743
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ، فَصَدِّقُونِي فِي هذِهِ الْمَرَّةِ وَ أَطِيعُونِي، وَ كَذِّبُونِي فِيمَا تَسْتَأْنِفُونَ ؛ فَإِنِّي نَاصِحٌ لَكُمْ.
قَالَ: فَبَادَرُوا، فَأَخْرَجُوا إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ أَصْحَابِهِ بِالْأَسْوَاقِ، فَبَلَغَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ خَبَرُ الشَّيْخِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَحَمَلَهُ، فَلَمْ يُدْرَ مَا صَنَعَ بِهِ.

۱۲۸۰.۶. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ وَ الْحِمْيَرِيُّ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قُبِضَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ عليه‏السلام وَ هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ ؛ عَاشَ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ شَهْرَيْنِ».

۱۱۹ ـ بَابُ مَوْلِدِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه‏السلام

وُلِدَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام سَنَةَ ثَلاَثٍ وَ ثَمَانِينَ ؛ وَ مَضى فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَةٍ، وَ لَهُ خَمْسٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً ؛ وَ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ فِي الْقَبْرِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ وَ جَدُّهُ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهم‏السلام ؛ وَ أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَ أُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.

۱۲۸۱.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي وُهَيْبُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيُّ مِنْ ثِقَاتِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام». ثُمَّ قَالَ: «وَ كَانَتْ أُمِّي مِمَّنْ آمَنَتْ


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
742

فَأَقْبَلَ يُوَبِّخُهُ، وَ يَقُولُ ـ فِيمَا يَقُولُ لَهُ ـ:يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، لاَ يَزَالُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ قَدْ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ۱، وَ دَعَا إِلى نَفْسِهِ، وَ زَعَمَ أَنَّهُ الاْءِمَامُ سَفَهاً وَ قِلَّةَ عِلْمٍ، وَ وَبَّخَهُ بِمَا أَرَادَ أَنْ يُوَبِّخَهُ، فَلَمَّا سَكَتَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ رَجُلٌ بَعْدَ رَجُلٍ يُوَبِّخُهُ حَتَّى انْقَضى آخِرُهُمْ، فَلَمَّا سَكَتَ الْقَوْمُ نَهَضَ عليه‏السلام قَائِماً، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟ وَ أَيْنَ يُرَادُ بِكُمْ ؟ بِنَا هَدَى اللّهُ أَوَّلَكُمْ، وَبِنَا يَخْتِمُ آخِرَكُمْ، فَإِنْ يَكُنْ لَكُمْ مُلْكٌ مُعَجَّلٌ، فَإِنَّ لَنَا مُلْكاً مُؤجَّلاً، وَلَيْسَ بَعْدَ مُلْكِنَا مُلْكٌ؛ لِأَنَّا أَهْلُ الْعَاقِبَةِ؛ يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»۲».
فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى الْحَبْسِ تَكَلَّمَ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْحَبْسِ رَجُلٌ إِلاَّ تَرَشَّفَهُ۳ وَ حَنَّ إِلَيْهِ۴، فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَبْسِ إِلى هِشَامٍ، فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، إِنِّي خَائِفٌ عَلَيْكَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَنْ يَحُولُوا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مَجْلِسِكَ هذَا، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ، فَأَمَرَ بِهِ، فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ لِيُرَدُّوا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَ أَمَرَ أَنْ لاَ يُخْرَجَ لَهُمُ الْأَسْوَاقُ، وَ حَالَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ، فَسَارُوا ثَلاَثاً لاَ يَجِدُونَ طَعَاماً
وَ لاَ شَرَاباً حَتّى انْتَهَوْا إِلى مَدْيَنَ، فَأُغْلِقَ بَابُ الْمَدِينَةِ دُونَهُمْ، فَشَكَا أَصْحَابُهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.
قَالَ: فَصَعِدَ جَبَلاً لِيُشْرِفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ ـ بِأَعْلى صَوْتِهِ ـ:«يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا، أَنَا بَقِيَّةُ اللّهِ، يَقُولُ اللّهُ: «بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤمِنِينَ وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ»۵».
قَالَ: وَ كَانَ فِيهِمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَأَتَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: يَا قَوْمِ، هذِهِ ـ وَ اللّهِ ـ دَعْوَةُ شُعَيْبٍ النَّبِيِّ، وَ اللّهِ، لَئِنْ لَمْ تُخْرِجُوا إِلى هذَا الرَّجُلِ بِالْأَسْوَاقِ، لَتُؤخَذُنَّ مِنْ فَوْقِكُمْ،

1.. «قد شقّ عصا المسلمين» : فرّق جماعتهم وأوقع الخلاف بينهم وشوّش ائتلافهم والتيامهم واجتماعهم ومنعهم منها . وأصل العصا الاجتماع والائتلاف . راجع: لسان العرب، ج۱۵، ص۶۶ عصا.

2.. الأعراف ۷ : ۱۲۸ ؛ القصص (۲۸) : ۸۳ .

3.. «تَرَشَّفَهُ» : أي مصّه . هذا في اللغة . وأمّا المراد هنا ، فالمعنى : مسّه تبرّكا ، أو قبّل يديه ورجليه . راجع: القاموس المحيط؛ شرح المازندراني، ج۷، ص۲۳۸؛ الوافي، ج۳، ص۷۷۳.

4.. «حنّ إليه»، أي ترع واشتاق. وأصل الحنين: ترجيع الناقة صوتها إثْر ولدها. راجع: النهاية، ج ۱، ص ۴۵۲ حنن.

5.. هود ۱۱ : ۸۶ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16052
صفحه از 868
پرینت  ارسال به