719
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

تَلَمْلَمَتْ۱ شَفَتَاهُ، ثُمَّ رَكَضَهُ بِرِجْلِهِ، فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ هُوَ يَقُولُ بِلِسَانِ الْفُرْسِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: أَ لَمْ تَمُتْ وَ أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ؟! قَالَ: بَلى، وَ لكِنَّا مِتْنَا عَلى سُنَّةِ فُلاَنٍ وَ فُلاَنٍ، فَانْقَلَبَتْ أَلْسِنَتُنَا».

۱۲۴۰.۸. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه‏السلام فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَحَمِدَ اللّهَ، وَ أَثْنى عَلَيْهِ، وَ صَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ قُبِضَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ، وَ لاَ يُدْرِكُهُ الاْخِرُونَ، إِنْ كَانَ لَصَاحِبَ رَايَةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَنْ يَمِينِهِ جَبْرَئِيلُ، وَ عَنْ يَسَارِهِ مِيكَائِيلُ، لاَ يَنْثَنِي۲ حَتّى يَفْتَحَ اللّهُ لَهُ ؛ وَ اللّهِ، مَا تَرَكَ بَيْضَاءَ وَ لاَ حَمْرَاءَ إِلاَّ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ عَنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِماً لِأَهْلِهِ ؛ وَ اللّهِ، لَقَدْ قُبِضَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي فِيهَا قُبِضَ وَصِيُّ مُوسى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، وَاللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيهَا بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وَاللَّيْلَةِ الَّتِي نَزَلَ فِيهَا الْقُرْآنُ».

۱۲۴۱.۹. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ: قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «لَمَّا غُسِّلَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، نُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ: إِنْ أَخَذْتُمْ مُقَدَّمَ السَّرِيرِ كُفِيتُمْ مُؤخَّرَهُ، وَ إِنْ أَخَذْتُمْ مُؤخَّرَهُ كُفِيتُمْ مُقَدَّمَهُ».

1.. قوله «تلملمت» ، أي انضمّت ، أو تحرّكت ، من قولهم : كتيبة مُلَمْلَمَةٌ ، أي مجتمعة مضمومة بعضها إلى بعض . والمُلَمْلَمُ : المجتمع المدوّر المضموم . ولَمْلَمَ الحَجَرَ ، أي أداره . ونقل المجلسي عن بعض النسخ تقديم الميم على اللام من التململ ـ كما في البصائر ـ بمعنى التقلّب، واستظهره. راجع: القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵۲۵ لمم؛ مرآة العقول، ج۵، ص۳۰۹.

2.. قوله : «لا ينثني» ، أي لا ينعطف ولا ينصرف ولا يرجع ؛ من الثني ، وهو العطف والصرف . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۱۵ ثنى .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
718

قَالَ: فَأَيْنَ دُفِنَ ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَمَّا مَاتَ احْتَمَلَهُ الْحَسَنُ عليه‏السلام، فَأَتى بِهِ ظَهْرَ الْكُوفَةِ قَرِيباً مِنَ النَّجَفِ يَسْرَةً عَنِ الْغَرِيِّ۱، يَمْنَةً عَنِ الْحِيرَةِ۲، فَدَفَنَهُ بَيْنَ ذَكَوَاتٍ۳ بِيضٍ».
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، ذَهَبْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ، فَتَوَهَّمْتُ مَوْضِعاً مِنْهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: «أَصَبْتَ رَحِمَكَ اللّهُ» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

۱۲۳۸.۶. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
أَتَانِي عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ، فَقَالَ لِي: ارْكَبْ، فَرَكِبْتُ مَعَهُ، فَمَضَيْنَا حَتّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ حَفْصٍ الْكُنَاسِيِّ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ، فَرَكِبَ مَعَنَا، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتّى أَتَيْنَا الْغَرِيَّ، فَانْتَهَيْنَا إِلى قَبْرٍ، فَقَالَ: انْزِلُوا، هذَا قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقُلْنَا: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ؟ فَقَالَ: أَتَيْتُهُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام ـ حَيْثُ كَانَ بِالْحِيرَةِ ـ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَ خَبَّرَنِي أَنَّهُ قَبْرُهُ.

۱۲۳۹.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عِيسى شَلَقَانَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام لَهُ خُؤُولَةٌ۴ فِي بَنِي مَخْزُومٍ، وَ إِنَّ شَابّاً مِنْهُمْ أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا خَالِي، إِنَّ أَخِي مَاتَ وَ قَدْ حَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْناً شَدِيداً».
قَالَ: «فَقَالَ لَهُ: تَشْتَهِي أَنْ تَرَاهُ ؟ قَالَ: بَلى، قَالَ: فَأَرِنِي قَبْرَهُ».
قَالَ: «فَخَرَجَ وَ مَعَهُ بُرْدَةُ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مُتَّزِراً بِهَا، فَلَمَّا انْتَهى إِلَى الْقَبْرِ،

1.. كلّ بناء حَسَن غريٌّ ، ومن الغَرِيّان ـ وهما بناءان طويلان مشهوران بالكوفة ـ سُمِّيا غَرِيّين ؛ لأنَّ النعمان بن المنذر كان يُغرّيهما بدم من يقتله في يوم بُؤْسه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۲۲ غرا .

2.. «الحِيرَةُ» : مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر ، وهي على رأس ميل من الكوفة . المغرب ، ص ۱۳۴ حير .

3.. الذكوات واحدة الذُكْوَة ، وهي الجمرة الملتهبة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۷ ذكا . وفي بعض النسخ والمطبوع : «زكوات» بالزاي . قال في الوافي، ج۱۴، ص۱۴۱۱ : «واُريد بالذكوات البيض الحصيات التي يقال لها : دُرّ النجف ، تشبيها لها بالجمرة المتوقّدة» .

4.. «الخؤُولة» : جمع الخال ، أو مصدر ولا فعل له . يقال : خال بيّن الخؤُولة ، وبيني وبين فلان خؤُولة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۴ : خول .

تعداد بازدید : 14778
صفحه از 868
پرینت  ارسال به