. راجع: لسان العرب، ج ۴، ص ۴۵۱ ـ ۴۵۲ صرر.

2.. «النَخّاس» : بائع الدوابّ ، سمّي بذلك لنخسه إيّاها حتّى تَنْشَط . ونَخْسُ الدابّة : غَرْزُ جنبها أو مؤخّرها بعود أو نحوه . وقد يسمّى بائع الرقيق نَخّاسا ، والأوّل هو الأصل . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۲۸ نخس .

3.. يقال : هذا أمثل من هذا ، أي أفضل وأدنى إلى الخير . وأماثِل الناس : خيارهم . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۹۶ مثل .

4.. في مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۳۹ : «قلنا : أحسن ، أمر ، أي انقص شيئا . وقيل : أفعل التفضيل بتقدير : قل أحْسَنَ ممّا قلت» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17025
صفحه از 868
پرینت  ارسال به