715
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ آمَنَهُمْ۱ عَلى أَصْحَابِهِ، وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَ أَكْرَمَهُمْ سَوَابِقَ، وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَ أَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ أَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْياً۲ وَ خَلْقاً وَ سَمْتاً۳ وَ فِعْلاً، وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَجَزَاكَ اللّهُ عَنِ الاْءِسْلاَمِ وَ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً،
قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَ بَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا۴، وَ نَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ۵، كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً، لَمْ تُنَازَعْ وَ لَمْ تَضْرَعْ۶ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وَ غَيْظِ الْكَافِرِينَ وَ كُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَ صِغَرِ۷ الْفَاسِقِينَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَ نَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا۸، وَ مَضَيْتَ بِنُورِ اللّهِ إِذْ وَقَفُوا، فَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وَ كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً، وَ أَعْلاَهُمْ قُنُوتاً۹، وَ أَقَلَّهُمْ كَلاَماً، وَ أَصْوَبَهُمْ نُطْقاً، وَ أَكْبَرَهُمْ رَأْياً، وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَ أَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ.
كُنْتَ ـ وَ اللّهِ ـ يَعْسُوباً۱۰ لِلدِّينِ أَوَّلاً وَ آخِراً، الْأَوَّلَ حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ، وَ الاْخِرَ حِينَ

1.. «آمنهم» إمّا من الأمن ، ضدّ الخوف ؛ أو من الأمانة ضدّ الخيانة . اختار المازندراني والمجلسي الثاني بتضمين معنى المحافظة ، كما احتملهما الفيض . راجع: شرح المازندراني، ج۷، ص۱۹۶؛ الوافي، ج۳، ص۷۴۳؛ مرآة العقول، ج۵، ص۲۹۳.

2.. «الهدي» : السيرة والهيئة والطريقة . النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۵۳ هدى .

3.. قال ابن الأثير : «السَمْت : هو الهيئة الحسنة» . وقال المطرزي : «السمت : الطريق . ويستعار لهيئة أهل الخير» . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۹۷ ؛ المغرب ، ص ۲۳۴ : سمت .

4.. «استكانوا» ، أي خضعوا وذلّوا . كان في الأصل : استكنوا ، فمدّت فتحة الكاف بألف ، راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۱۸ سكن .

5.. يعني بترك منهاجه .

6.. «لَمْ تضرع» : معلوم من ضَرَعَ وضَرِعَ وضَرُع ، أي ذلّ وخضع واستكان وتذلّل وضعف . أو مجهول من أضرعه ، أي أذلّه . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۹۹۴ ضرع .

7.. «صغر الفاسقين» ، أي ذُلّهم وهوانهم . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۳ .

8.. التَعْتَعَةُ في الكلام : التردّد فيه من حَصَرٍ أو عَيٍّ ، أي من ضيق وعجز . الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۹۱ تعع .

9.. «القنوت» يرد لمعان متعدّدة ، كالطاعة ، والخشوع ، والصلاة ، والدعاء ، والعبادة ، والقيام ، وطول القيام ، والسكوت . النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ قنت .

10.. «اليعسوب» في الأصل : أمير النحل وفحلها . ويطلق على سيّد القوم ورئيسهم ومقدّمهم لرجوعهم إليه واجتماعهم عليه ولَوْذهم به ، كما تجتمع النحل على يعسوبها وتلوذ بها . والمعنى سيّد الناس في الدين . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۹۹ ـ ۶۰۰ عسب .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
714

وَ سُئِلَتْ عَنْ وَلِيِّهَا وَ إِمَامِهَا، فَأُرْتِجَ۱ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: ابْنُكِ، ابْنُكِ، ابْنُكِ».

۱۲۳۵.۳. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فُتِحَ لاِمِنَةَ بَيَاضُ فَارِسَ۲، وَ قُصُورُ الشَّامِ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ ـ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ ـ إِلى أَبِي طَالِبٍ ضَاحِكَةً مُسْتَبْشِرَةً، فَأَعْلَمَتْهُ مَا قَالَتْ آمِنَةُ، فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ: وَ تَتَعَجَّبِينَ مِنْ هذَا ؟ إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَ تَلِدِينَ بِوَصِيِّهِ وَ وَزِيرِهِ».

۱۲۳۶.۴. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَيْدٍ النَّيْسَابُورِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ ـ صَاحِبِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ قَالَ:
لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، ارْتَجَّ۳ الْمَوْضِعُ بِالْبُكَاءِ، وَ دَهِشَ۴ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ جَاءَ رَجُلٌ ـ بَاكِياً وَ هُوَ مُسْرِعٌ مُسْتَرْجِعٌ وَ هُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلاَفَةُ النُّبُوَّةِ ـ حَتّى وَقَفَ عَلى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللّهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلاَماً، وَ أَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً، وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَ أَخْوَفَهُمْ لِلّهِ، وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَ أَحْوَطَهُمْ۵ عَلى رَسُولِ

1.. قال الجوهري: «اُرتج على القارئ ـ على ما لم يسمّ فاعله ـ إذا لم يقدر على القراءة كأنّه اُطبق عليه كما يرتج الباب». الصحاح، ج۱، ص۳۱۷ رتج.

2.. في الوافي، ج۳، ص۷۲۵ : «أي كشفت لها تلك البلاد بارتفاع الحجب حتّى رأتها عيانا» ونُسب البياض إلى فارس لبياض ألوانهم ، ولأنّ الغالب على أموالهم الفضّة ، كما أنّ الغالب على ألوان أهل الشام الحُمرة وعلى أموالهم الذهب . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۷۲ بيض .

3.. «الارتجاج» : الاضطراب . يقال : ارتجّ البَحْر وغيره : اضطرب . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۱۷ رجج .

4.. قال الجوهري : «دَهِش الرجل ـ بالكسر ـ يَدْهَش دَهَشا : تحيّر ، ودُهش أيضا ، فهو مدهوش . وأدهشه اللّه‏ُ» . الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۰۶ دهش .

5.. يقال : حاطه يَحُوطه حَوْطا وحِياطة ، إذا حفظه وصانه وذبّ عنه وتوفّر على مصالحه . قال المجلسي : «وتعديته ب «على» لتضمين معنى الإشفاق» . النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۶۱ حوط؛ مرآة العقول، ج۵، ص۲۹۳.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14859
صفحه از 868
پرینت  ارسال به