المقدمة
التعاليم الدينية هي مجموعة آيات القرآن الكريم وسنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام، والتي ترسم مسار هداية الإنسان نحو الكمال والفلاح. إنّ التدبّر والتعقّل في النصوص كفيل بإيجاد فهم أدقّ للقرآن والسنّة.
وتتجلّى منزلة السنّة من بين مجموع المعارف الدينية في ضرورة الوقوف عليها بدقّة وإتقان، وهو ما أكّده أهل البيت عليهمالسلام وأصحابهم منذ البداية، وأفضى اهتمامهم إلى ضبط وتدوين السنّة منذ أيّام رسول اللّه صلىاللهعليهوآله إلى عهد الصادقَين عليهماالسلام.
فشهد القرن الثاني الهجري جهود أصحاب الأئمّة عليهمالسلام المثابرين في تدوين الأُصول الحديثية الأُولى للشيعة على أنّها بوّابة الدخول إلى السنّة، فنقل تلاميذ الأئمّة عليهمالسلام من العلماء والفقهاء، وكذلك المحدّثون الأوائل، نقلوا التراث الروائي لأهل البيت عليهمالسلام تحريرياً وشفهياً إلى الأجيال اللاحقة، وسُجّل في القراطيس، وقُرئ على طلاّب العلم.
واتّسعت وتنوّعت الكتابات الروائية والمعارف الشيعية منذ منتصف القرن الأول إلى نظيره من القرن الخامس الهجري، بحيث رأى النور أكثر من ۶۶۰۰ مصنّف في الحديث وغيره لعلماء الشيعة إلى القرن الخامس مع ما حُفّ بالأوضاع السياسية والاجتماعية من تضييق وأخطار كثيرة.۱ وعَرَضت كتب الفهارس ـ كفهرس مصنّفي الشيعة المشهور برجال النجاشي والفهرست للشيخ الطوسي والفهرست لابن النديم ـ عرضت أسماء المصنّفات والأُصول الحديثية الشيعية الأُولى، وبعض خصائص الكتب وطرق النقل والوصول إليها.
ومثّلت القرون: الثالث إلى الخامس عهداً مشرقاً في الحوزات الحديثية الشيعية وبخاصّة ازدهار مدارس الحديث في قم وبغداد، فشكّلت المصنّفات الروائية الوفيرة