723
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ اسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ، فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ۱ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا۲ لَمْ تَجِدْ إِلى بَثِّهِ۳ سَبِيلاً، وَ سَتَقُولُ، وَ يَحْكُمُ اللّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ.
سَلاَمَ مُوَدِّعٍ لاَ قَالٍ۴ وَ لاَ سَئِمٍ۵، فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلاَلَةٍ، وَ إِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللّهُ الصَّابِرِينَ، وَاهَ وَاهاً، وَ الصَّبْرُ أَيْمَنُ وَ أَجْمَلُ، وَ لَوْ لاَ غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ وَ اللَّبْثَ لِزَاماً مَعْكُوفاً، وَ لَأَعْوَلْتُ۶ إِعْوَالَ الثَّكْلى عَلى جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ، فَبِعَيْنِ اللّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً، وَتُهْضَمُ حَقَّهَا، وَتُمْنَعُ إِرْثَهَا، وَ لَمْ يَتَبَاعَدِ الْعَهْدُ، وَ لَمْ يَخْلَقْ۷ مِنْكَ الذِّكْرُ، وَ إِلَى اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ الْمُشْتَكى، وَ فِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَحْسَنُ الْعَزَاءِ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ، وَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَ الرِّضْوَانُ».

۱۲۴۷.۵. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: مَنْ غَسَّلَ فَاطِمَةَ عليهاالسلام؟

1.. «الغَلِيلُ» : حرارة الجوفِ ، وحرارة الحبّ والحزن . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ غلل .

2.. «مُعْتَلِجٌ بصدرها» ، أي متلاطم فيه ؛ من اعتلجت الأمواج ، أي تلاطمت والتطمت وضرب بعضها بعضا ؛ من اللَطْم وهو ضرب الوجه ونحوه بالكفّ . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۲۷ علج .

3.. بَثَّ الخبرَ وأبثّه بمعنى ، أي نشره . يقال : أبثثتك سرّي ، أي أظهرته لك . وبثّث الخبرَ ، شُدّد للمبالغة ، فانبثّ ، أي انتشر . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۷۳ بثث .

4.. «قالٍ» ، أي مبغض ؛ من القلى بمعنى البغض ، فإن فتحت القاف مددت . قال المجلسي : «لا قالٍ ، بالجرّ نعت مودّع ، أو بالرفع بتقدير : لا هو قالٌ ، والجملة نعت مودّع» . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۶۷ قلا؛ مرآة العقول، ج۵ ، ص۳۲۹ .

5.. «السَئِمُ» : الملول والضَجِرُ ، من السَآمَة ، وهو المَلَلُ والضَجَرُ . يقال : سَئِمَ الشيءَ ومنه سَأما وسَآمةً ، أي ملّه وضجر منه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۸۰ سئم .

6.. «لأعولتُ» ، أي لبكيت رافعا صوتي ؛ من العَوْل والعَوْلة بمعنى رفع الصوت بالبكاء . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۷۶ عول .

7.. خَلَقَ الشيء ـ كنصر ـ وخَلُقَ وخَلِقَ وأخلق ، أي بَليَ . والمراد طراوة الذكر وكونه جديدا . راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۸۸ خلق .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
722

بِسُنَّتِكَ فِي فُرْقَتِكَ مَوْضِعَ تَعَزٍّ۱، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ۲ فِي مَلْحُودَةِ۳ قَبْرِكَ، وَ فَاضَتْ نَفْسُكَ بَيْنَ نَحْرِي وَ صَدْرِي، بَلى وَ فِي كِتَابِ اللّهِ لِي أَنْعَمُ الْقَبُولِ «إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۴، قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، وَ أُخِذَتِ الرَّهِينَةُ، وَ أُخْلِسَتِ۵ الزَّهْرَاءُ، فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَ الْغَبْرَاءَ يَا رَسُولَ اللّهِ، أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ ؛ وَ أَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ۶، وَ هَمٌّ لاَ يَبْرَحُ مِنْ قَلْبِي أَوْ يَخْتَارَ اللّهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا مُقِيمٌ، كَمَدٌ۷ مُقَيِّحٌ۸، وَ هَمٌّ مُهَيِّجٌ، سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَيْنَنَا، وَ إِلَى اللّهِ أَشْكُو، وَ سَتُنْبِئُكَ ابْنَتُكَ بِتَظَافُرِ أُمَّتِكَ عَلى هَضْمِهَا۹، فَأَحْفِهَا۱۰ السُّؤالَ،

