713
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

أَعْتَقَ اللّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْواً مِنْكِ مِنَ النَّارِ ؛ فَلَمَّا مَرِضَتْ، أَوْصَتْ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ أَمَرَتْ أَنْ يُعْتِقَ خَادِمَهَا، وَ اعْتُقِلَ لِسَانُهَا، فَجَعَلَتْ تُومِئ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إِيمَاءً، فَقَبِلَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَصِيَّتَهَا.
فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ إِذْ أَتَاهُ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام وَ هُوَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا يُبْكِيكَ ؟ فَقَالَ: مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ۱، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أُمِّي وَ اللّهِ، وَ قَامَ عليه‏السلام مُسْرِعاً حَتّى دَخَلَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَ بَكى، ثُمَّ أَمَرَ النِّسَاءَ أَنْ يَغْسِلْنَهَا، وَ قَالَ عليه‏السلام: إِذَا فَرَغْتُنَّ فَلاَ تُحْدِثْنَ شَيْئاً حَتّى تُعْلِمْنَنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَ أَعْلَمْنَهُ بِذلِكَ، فَأَعْطَاهُنَّ أَحَدَ قَمِيصَيْهِ، الَّذِي يَلِي جَسَدَهُ، وَ أَمَرَهُنَّ أَنْ يُكَفِّنَّهَا فِيهِ.
وَ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ فَعَلْتُ شَيْئاً لَمْ أَفْعَلْهُ قَبْلَ ذلِكَ، فَسَلُونِي: لِمَ فَعَلْتُهُ ؟ فَلَمَّا فَرَغْنَ مِنْ غُسْلِهَا وَ كَفْنِهَا، دَخَلَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَحَمَلَ جَنَازَتَهَا عَلى عَاتِقِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ جَنَازَتِهَا حَتّى أَوْرَدَهَا قَبْرَهَا، ثُمَّ وَضَعَهَا، وَ دَخَلَ الْقَبْرَ، فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَهَا عَلى يَدَيْهِ حَتّى وَضَعَهَا فِي الْقَبْرِ، ثُمَّ انْكَبَّ عَلَيْهَا طَوِيلاً يُنَاجِيهَا، وَ يَقُولُ لَهَا: ابْنُكَ، ابْنُكِ، ابْنُكِ، ثُمَّ خَرَجَ، وَ سَوّى عَلَيْهَا، ثُمَّ انْكَبَّ عَلى قَبْرِهَا، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ إيّاها، ثُمَّ انْصَرَفَ.
فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ: إِنَّا رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ أَشْيَاءَ لَمْ تَفْعَلْهَا قَبْلَ الْيَوْمِ ؟ فَقَالَ: الْيَوْمَ فَقَدْتُ بِرَّ أَبِي طَالِبٍ، إِنْ كَانَتْ لَيَكُونُ عِنْدَهَا الشَّيْءُ فَتُؤثِرُنِي بِهِ عَلى نَفْسِهَا
وَ وَلَدِهَا، وَ إِنِّي ذَكَرْتُ الْقِيَامَةَ، وَ أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عُرَاةً، فَقَالَتْ: وَا سَوْأَتَاهْ، فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَبْعَثَهَا اللّهُ كَاسِيَةً، وَ ذَكَرْتُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ، فَقَالَتْ: وَا ضَعْفَاهْ، فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَكْفِيَهَا اللّهُ ذلِكَ، فَكَفَّنْتُهَا بِقَمِيصِي، وَاضْطَجَعْتُ فِي قَبْرِهَا لِذلِكَ، وَ انْكَبَبْتُ عَلَيْهَا، فَلَقَّنْتُهَا مَا تُسْأَلُ عَنْهُ ؛ فَإِنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ رَبِّهَا، فَقَالَتْ ؛ وَ سُئِلَتْ عَنْ رَسُولِهَا، فَأَجَابَتْ ؛

1.. في خصائص الأئمّة : «قال : إنّ اُمّي فاطمة قد قضت» بدل «فقال : ماتت اُمّي فاطمة» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
712

بَقِينَ مِنْهُ لَيْلَةَ الْأَحَدِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَ هُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَ سِتِّينَ سَنَةً. بَقِيَ بَعْدَ قَبْضِ النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ثَلاَثِينَ سَنَةً. وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَ هُوَ أَوَّلُ هَاشِمِيٍّ وَلَدَهُ هَاشِمٌ مَرَّتَيْنِ.

۱۲۳۳.۱. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْفَارِسِيِّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ جَاءَتْ إِلى أَبِي طَالِبٍ لِتُبَشِّرَهُ بِمَوْلِدِ النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: اصْبِرِي سَبْتاً۱ أُبَشِّرْكِ بِمِثْلِهِ إِلاَّ النُّبُوَّةَ».
وَ قَالَ: «السَّبْتُ ثَلاَثُونَ سَنَةً، وَ كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام ثَلاَثُونَ سَنَةً».

۱۲۳۴.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنِ السَّيَّارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ هَاجَرَتْ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلى قَدَمَيْهَا، وَ كَانَتْ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَسَمِعَتْ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً كَمَا وُلِدُوا، فَقَالَتْ: وَا سَوْأَتَاهْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: فَإِنِّي أَسْأَلُ اللّهَ أَنْ يَبْعَثَكِ كَاسِيَةً ؛ وَ سَمِعَتْهُ يَذْكُرُ ضَغْطَةَ۲ الْقَبْرِ، فَقَالَتْ: وَا ضَعْفَاهْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: فَإِنِّي أَسْأَلُ اللّهَ أَنْ يَكْفِيَكِ ذلِكِ.
وَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَوْماً: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَ جَارِيَتِي هذِهِ، فَقَالَ لَهَا: إِنْ فَعَلْتِ،

1.. «السَبت» : برهة ، أي قطعة ومدّة من الزمان ، قليلة كانت أو كثيرة . وخصّ في الحديث بالثلاثين . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۷۸۰ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۳۱ سبت .

2.. «الضَغْطَةُ» : العصر . يقال : ضَغَطَهُ يَضْغَطُهُ ضَغْطا ، إذا عَصَرَه وضَيَّقَ عليه وقَهَرَه . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۹۰ ضغط .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19168
صفحه از 868
پرینت  ارسال به