وَ اسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ، فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ۱ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا۲ لَمْ تَجِدْ إِلى بَثِّهِ۳ سَبِيلاً، وَ سَتَقُولُ، وَ يَحْكُمُ اللّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ.
سَلاَمَ مُوَدِّعٍ لاَ قَالٍ۴ وَ لاَ سَئِمٍ۵، فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلاَلَةٍ، وَ إِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللّهُ الصَّابِرِينَ، وَاهَ وَاهاً، وَ الصَّبْرُ أَيْمَنُ وَ أَجْمَلُ، وَ لَوْ لاَ غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ وَ اللَّبْثَ لِزَاماً مَعْكُوفاً، وَ لَأَعْوَلْتُ۶ إِعْوَالَ الثَّكْلى عَلى جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ، فَبِعَيْنِ اللّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً، وَتُهْضَمُ حَقَّهَا، وَتُمْنَعُ إِرْثَهَا، وَ لَمْ يَتَبَاعَدِ الْعَهْدُ، وَ لَمْ يَخْلَقْ۷ مِنْكَ الذِّكْرُ، وَ إِلَى اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ الْمُشْتَكى، وَ فِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَحْسَنُ الْعَزَاءِ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ، وَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَ الرِّضْوَانُ».
۱۲۴۷.۵. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام: مَنْ غَسَّلَ فَاطِمَةَ عليهاالسلام؟
1.. «الغَلِيلُ» : حرارة الجوفِ ، وحرارة الحبّ والحزن . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ غلل .
2.. «مُعْتَلِجٌ بصدرها» ، أي متلاطم فيه ؛ من اعتلجت الأمواج ، أي تلاطمت والتطمت وضرب بعضها بعضا ؛ من اللَطْم وهو ضرب الوجه ونحوه بالكفّ . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۲۷ علج .
3.. بَثَّ الخبرَ وأبثّه بمعنى ، أي نشره . يقال : أبثثتك سرّي ، أي أظهرته لك . وبثّث الخبرَ ، شُدّد للمبالغة ، فانبثّ ، أي انتشر . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۷۳ بثث .
4.. «قالٍ» ، أي مبغض ؛ من القلى بمعنى البغض ، فإن فتحت القاف مددت . قال المجلسي : «لا قالٍ ، بالجرّ نعت مودّع ، أو بالرفع بتقدير : لا هو قالٌ ، والجملة نعت مودّع» . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۶۷ قلا؛ مرآة العقول، ج۵ ، ص۳۲۹ .
5.. «السَئِمُ» : الملول والضَجِرُ ، من السَآمَة ، وهو المَلَلُ والضَجَرُ . يقال : سَئِمَ الشيءَ ومنه سَأما وسَآمةً ، أي ملّه وضجر منه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۸۰ سئم .
6.. «لأعولتُ» ، أي لبكيت رافعا صوتي ؛ من العَوْل والعَوْلة بمعنى رفع الصوت بالبكاء . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۷۶ عول .
7.. خَلَقَ الشيء ـ كنصر ـ وخَلُقَ وخَلِقَ وأخلق ، أي بَليَ . والمراد طراوة الذكر وكونه جديدا . راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۸۸ خلق .