745
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، شَامِيٌّ، خَبِيثُ الرَّأْيِ، فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ كَمَا أَقُولُ لَكَ». فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا كُنْتُ فِي بَعْضِ الْبَوَادِي، اسْتَقْبَلَنِي أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ إِنِّي أَرى وَجْهَ مَقْتُولٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَخْرِجْ يَدَكَ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: يَدُ مَقْتُولٍ ؛ ثُمَّ قَالَ لِي: أَبْرِزْ رِجْلَكَ، فَأَبْرَزْتُ رِجْلِي، فَقَالَ: رِجْلُ مَقْتُولٍ ؛ ثُمَّ قَالَ لِي، أَبْرِزْ جَسَدَكَ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: جَسَدُ مَقْتُولٍ ؛ ثُمَّ قَالَ لِي: أَخْرِجْ لِسَانَكَ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ لِيَ: امْضِ ؛ فَلاَ بَأْسَ عَلَيْكَ ؛ فَإِنَّ فِي لِسَانِكَ رِسَالَةً لَوْ أَتَيْتَ بِهَا الْجِبَالَ الرَّوَاسِيَ۱ لاَنْقَادَتْ لَكَ.
قَالَ: فَجِئْتُ حَتّى وَقَفْتُ عَلى بَابِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَاسْتَأْذَنْتُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ: أَتَتْكَ بِخَائِنٍ رِجْلاَهُ ؛ يَا غُلاَمُ، النَّطْعَ۲ وَ السَّيْفَ. ثُمَّ أَمَرَ بِي، فَكُتِّفْتُ۳، وَ شُدَّ رَأْسِي، وَ قَامَ عَلَيَّ السَّيَّافُ لِيَضْرِبَ عُنُقِي.
فَقُلْتُ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، لَمْ تَظْفَرْ بِي عَنْوَةً، وَ إِنَّمَا جِئْتُكَ مِنْ ذَاتِ نَفْسِي، وَ هَاهُنَا أَمْرٌ أَذْكُرُهُ لَكَ، ثُمَّ أَنْتَ وَ شَأْنَكَ، فَقَالَ: قُلْ، فَقُلْتُ: أَخْلِنِي، فَأَمَرَ مَنْ حَضَرَ، فَخَرَجُوا.
فَقُلْتُ لَهُ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَ يَقُولُ لَكَ: «قَدْ أَجَرْتُ عَلَيْكَ مَوْلاَكَ رُفَيْداً فَلاَ تَهِجْهُ بِسُوءٍ».
فَقَالَ: وَ اللّهِ، لَقَدْ قَالَ لَكَ جَعْفَرٌ هذِهِ الْمَقَالَةَ، وَ أَقْرَأَنِي السَّلاَمَ ؟! فَحَلَفْتُ لَهُ، فَرَدَّهَا عَلَيَّ ثَلاَثاً، ثُمَّ حَلَّ أَكْتَافِي، ثُمَّ قَالَ: لاَ يُقْنِعُنِي مِنْكَ حَتّى تَفْعَلَ بِي مَا فَعَلْتُ بِكَ، قُلْتُ: مَا تَنْطَلِقُ يَدِي بِذَاكَ، وَ لاَ تَطِيبُ بِهِ نَفْسِي، فَقَالَ: وَ اللّهِ، مَا يُقْنِعُنِي إِلاَّ ذَاكَ، فَفَعَلْتُ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِي، وَ أَطْلَقْتُهُ، فَنَاوَلَنِي خَاتَمَهُ، وَ قَالَ: أُمُورِي فِي يَدِكَ، فَدَبِّرْ فِيهَا مَا شِئْتَ.

1.. «الرواسي» : الثوابت . من رسا الشيءُ يرسو ، أي ثبت . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۵۶ رسا .

2.. «النطع» بالكسر والفتح وبالتحريك ، وكعنب : بساط من الأديم ، وهو الجلد المدبوغ . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰۲۶ .

3.. قوله : «فكتفت» من الكَتْف ، وهو شدّ اليدين من خلف بالكِتاف ، والكِتاف : حبل يشدّ به . هكذا في اللغة والشروح . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۹۵ كتف .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
744

وَ اتَّقَتْ وَ أَحْسَنَتْ «وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
قَالَ: «وَ قَالَتْ أُمِّي: قَالَ أَبِي: يَا أُمَّ فَرْوَةَ، إِنِّي لَأَدْعُو اللّهَ لِمُذْنِبِي شِيعَتِنَا فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ أَلْفَ مَرَّةٍ ؛ لِأَنَّا نَحْنُ فِيمَا يَنُوبُنَا۱ مِنَ الرَّزَايَا نَصْبِرُ عَلى مَا نَعْلَمُ مِنَ الثَّوَابِ، وَ هُمْ يَصْبِرُونَ عَلى مَا لاَ يَعْلَمُونَ».

۱۲۸۲.۲. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:
وَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ ـ وَ هُوَ وَالِيهِ عَلَى الْحَرَمَيْنِ‏: أَنْ أَحْرِقْ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ دَارَهُ، فَأَلْقَى النَّارَ فِي دَارِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَأَخَذَتِ النَّارُ فِي الْبَابِ وَ الدِّهْلِيزِ، فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَتَخَطَّى النَّارَ۲ وَ يَمْشِي فِيهَا، وَ يَقُولُ: «أَنَا ابْنُ أَعْرَاقِ الثَّرى۳، أَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».

۱۲۸۳.۳. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ رُفَيْدٍ مَوْلى يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ:
سَخِطَ عَلَيَّ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَ حَلَفَ عَلَيَّ لَيَقْتُلُنِي، فَهَرَبْتُ مِنْهُ، وَ عُذْتُ بِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَأَعْلَمْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ لِيَ: «انْصَرِفْ إِلَيْهِ، وَ أَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ، وَ قُلْ لَهُ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ عَلَيْكَ مَوْلاَكَ رُفَيْداً، فَلاَ تَهِجْهُ۴ بِسُوءٍ».

1.. «ينوبنا» ، أي ينزل بنا . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۲۳ نوب .

2.. «يتخطّى النارَ» ، أي يخطو ويمشي فيها خطوةً خطوةً ، وهو ما بين القدمين ، أو يركبها ويجاوزها . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۲ خطا .

3.. «الأعراق»: جمع العِرْق، وعِرْق كلّ شيء: أصله. والثَرى: التراب النديّ، أو هو التراب الذي إذا بُلَّ لم يصر طينا لازبا. والمراد منه هاهنا الأرض. ف «أعراق الثرى»، أي اُصول الأرض، أي الأنبياء عليهم‏السلام . وقيل: «أعراق الثرى» لقب إسماعيل عليه‏السلام . ولكن لقبه عليه‏السلام : عِرْق الثرى، كما في اللسان. راجع : لسان العرب، ج ۱۰، ص ۲۴۱ و۲۴۳ عرق؛ وج۱۴، ص ۱۱۱ (ثرى)؛ شرح المازندراني، ج ۷ ، ص ۲۴۱ ؛ الوافي، ج ۳ ، ص ۷۹۰ ؛ مرآة العقول ، ج ۶ ، ص ۲۸ .

4.. في مرآة العقول، ج۶، ص۲۹ : «لا تهجه ، من باب ضرب ، أو باب الإفعال» . ويقال : هاج الشيء يَهيجُ ، واهتاج وتهيّج : ثار لمشقّة أو ضرر . وهاجه غيره وهيّجه يتعدّى ولا يتعدّى . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۹۴ هيج .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16764
صفحه از 868
پرینت  ارسال به