وَ اتَّقَتْ وَ أَحْسَنَتْ «وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
قَالَ: «وَ قَالَتْ أُمِّي: قَالَ أَبِي: يَا أُمَّ فَرْوَةَ، إِنِّي لَأَدْعُو اللّهَ لِمُذْنِبِي شِيعَتِنَا فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ أَلْفَ مَرَّةٍ ؛ لِأَنَّا نَحْنُ فِيمَا يَنُوبُنَا۱ مِنَ الرَّزَايَا نَصْبِرُ عَلى مَا نَعْلَمُ مِنَ الثَّوَابِ، وَ هُمْ يَصْبِرُونَ عَلى مَا لاَ يَعْلَمُونَ».
۱۲۸۲.۲. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:
وَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ ـ وَ هُوَ وَالِيهِ عَلَى الْحَرَمَيْنِ: أَنْ أَحْرِقْ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ دَارَهُ، فَأَلْقَى النَّارَ فِي دَارِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، فَأَخَذَتِ النَّارُ فِي الْبَابِ وَ الدِّهْلِيزِ، فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام يَتَخَطَّى النَّارَ۲ وَ يَمْشِي فِيهَا، وَ يَقُولُ: «أَنَا ابْنُ أَعْرَاقِ الثَّرى۳، أَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله».
۱۲۸۳.۳. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ رُفَيْدٍ مَوْلى يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ:
سَخِطَ عَلَيَّ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَ حَلَفَ عَلَيَّ لَيَقْتُلُنِي، فَهَرَبْتُ مِنْهُ، وَ عُذْتُ بِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، فَأَعْلَمْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ لِيَ: «انْصَرِفْ إِلَيْهِ، وَ أَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ، وَ قُلْ لَهُ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ عَلَيْكَ مَوْلاَكَ رُفَيْداً، فَلاَ تَهِجْهُ۴ بِسُوءٍ».
1.. «ينوبنا» ، أي ينزل بنا . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۲۳ نوب .
2.. «يتخطّى النارَ» ، أي يخطو ويمشي فيها خطوةً خطوةً ، وهو ما بين القدمين ، أو يركبها ويجاوزها . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۲ خطا .
3.. «الأعراق»: جمع العِرْق، وعِرْق كلّ شيء: أصله. والثَرى: التراب النديّ، أو هو التراب الذي إذا بُلَّ لم يصر طينا لازبا. والمراد منه هاهنا الأرض. ف «أعراق الثرى»، أي اُصول الأرض، أي الأنبياء عليهمالسلام . وقيل: «أعراق الثرى» لقب إسماعيل عليهالسلام . ولكن لقبه عليهالسلام : عِرْق الثرى، كما في اللسان. راجع : لسان العرب، ج ۱۰، ص ۲۴۱ و۲۴۳ عرق؛ وج۱۴، ص ۱۱۱ (ثرى)؛ شرح المازندراني، ج ۷ ، ص ۲۴۱ ؛ الوافي، ج ۳ ، ص ۷۹۰ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۲۸ .
4.. في مرآة العقول، ج۶، ص۲۹ : «لا تهجه ، من باب ضرب ، أو باب الإفعال» . ويقال : هاج الشيء يَهيجُ ، واهتاج وتهيّج : ثار لمشقّة أو ضرر . وهاجه غيره وهيّجه يتعدّى ولا يتعدّى . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۹۴ هيج .