735
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الْمَدِينَةِ، وَ أَشْرَقَ الْمَسْجِدُ بِضَوْئِهَا لَمَّا دَخَلَتْهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا عُمَرُ، غَطَّتْ وَجْهَهَا، وَ َالَتْ: أُفٍّ بِيرُوجْ بَادَا۱ هُرْمُزْ، فَقَالَ عُمَرُ: أَ تَشْتِمُنِي هذِهِ ؟ وَ هَمَّ بِهَا، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: لَيْسَ ذلِكَ لَكَ، خَيِّرْهَا رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ احْسُبْهَا بِفَيْئِهِ۲، فَخَيَّرَهَا، فَجَاءَتْ حَتّى وَضَعَتْ يَدَهَا عَلى رَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: مَا اسْمُكِ ؟ فَقَالَتْ: جَهَانْ شَاهُ، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: بَلْ شَهْرَبَانُوَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه‏السلام: يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ، لَتَلِدَنَّ لَكَ مِنْهَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَوَلَدَتْ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، وَ كَانَ يُقَالُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام: ابْنُ الْخِيَرَتَيْنِ، فَخِيَرَةُ اللّهِ مِنَ الْعَرَبِ هَاشِمٌ، وَ مِنَ الْعَجَمِ فَارِسُ».
وَ رُوِيَ: أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤلِيَّ قَالَ فِيهِ:
وَ إِنَّ غُلاَماً بَيْنَ كِسْرى وَ هَاشِمٍ
لَأَكْرَمُ مَنْ نِيطَتْ۳ عَلَيْهِ التَّمَائِمُ۴

۱۲۷۰.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام نَاقَةٌ حَجَّ عَلَيْهَا اثْنَتَيْنِ وَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَا قَرَعَهَا۵ قَرْعَةً قَطُّ».
قَالَ: «فَجَاءَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ مَا شَعَرْنَا بِهَا إِلاَّ وَ قَدْ جَاءَنِي بَعْضُ خَدَمِنَا أَوْ بَعْضُ الْمَوَالِي، فَقَالَ: إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ، فَأَتَتْ قَبْرَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام فَابْتَرَكَتْ۶ عَلَيْهِ،

1.. في الوافي، ج۳، ص۷۶۳ : «هذا كلام فارسي مشتمل على تأفيف ودعاء على أبيها هرمز ، تعني لا كان لهرمز يوم ، فإنّ ابنته اُسرت بصغر ونظر إليها الرجال . والهرمز يقال للكبير من ملوك العجم» .

2.. «الفيء» : هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفّار . وأصل الفيء : الرجوع ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع إليهم . النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۸۲ فيأ .

3.. «نِيطَتْ» ، أي عُلِّقت . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۶۵ نوط .

4.. «التَمائمُ» : جمع تَمِيمَةٍ ، وهي خَرَزاتٌ ـ جمع خَرَزَة ، وهو ما ينظم في السِلْك ـ كانت العرب تعلقّها على أولادهم يتّقون بها العين في زعمهم ، فأبطلها الإسلام . النهاية ، ج ۱۱ ، ص ۱۹۷ تمم .

5.. «ما قرعها»، أي ما ضربها؛ من القَرْع، وهو ضرب شيء على شيء. راجع: المفردات للراغب، ص ۶۶۶ قرع.

6.. بروك البعير : استناخه ، وهو أن يلصق صدره بالأرض . يقال : برك ، أي ألقى بَرْكَه بالأرض ، وهو صدره . راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۹۶ برك .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
734

قَالَ: «فَأَمَرَتْ بِالطَّعَامِ وَ الْأَسْوِقَةِ، فَأَكَلَتْ وَ شَرِبَتْ وَ أَطْعَمَتْ وَ سَقَتْ، وَ قَالَتْ: إِنَّمَا نُرِيدُ بِذلِكِ أَنْ نَتَقَوّى عَلَى الْبُكَاءِ عَلَى الْحُسَيْنِ عليه‏السلام».
قَالَ: «وَ أُهْدِيَ إِلَى الْكَلْبِيَّةِ جُوَنٌ۱ لِتَسْتَعِينَ بِهَا عَلى مَأْتَمِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، فَلَمَّا رَأَتِ الْجُوَنَ قَالَتْ: مَا هذِهِ ؟ قَالُوا: هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا فُلاَنٌ لِتَسْتَعِينِي عَلى مَأْتَمِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، فَقَالَتْ: لَسْنَا فِي عُرْسٍ، فَمَا نَصْنَعُ بِهَا، ثُمَّ أَمَرَتْ بِهِنَّ، فَأُخْرِجْنَ مِنَ الدَّارِ، فَلَمَّا أُخْرِجْنَ مِنَ الدَّارِ، لَمْ يُحَسَّ لَهَا حِسٌّ كَأَنَّمَا طِرْنَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، وَ لَمْ يُرَ لَهُنَّ بِهَا بَعْدَ خُرُوجِهِنَّ مِنَ الدَّارِ أَثَرٌ».

۱۱۷ ـ بَابُ مَوْلِدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام

وُلِدَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلاَثِينَ ؛ وَ قُبِضَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِينَ وَ لَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً. وَ أُمُّهُ سَلاَمَةُ بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِيَارَ بْنِ شِيرَوَيْهِ بْنِ كِسْرى أَبَرْوِيزَ، وَ كَانَ يَزْدَجَرْدُ آخِرَ مُلُوكِ الْفُرْسِ.

۱۲۶۹.۱. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ
نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «لَمَّا أُقْدِمَتْ بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ عَلى عُمَرَ، أَشْرَفَ لَهَا۲ عَذَارَى۳

1.. «الجُوَنُ» : جمع الجُونِيّ ، و هو ضرب من القطا أسود البطون و الأجنحة . شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص۲۳۰.

2.. قال الجوهري : «أشرفت عليه ، أي اطّلعت عليه من فوق» . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۸۰ شرف .

3.. «العَذارى» : جمع العَذْراء ، وهي الجارية التي لم يمسّها رجل ، وهي البِكْر . النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۹۶ عذر .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16096
صفحه از 868
پرینت  ارسال به