747
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

ذَكَرْتُ لَهُ حَالَهُ، فَقَالَ لِي: «إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الْكُوفَةِ سَيَأْتِيكَ، فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: دَعْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَ أَضْمَنُ لَكَ عَلَى اللّهِ الْجَنَّةَ».
فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، أَتَانِي فِيمَنْ أَتى، فَاحْتَبَسْتُهُ عِنْدِي حَتّى خَلاَ مَنْزِلِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: يَا هذَا، إِنِّي ذَكَرْتُكَ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عليهماالسلام، فَقَالَ لِي: «إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الْكُوفَةِ سَيَأْتِيكَ، فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: دَعْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَ أَضْمَنُ لَكَ عَلَى اللّهِ الْجَنَّةَ».
قَالَ: فَبَكى، ثُمَّ قَالَ لِيَ: اللّهِ، لَقَدْ قَالَ لَكَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ هذَا ؟! قَالَ: فَحَلَفْتُ لَهُ أَنَّهُ قَدْ قَالَ لِي مَا قُلْتُ، فَقَالَ لِي: حَسْبُكَ، وَ مَضى، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ بَعَثَ إِلَيَّ، فَدَعَانِي وَ إِذَا هُوَ خَلْفَ دَارِهِ عُرْيَانٌ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا بَصِيرٍ، لاَ وَ اللّهِ، مَا بَقِيَ فِي مَنْزِلِي شَيْءٌ إِلاَّ وَ قَدْ أَخْرَجْتُهُ، وَ أَنَا كَمَا تَرى.
قَالَ: فَمَضَيْتُ إِلى إِخْوَانِنَا، فَجَمَعْتُ لَهُ مَا كَسَوْتُهُ بِهِ، ثُمَّ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ أَيَّامٌ يَسِيرَةٌ حَتّى بَعَثَ إِلَيَّ: أَنِّي عَلِيلٌ فَأْتِنِي، فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ وَ أُعَالِجُهُ حَتّى نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَكُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ غَشْيَةً، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا بَصِيرٍ، قَدْ وَفى صَاحِبُكَ لَنَا، ثُمَّ قُبِضَ رَحْمَةُ اللّهِ عَلَيْهِ.
فَلَمَّا حَجَجْتُ أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَ لِيَ ابْتِدَاءً
مِنْ دَاخِلِ الْبَيْتِ ـ وَ إِحْدى رِجْلَيَّ فِي الصَّحْنِ، وَ الْأُخْرى فِي دِهْلِيزِ دَارِهِ ـ:«يَا أَبَا بَصِيرٍ، قَدْ وَفَيْنَا لِصَاحِبِكَ».

۱۲۸۶.۶. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ:
قَالَ لِي: أَ تَدْرِي مَا كَانَ سَبَبُ دُخُولِنَا فِي هذَا الْأَمْرِ وَ مَعْرِفَتِنَا بِهِ، وَ مَا كَانَ عِنْدَنَا مِنْهُ ذِكْرٌ وَ لاَ مَعْرِفَةُ شَيْءٍ مِمَّا عِنْدَ النَّاسِ ؟


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
746

۱۲۸۴.۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْخَيْبَرِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ وَ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ أَبِي سَلَمَةَ السَّرَّاجِ وَ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، قَالُوا:
كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَقَالَ: «عِنْدَنَا خَزَائِنُ الْأَرْضِ وَ مَفَاتِيحُهَا، وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ۱ بِإِحْدى رِجْلَيَّ: أَخْرِجِي مَا فِيكِ مِنَ الذَّهَبِ، لَأَخْرَجَتْ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ بِإِحْدى رِجْلَيْهِ، فَخَطَّهَا فِي الْأَرْضِ خَطّاً، فَانْفَرَجَتِ الْأَرْضُ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ، فَأَخْرَجَ سَبِيكَةَ ذَهَبٍ قَدْرَ شِبْرٍ، ثُمَّ قَالَ: «انْظُرُوا حَسَناً». فَنَظَرْنَا فَإِذَا سَبَائِكِ كَثِيرَةٌ بَعْضُهَا عَلى بَعْضٍ يَتَلَأْلَأُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أُعْطِيتُمْ مَا أُعْطِيتُمْ وَ شِيعَتُكُمْ مُحْتَاجُونَ ؟ قَالَ: فَقَالَ: «إِنَّ اللّهَ سَيَجْمَعُ لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا الدُّنْيَا وَ الاْخِرَةَ، وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَ يُدْخِلُ عَدُوَّنَا الْجَحِيمَ».

۱۲۸۵.۵. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:
كَانَ لِي جَارٌ يَتَّبِعُ السُّلْطَانَ، فَأَصَابَ مَالاً، فَأَعَدَّ قِيَاناً۲، وَ كَانَ يَجْمَعُ الْجَمِيعَ إِلَيْهِ، وَ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ، وَ يُؤذِينِي، فَشَكَوْتُهُ إِلى نَفْسِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَلَمَّا أَنْ أَلْحَحْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي: يَا هذَا، أَنَا رَجُلٌ مُبْتَلًى، وَ أَنْتَ رَجُلٌ مُعَافًى، فَلَوْ عَرَضْتَنِي لِصَاحِبِكَ رَجَوْتُ أَنْ يُنْقِذَنِيَ اللّهُ بِكَ، فَوَقَعَ ذلِكَ لَهُ فِي قَلْبِي، فَلَمَّا صِرْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام

1.. «أن أقول» ، أي أن أضرب ، أو اُومئ . قال ابن الأثير : «العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال وتطلقه على غير الكلام واللسان فتقول : قال بيده ، أي أخذ . وقال برجله ، أي مشى . وقال بالماء على يده ، أي قلب . وقال بثوبه ، أي رفعه . ويقال : قال بمعنى أقبل ، وبمعنى مال واستراح وضرب وغير ذلك . وكلّ ذلك على المجاز والاتّساع» . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۲۴ قول .

2.. قوله : «القِيانُ» : جمع القَيْنَة ، وهي الأمة غنّت أو لم تُغَنّ ، والماشطة . وكثيرا ما تطلق على المغنّية من الإماء . النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۳۵ قين .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16637
صفحه از 868
پرینت  ارسال به