قَالَ: فَأَيْنَ دُفِنَ ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَمَّا مَاتَ احْتَمَلَهُ الْحَسَنُ عليهالسلام، فَأَتى بِهِ ظَهْرَ الْكُوفَةِ قَرِيباً مِنَ النَّجَفِ يَسْرَةً عَنِ الْغَرِيِّ۱، يَمْنَةً عَنِ الْحِيرَةِ۲، فَدَفَنَهُ بَيْنَ ذَكَوَاتٍ۳ بِيضٍ».
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، ذَهَبْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ، فَتَوَهَّمْتُ مَوْضِعاً مِنْهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: «أَصَبْتَ رَحِمَكَ اللّهُ» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
۱۲۳۸.۶. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
أَتَانِي عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ، فَقَالَ لِي: ارْكَبْ، فَرَكِبْتُ مَعَهُ، فَمَضَيْنَا حَتّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ حَفْصٍ الْكُنَاسِيِّ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ، فَرَكِبَ مَعَنَا، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتّى أَتَيْنَا الْغَرِيَّ، فَانْتَهَيْنَا إِلى قَبْرٍ، فَقَالَ: انْزِلُوا، هذَا قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام، فَقُلْنَا: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ؟ فَقَالَ: أَتَيْتُهُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام ـ حَيْثُ كَانَ بِالْحِيرَةِ ـ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَ خَبَّرَنِي أَنَّهُ قَبْرُهُ.
۱۲۳۹.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عِيسى شَلَقَانَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام يَقُولُ: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام لَهُ خُؤُولَةٌ۴ فِي بَنِي مَخْزُومٍ، وَ إِنَّ شَابّاً مِنْهُمْ أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا خَالِي، إِنَّ أَخِي مَاتَ وَ قَدْ حَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْناً شَدِيداً».
قَالَ: «فَقَالَ لَهُ: تَشْتَهِي أَنْ تَرَاهُ ؟ قَالَ: بَلى، قَالَ: فَأَرِنِي قَبْرَهُ».
قَالَ: «فَخَرَجَ وَ مَعَهُ بُرْدَةُ رَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله مُتَّزِراً بِهَا، فَلَمَّا انْتَهى إِلَى الْقَبْرِ،
1.. كلّ بناء حَسَن غريٌّ ، ومن الغَرِيّان ـ وهما بناءان طويلان مشهوران بالكوفة ـ سُمِّيا غَرِيّين ؛ لأنَّ النعمان بن المنذر كان يُغرّيهما بدم من يقتله في يوم بُؤْسه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۲۲ غرا .
2.. «الحِيرَةُ» : مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر ، وهي على رأس ميل من الكوفة . المغرب ، ص ۱۳۴ حير .
3.. الذكوات واحدة الذُكْوَة ، وهي الجمرة الملتهبة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۷ ذكا . وفي بعض النسخ والمطبوع : «زكوات» بالزاي . قال في الوافي، ج۱۴، ص۱۴۱۱ : «واُريد بالذكوات البيض الحصيات التي يقال لها : دُرّ النجف ، تشبيها لها بالجمرة المتوقّدة» .
4.. «الخؤُولة» : جمع الخال ، أو مصدر ولا فعل له . يقال : خال بيّن الخؤُولة ، وبيني وبين فلان خؤُولة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۴ : خول .