1.. في الوافي : «أشار بسنّته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى الصبر في المصائب ، فإنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان صبورا في المصائب . أراد عليه‏السلام أنّي قد تأسّيت بسنّتك في فرقتك ، يعني صبرتُ عليها ؛ فبالحريّ بي أن أصبر في فرقة ابنتك ، فإنّ مصيبتي بك أعظم . وقد ورد عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي ، فإنّها من أعظم المصائب» . وعنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «من عظمت مصيبته فليذكر مصيبته بي ، فإنّها ستهون عليه» .

2.. «وَسَّدْتُكَ» ، أي وضعت رأسك على وِسادة ، وهي المِخَدَّةُ .

3.. «اللَحْدُ» : الشقّ الذي يكون في جانب القبر ، أو في عُرْضه ، أي وسطه . و الملحود كاللحد صفة غالبة فالإضافة للظرفيّة . و يقال : لَحَدَ القبرَ ، أي عمل له لحدا ، فالقبر ملحود ، فالإضافة بيانيّة . راجع : لسان العرب ، ج ۳، ص۳۸۸ لحد.

4.. البقرة ۲ : ۱۵۶ .

5.. في بعض النسخ : «أخلستَ» على المخاطب المعلوم . وفي بعض آخر والأمالي للمفيد والطوسي : «اختلست» . وقال في مرآة العقول، ج۵، ص۳۲۷ «وهو أظهر ، والاختلاس أخذ الشيء بسرعة حبّا له» . وقال المازندراني في شرحه، ج۷، ص۲۰۹: «أخلستُ فلانا ، أي أخذت حقّه» . ولكنّ اللغة لا تساعده ؛ فإنّ «أَفْعَلَ» من الخلس لازم . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۶۵ ـ ۶۶ خلس .

6.. «فَمُسَهَّدٌ» ، أي لا نوم فيه ، اسم مكان من السُهْد ، وهو الأَرَقُ ، أي ذهاب النوم في الليل . والسُهُد : القليلُ النوم . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۴۲۴ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۷۵ سهد .

7.. «الكَمَدُ» : الحزن المكتوم . وقيل : هو أشدّ الحزن . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۸۱ كمد .

8.. «مُقَيِّحٌ» : اسم فاعل من قَيَّحَ الجَرْحُ ، أي صار فيه القَيْح . وفي مرآة العقول، ج۵، ص۳۲۸ : «كمد مقيّح ، أي حزن شديد يخرج قلبي ويقيّحه ، أي يوجب سيلان القيح منه» . راجع : المصباح المنير ، ص ۵۲۱ قيح.

9.. «الهَضْمُ» : الكَسْرُ . تقول : هَضَمْتُ الشيءَ ، أي كسرته . ويقال : هَضَمهُ حقَّه واهتضمه ، إذا ظلمه وكسر عليه حقّه . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۵۹ هضم .

10.. «الإحفاء» : الاستقصاء في الكلام والسؤال . يقال : أحفى فلان بصاحبه ، وحَفِيَ به ، وتَحَفّى ، أي بالغ في برّه والسؤال عن حاله . وأحفى فلان فلانا ، أي سأله فأكثر عليه في الطلب . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۸۸ حفا .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13884
صفحه از 868
پرینت  ارسال به