699
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلى أَبِيهِ عَبْدِ اللّهِ فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَ أَكْرَمِ سِبْطٍ، وَ أَمْنَعِ رَهْطٍ، وَ أَكْلأََحَمْلٍ، وَ أَوْدَعِ حِجْرٍ، اصْطَفَاهُ اللّهُ وَ ارْتَضَاهُ وَ اجْتَبَاهُ، وَ آتَاهُ مِنَ الْعِلْمِ مَفَاتِيحَهُ، وَ مِنَ الْحُكْمِ
يَنَابِيعَهُ، ابْتَعَثَهُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ، وَ رَبِيعاً لِلْبِلاَدِ، وَ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فِيهِ الْبَيَانُ وَ التِّبْيَانُ «قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»، قَدْ بَيَّنَهُ لِلنَّاسِ، وَ نَهَجَهُ بِعِلْمٍ قَدْ فَصَّلَهُ، وَ دِينٍ قَدْ أَوْضَحَهُ، وَ فَرَائِضَ قَدْ أَوْجَبَهَا، وَ حُدُودٍ حَدَّهَا لِلنَّاسِ وَ بَيَّنَهَا، وَ أُمُورٍ قَدْ كَشَفَهَا لِخَلْقِهِ وَ أَعْلَنَهَا، فِيهَا دَلاَلَةٌ إِلَى النَّجَاةِ، وَ مَعَالِمُ تَدْعُو إِلى هُدَاهُ، فَبَلَّغَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَ صَدَعَ بِمَا أُمِرَ۱، وَ أَدّى مَا حُمِّلَ مِنْ أَثْقَالِ النُّبُوَّةِ، وَ صَبَرَ لِرَبِّهِ، وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى النَّجَاةِ، وَ حَثَّهُمْ عَلَى الذِّكْرِ، وَ دَلَّهُمْ عَلى سَبِيلِ الْهُدى، بِمَنَاهِجَ وَ دَوَاعٍ أَسَّسَ لِلْعِبَادِ أَسَاسَهَا، وَ مَنَارٍ رَفَعَ لَهُمْ أَعْلاَمَهَا، كَيْلاَ يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ، وَ كَانَ بِهِمْ رَؤُوفاً رَحِيماً».

۱۲۰۹.۱۸. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَيْسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي دُرُسْتُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ:
أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ عليه‏السلام: أَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مَحْجُوجاً بِأَبِي طَالِبٍ ؟
فَقَالَ: «لاَ، وَ لكِنَّهُ كَانَ مُسْتَوْدَعاً لِلْوَصَايَا۲، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».
قَالَ: قُلْتُ: فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصَايَا عَلى أَنَّهُ مَحْجُوجٌ۳ بِهِ ؟
فَقَالَ: «لَوْ كَانَ مَحْجُوجاً بِهِ، مَا دَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصِيَّةَ».

1.. «صدع بما اُمر» ، أي أجهر به ، من صَدَعتُ بالحقّ ، إذا تكلّمتَ به جهارا . وفي الشروح : أو أظهره ، من صدعه ، إذا أظهره وبيّنه . أو فرّق به بين الباطل والحقّ من صدعه إذا شقّه . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۱ صدع ؛ شرح صدر المتألهين، ج۱، ص۱۸۵؛ شرح المازندراني، ج۷، ص۱۶۳؛ مرآة العقول، ج۵، ص۲۲۱.

2.. في الوافي، ج۳، ص۷۰۱ : «محجوبا بأبي طالب ، يعني أنّ أبا طالب كان حجّة عليه قبل أن يبعث للوصايا ، أي وصايا الأنبياء عليهم السلام».

3.. في الوافي، ج۳، ص۷۰۱ : «على أنّه محجوج به ، يعني على أن يكون النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حجّة عليه» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
698

