701
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

عَنْكُمْ نِعْمَتَهُ، فَأَنْتُمْ أَهْلُ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ الَّذِينَ بِهِمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ، وَ اجْتَمَعَتِ الْفُرْقَةُ، وَ ائْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ، وَ أَنْتُمْ أَوْلِيَاؤهُ ؛ فَمَنْ تَوَلاَّكُمْ فَازَ ؛ وَ مَنْ ظَلَمَ حَقَّكُمْ زَهَقَ ؛ مَوَدَّتُكُمْ مِنَ اللّهِ وَاجِبَةٌ فِي كِتَابِهِ۱ عَلى عِبَادِهِ الْمُؤمِنِينَ، ثُمَّ اللّهُ عَلى نَصْرِكُمْ ـ إِذَا يَشَاءُ ـ قَدِيرٌ ؛ فَاصْبِرُوا لِعَوَاقِبِ الْأُمُورِ ؛ فَإِنَّهَا إِلَى اللّهِ تَصِيرُ، قَدْ قَبَّلَكُمُ اللّهُ مِنْ نَبِيِّهِ وَدِيعَةً، وَ اسْتَوْدَعَكُمْ أَوْلِيَاءَهُ الْمُؤمِنِينَ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ أَدّى أَمَانَتَهُ آتَاهُ اللّهُ صِدْقَهُ، فَأَنْتُمُ الْأَمَانَةُ الْمُسْتَوْدَعَةُ، وَ لَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ وَ الطَّاعَةُ الْمَفْرُوضَةُ، وَ قَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ قَدْ أَكْمَلَ لَكُمُ الدِّينَ، وَ بَيَّنَ لَكُمْ سَبِيلَ الْمَخْرَجِ، فَلَمْ يَتْرُكْ لِجَاهِلٍ حُجَّةً، فَمَنْ جَهِلَ أَوْ تَجَاهَلَ أَوْ أَنْكَرَ أَوْ نَسِيَ أَوْ تَنَاسى، فَعَلَى اللّهِ حِسَابُهُ، وَ اللّهُ مِنْ وَرَاءِ حَوَائِجِكُمْ، وَ أَسْتَوْدِعُكُمُ اللّهَ، وَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ».
فَسَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام: مِمَّنْ أَتَاهُمُ التَّعْزِيَةُ ؟ فَقَالَ: «مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى».

۱۲۱۱.۲۰. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمَّارٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إِذَا رُئِيَ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، رُئِيَ لَهُ نُورٌ كَأَنَّهُ شِقَّةُ قَمَرٍ».

۱۲۱۲.۲۱. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنِ الصَّغِيرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه‏السلام عَلَى النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ

1.. إشارة إلى الآية ۲۳ من سورة الشورى ۴۲ : «قُل لاَّ أَسْـٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى ».


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
700

قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا كَانَ حَالُ أَبِي طَالِبٍ ؟
قَالَ: «أَقَرَّ بِالنَّبِيِّ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ، وَ دَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصَايَا، وَ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ».

۱۲۱۰.۱۹. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بَاتَ آلُ مُحَمَّدٍ عليهم‏السلام بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ حَتّى ظَنُّوا أَنْ لاَ سَمَاءَ تُظِلُّهُمْ ؛ وَ لاَ أَرْضَ تُقِلُّهُمْ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَتَرَ الْأَقْرَبِينَ۱ وَ الْأَبْعَدِينَ فِي اللّهِ.
فَبَيْنَا هُمْ كَذلِكَ إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ ـ لاَ يَرَوْنَهُ وَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَهُ ـ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ رَحْمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، إِنَّ فِي اللّهِ عَزَاءً۲ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَ نَجَاةً مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَ دَرَكاً۳ لِمَا فَاتَ: «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ۴ عَنِ النّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ»۵ إِنَّ اللّهَ اخْتَارَكُمْ
وَ فَضَّلَكُمْ وَ طَهَّرَكُمْ۶، وَ جَعَلَكُمْ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ، وَ اسْتَوْدَعَكُمْ عِلْمَهُ۷، وَ أَوْرَثَكُمْ كِتَابَهُ۸، وَ جَعَلَكُمْ تَابُوتَ عِلْمِهِ وَ عَصَا عِزِّهِ، وَ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ نُورِهِ۹، وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ، وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، فَتَعَزَّوْا بِعَزَاءِ اللّهِ۱۰ ؛ فَإِنَّ اللّهَ لَمْ يَنْزِعْ مِنْكُمْ رَحْمَتَهُ، وَ لَنْ يُزِيلَ

1.. قال الفيض: «الوَتْر: الحقد؛ يعني أسخطهم على نفسه وأهله وجعلهم ذوي حقد عليهم في طلب رضاءاللّه‏ سبحانه». الوافي، ج۳، ص۷۲۱.

2.. «العَزاءُ» : الصبر ، أو حسنه . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۷۱۸ عزى .

3.. «الدَرَك»: إدراك الحاجة ومطلبه. والدَرْكُ: اللحاق والوصول إلى الشيء. لسان العرب، ج ۱۰، ص ۴۱۹ درك.

4.. «زُحْزِحَ» ، أي نُحِّيَ وبُوعِدَ . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۹۷ زحزح .

5.. آل عمران ۳ : ۱۸۵ .

6.. قوله : «وطهّركم» إشارة إلى الآية ۳۳ من سورة الأحزاب ۳۳ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ».

7.. «استودعكم علمه» ، أي جعلكم حَفَظَةً لعلمه . من استودعتُه وديعةً ، إذا استحفظتَه إيّاه . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۹۶ ودع .

8.. إشارة إلى الآية ۳۲ من سورة فاطر ۳۵: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ».

9.. إشارة إلى الآية ۳۵ من سورة النور ۲۴ : «اللَّهُ نُورُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوةٍ... ».

10.. المراد بالتعزّي التأسّي والتصبّر عند المصيبة ، وأن يقول : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ » [البقرة ۲ : ۱۵۶ ]كما أمر اللّه‏ تعالى. ومعنى «بعزاء اللّه‏»، أي بتعزية اللّه‏ إيّاه، فقام الاسم مقام المصدر. راجع: النهاية، ج ۳، ص ۲۳۳ عزا.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16935
صفحه از 868
پرینت  ارسال به