729
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۱۲۵۹.۶. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ صَنْدَلٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه‏السلام إِلى مَكَّةَ سَنَةً مَاشِياً، فَوَرِمَتْ قَدَمَاهُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَوَالِيهِ: لَوْ رَكِبْتَ لَسَكَنَ عَنْكَ هذَا الْوَرَمُ، فَقَالَ: كَلاَّ، إِذَا أَتَيْنَا هذَا الْمَنْزِلَ، فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُكَ أَسْوَدُ وَ مَعَهُ دُهْنٌ، فَاشْتَرِ مِنْهُ، وَ لاَ تُمَاكِسْهُ.
فَقَالَ لَهُ مَوْلاَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، مَا قَدِمْنَا مَنْزِلاً فِيهِ أَحَدٌ يَبِيعُ هذَا الدَّوَاءَ، فَقَالَ: بَلى إِنَّهُ أَمَامَكَ دُونَ الْمَنْزِلِ، فَسَارَا مِيلاً، فَإِذَا هُوَ بِالْأَسْوَدِ، فَقَالَ الْحَسَنُ عليه‏السلام لِمَوْلاَهُ: دُونَكَ الرَّجُلَ، فَخُذْ مِنْهُ الدُّهْنَ، وَ أَعْطِهِ الثَّمَنَ، فَقَالَ الْأَسْوَدُ: يَا غُلاَمُ، لِمَنْ أَرَدْتَ هذَا الدُّهْنَ ؟ فَقَالَ: لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام، فَقَالَ: انْطَلِقْ بِي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ فَأَدْخَلَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، لَمْ أَعْلَمْ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلى هذَا، أَ وَ تَرى ذلِكَ، وَ لَسْتُ آخُذُ لَهُ ثَمَناً، إِنَّمَا أَنَا مَوْلاَكَ، وَ لكِنِ ادْعُ اللّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي ذَكَراً سَوِيّاً يُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ فَإِنِّي خَلَّفْتُ أَهْلِي تَمْخَضُ۱، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلى مَنْزِلِكَ، فَقَدْ وَهَبَ اللّهُ لَكَ ذَكَراً سَوِيّاً، وَ هُوَ مِنْ شِيعَتِنَا».

۱۱۶ ـ بَابُ مَوْلِدِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام

وُلِدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ ؛ وَ قُبِضَ عليه‏السلام فِي شَهْرِ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ إِحْدى وَ سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَ لَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ أَشْهُرٌ ؛ قَتَلَهُ عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ زِيَادٍ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ فِي خِلاَفَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ وَ هُوَ عَلَى الْكُوفَةِ ؛ وَ كَانَ عَلَى

1.. «تَمْخَضُ» ، أي أخذها المخاض ، أي وجع الولادة وهو الطَلْقُ . راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۲۸ مخض .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
728

۱۲۵۷.۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ النَّهْدِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الْكُنَاسِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام فِي بَعْضِ عُمَرِهِ ـ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الزُّبَيْرِ كَانَ يَقُولُ بِإِمَامَتِهِ ـ فَنَزَلُوا فِي مَنْهَلٍ۱ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاهِلِ تَحْتَ نَخْلٍ يَابِسٍ قَدْ يَبِسَ مِنَ الْعَطَشِ، فَفُرِشَ لِلْحَسَنِ عليه‏السلام تَحْتَ نَخْلَةٍ، وَ فُرِشَ لِلزُّبَيْرِيِّ بِحِذَاهُ تَحْتَ نَخْلَةٍ أُخْرى».
قَالَ: «فَقَالَ الزُّبَيْرِيُّ ـ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ ـ:لَوْ كَانَ فِي هذَا النَّخْلِ رُطَبٌ لَأَكَلْنَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عليه‏السلام: وَ إِنَّكَ لَتَشْتَهِي الرُّطَبَ ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرِيُّ: نَعَمْ».
قَالَ: «فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَا بِكَلاَمٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَاخْضَرَّتِ النَّخْلَةُ، ثُمَّ صَارَتْ إِلى حَالِهَا، فَأَوْرَقَتْ، وَ حَمَلَتْ رُطَباً، فَقَالَ الْجَمَّالُ الَّذِي اكْتَرَوْا مِنْهُ: سِحْرٌ وَ اللّهِ».
قَالَ: «فَقَالَ الْحَسَنُ عليه‏السلام: وَيْلَكَ، لَيْسَ بِسِحْرٍ، وَ لكِنْ دَعْوَةُ ابْنِ نَبِيٍّ مُسْتَجَابَةٌ».
قَالَ: «فَصَعِدُوا إِلَى النَّخْلَةِ، فَصَرَمُوا مَا كَانَ فِيهَا، فَكَفَاهُمْ».

۱۲۵۸.۵. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ رِجَالِهِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ الْحَسَنَ عليه‏السلام قَالَ: إِنَّ لِلّهِ مَدِينَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ، وَ الْأُخْرى بِالْمَغْرِبِ، عَلَيْهِمَا سُورٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَ عَلى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَلْفُ أَلْفِ مِصْرَاعٍ، وَ فِيهَا سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَةٍ، يَتَكَلَّمُ كُلُّ لُغَةٍ بِخِلاَفِ لُغَةِ صَاحِبِهَا، وَ أَنَا أَعْرِفُ جَمِيعَ اللُّغَاتِ وَ مَا فِيهِمَا وَ مَا بَيْنَهُمَا ؛ وَ مَا عَلَيْهِمَا حُجَّةٌ غَيْرِي وَ غَيْرُ الْحُسَيْنِ أَخِي۲».

1.. قال الجوهري : «المَنْهَلُ : المَوْرِدُ ، وهو عين ماء ترده الإبلُ في المراعي . وتسمّى المنازل التي في المفاوز على طرق السُفّار : مناهلَ ؛ لأنّ فيها ماءً» . راجع: الصحاح، ج۵، ص۱۸۳۷ نهل.

2.. في الوافي، ج۳، ص۷۵۳ : «كأنّ المدينتين كنايتان عن عالمي المثال المتقدّم إحداهما على الدنيا ، هو المشرقي ، والمتأخّر آخر عنها ، وهو المغربي . وكون سورهما من حديد كنايةٌ عن صلابته وعدم إمكان الدخول فيهما إلاّ عن أبوابهما . وكثرة اللغات كنايةٌ عن اختلاف الخلائق في السلائق والألسن اختلافا لايحصى . وحجيّته وحجيّة أخيه في زمانهما ظاهرة ؛ فإنّها كانت عامّة لجميع الخلق» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16097
صفحه از 868
پرینت  ارسال به