وَ صِفَاتِهِمْ: «فَلَمْ يَمْنَعْ رَبَّنَا ـ لِحِلْمِهِ وَ أَنَاتِهِ۱ وَ عَطْفِهِ ـ مَا كَانَ مِنْ عَظِيمِ جُرْمِهِمْ وَ قَبِيحِ أَفْعَالِهِمْ أَنِ انْتَجَبَ لَهُمْ أَحَبَّ أَنْبِيَائِهِ إِلَيْهِ، وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فِي حَوْمَةِ الْعِزِّ۲ مَوْلِدُهُ، وَ فِي دَوْمَةِ۳ الْكَرَمِ مَحْتِدُهُ۴، غَيْرَ مَشُوبٍ حَسَبُهُ، وَ لاَ مَمْزُوجٍ نَسَبُهُ، وَ لاَ مَجْهُولٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ صِفَتُهُ، بَشَّرَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ فِي كُتُبِهَا، وَ نَطَقَتْ بِهِ الْعُلَمَاءُ بِنَعْتِهَا، وَ تَأَمَّلَتْهُ الْحُكَمَاءُ بِوَصْفِهَا، مُهَذَّبٌ لاَ يُدَانى، هَاشِمِيٌّ لاَ يُوَازى، أَبْطَحِيٌّ لاَ يُسَامى۵، شِيمَتُهُ۶ الْحَيَاءُ، وَ طَبِيعَتُهُ السَّخَاءُ، مَجْبُولٌ عَلى أَوْقَارِ۷ النُّبُوَّةِ وَ أَخْلاَقِهَا، مَطْبُوعٌ عَلى أَوْصَافِ الرِّسَالَةِ وَ أَحْلاَمِهَا۸، إِلى أَنِ انْتَهَتْ بِهِ أَسْبَابُ مَقَادِيرِ اللّهِ إِلى أَوْقَاتِهَا، وَ جَرى بِأَمْرِ اللّهِ الْقَضَاءُ فِيهِ إِلى نِهَايَاتِهَا، أَدَّاهُ مَحْتُومُ قَضَاءِ اللّهِ إِلى غَايَاتِهَا، تُبَشِّرُ بِهِ كُلُّ أُمَّةٍ مَنْ بَعْدَهَا، وَ يَدْفَعُهُ كُلُّ أَبٍ إِلى أَبٍ مِنْ ظَهْرٍ إِلى ظَهْرٍ، لَمْ يَخْلِطْهُ فِي عُنْصُرِهِ۹ سِفَاحٌ۱۰، وَ لَمْ يُنَجِّسْهُ فِي وِلاَدَتِهِ نِكَاحٌ،

1.. «الأَناةُ» : العلم والوقار والتثبّت . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۸ أنى .

2.. «حَوْمَةُ العزّ» : معظمه . حومة القتال والرمل وغيره ، أي معظمه . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۰۸ حوم .

3.. «الدَوْمةُ» : واحدة الدَوْم ، وهي ضِخام الشجر . وقيل : هو شجر المُقْل . قال الجوهري : «أصحاب اللغة يقولونه بضمّ الدال ، وأصحاب الحديث يفتحونها» . وفي الوافي، ج۳، ص۷۰۶ : «دَوْمة الشيء : أصله» . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۲۳ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۴۱ دوم .

4.. قال الجوهري : «حَتَدَ بالمكان يَحْتِدُ : أقام به وثبت . والمَحْتِدُ : الأصل ، يقال : فلان من مَحْتِدِ صدقٍ ومَحْفِدِ صدقٍ» . والمراد : المقام والمسكن . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۶۲ حتد .

5.. «لا يُسامى»، أي لا يغالَب في السُمُوّ والرفعة، من المساماة: المفاخرة. يقال: ساماه: فاخره وطاوله، أي غالبه في الطَوْل والفضل وفي صفة من الأوصاف، من السموّ بمعنى الارتفاع. وفي الوافي، ج۳، ص۷۰۶: «الموازاة والمساواة: وهي بمعنى الارتفاع والعلوّ، يعني ليس في ارتفاعه وعلوّه أحد». راجع: لسان العرب، ج ۱۴ ، ص ۳۹۷ سمو.

6.. «الشِيمةُ»: الخُلُق والطبيعة. لسان العرب، ج۱۲، ص۳۲۹ شيم.

7.. «الأَوْقارُ» : جمع الوِقْر ، الحِمْلُ الثقيل ، أو أعمّ . والحِمْل : ما يُحْمَل . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۶۸۳ وقر .

8.. «الأَحْلامُ» : جمع الحِلْم ، وهو العقل ، وكأنّه من الحِلْم ، بمعنى الأناة والتثبّت في الاُمور ، وذلك من شعار العقلاء . النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۳۴ حلم .

9.. «العُنْصُر» و«العُنْصَرُ» : الأصل . النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۰۹ عنصر .

10.. «السِفاحُ» : الزنا ، مأخوذ من سَفَحْتُ الماء إذا صَبَبْتَهُ . النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۱۷ سفح .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16979
صفحه از 868
پرینت  ارسال به