إِنْ نَقَصَتْ حَبَّةً مِنْ سَبْعِينَ دِينَاراً لَمْ أُبَايِعْكُمْ، فَقَالَ الشَّيْخُ: ادْنُوا، فَدَنَوْنَا، وَ فَكَكْنَا الْخَاتَمَ، وَ وَزَنَّا الدَّنَانِيرَ، فَإِذَا هِيَ سَبْعُونَ دِينَاراً لاَ تَزِيدُ وَ لاَ تَنْقُصُ.
فَأَخَذْنَا الْجَارِيَةَ، فَأَدْخَلْنَاهَا عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ـ وَ جَعْفَرٌ قَائِمٌ عِنْدَهُ ـ فَأَخْبَرْنَا أَبَا جَعْفَرٍ بِمَا كَانَ، فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَا اسْمُكِ ؟» قَالَتْ: حَمِيدَةُ، فَقَالَ: «حَمِيدَةٌ فِي الدُّنْيَا، مَحْمُودَةٌ فِي الاْخِرَةِ، أَخْبِرِينِي عَنْكِ: أَ بِكْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌ ؟» قَالَتْ: بِكْرٌ، قَالَ: «وَ كَيْفَ وَ لاَ يَقَعُ فِي أَيْدِي النَّخَّاسِينَ شَيْءٌ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ؟!» فَقَالَتْ: قَدْكَانَ يَجِيئُنِي، فَيَقْعُدُ مِنِّي مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ، فَيُسَلِّطُ اللّهُ عَلَيْهِ رَجُلاً أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ، فَلاَ يَزَالُ يَلْطِمُهُ حَتّى يَقُومَ عَنِّي، فَفَعَلَ بِي مِرَاراً، وَ فَعَلَ الشَّيْخُ بِهِ مِرَاراً، فَقَالَ: «يَا جَعْفَرُ، خُذْهَا إِلَيْكَ». فَوَلَدَتْ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليهماالسلام.
۱۲۹۰.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ:
أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام قَالَ: «حَمِيدَةُ مُصَفَّاةٌ مِنَ الْأَدْنَاسِ۱ كَسَبِيكَةِ الذَّهَبِ، مَا زَالَتِ الْأَمْلاَكُ۲ تَحْرُسُهَا حَتّى أُدِّيَتْ إِلَيَّ ؛ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ لِي وَ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِي».
۱۲۹۱.۳. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْقُمِّيِّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الزُّبَالِيِّ، قَالَ:
لَمَّا أُقْدِمَ بِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام عَلَى الْمَهْدِيِّ ـ الْقُدْمَةَ الْأُولى ـ نَزَلَ۳ زُبَالَةَ، فَكُنْتُ
1.. «الأدناس» : جمع الدَنَس ، وهو في الأصل الوَسَخُ . والمراد هنا : العيوب وذمائم الأخلاق . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۸۸ دنس .
2.. في مرآة العقول، ج ۶، ص۴۰ : «والأملاك : جمع المَلَك ، والمشهور في جمعه : المَلائك والمَلائكة» .
3.. في الوافي : «اُنزل» . و«زَبالة» بالفتح ، قرية من قرى المدينة . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۳۳ زبل .