مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلى أَبِيهِ عَبْدِ اللّهِ فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَ أَكْرَمِ سِبْطٍ، وَ أَمْنَعِ رَهْطٍ، وَ أَكْلأََحَمْلٍ، وَ أَوْدَعِ حِجْرٍ، اصْطَفَاهُ اللّهُ وَ ارْتَضَاهُ وَ اجْتَبَاهُ، وَ آتَاهُ مِنَ الْعِلْمِ مَفَاتِيحَهُ، وَ مِنَ الْحُكْمِ
يَنَابِيعَهُ، ابْتَعَثَهُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ، وَ رَبِيعاً لِلْبِلاَدِ، وَ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فِيهِ الْبَيَانُ وَ التِّبْيَانُ «قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»، قَدْ بَيَّنَهُ لِلنَّاسِ، وَ نَهَجَهُ بِعِلْمٍ قَدْ فَصَّلَهُ، وَ دِينٍ قَدْ أَوْضَحَهُ، وَ فَرَائِضَ قَدْ أَوْجَبَهَا، وَ حُدُودٍ حَدَّهَا لِلنَّاسِ وَ بَيَّنَهَا، وَ أُمُورٍ قَدْ كَشَفَهَا لِخَلْقِهِ وَ أَعْلَنَهَا، فِيهَا دَلاَلَةٌ إِلَى النَّجَاةِ، وَ مَعَالِمُ تَدْعُو إِلى هُدَاهُ، فَبَلَّغَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَ صَدَعَ بِمَا أُمِرَ۱، وَ أَدّى مَا حُمِّلَ مِنْ أَثْقَالِ النُّبُوَّةِ، وَ صَبَرَ لِرَبِّهِ، وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى النَّجَاةِ، وَ حَثَّهُمْ عَلَى الذِّكْرِ، وَ دَلَّهُمْ عَلى سَبِيلِ الْهُدى، بِمَنَاهِجَ وَ دَوَاعٍ أَسَّسَ لِلْعِبَادِ أَسَاسَهَا، وَ مَنَارٍ رَفَعَ لَهُمْ أَعْلاَمَهَا، كَيْلاَ يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ، وَ كَانَ بِهِمْ رَؤُوفاً رَحِيماً».
۱۲۰۹.۱۸. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَيْسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي دُرُسْتُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ:
أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ عليهالسلام: أَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله مَحْجُوجاً بِأَبِي طَالِبٍ ؟
فَقَالَ: «لاَ، وَ لكِنَّهُ كَانَ مُسْتَوْدَعاً لِلْوَصَايَا۲، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ صلىاللهعليهوآله».
قَالَ: قُلْتُ: فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصَايَا عَلى أَنَّهُ مَحْجُوجٌ۳ بِهِ ؟
فَقَالَ: «لَوْ كَانَ مَحْجُوجاً بِهِ، مَا دَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصِيَّةَ».
1.. «صدع بما اُمر» ، أي أجهر به ، من صَدَعتُ بالحقّ ، إذا تكلّمتَ به جهارا . وفي الشروح : أو أظهره ، من صدعه ، إذا أظهره وبيّنه . أو فرّق به بين الباطل والحقّ من صدعه إذا شقّه . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۱ صدع ؛ شرح صدر المتألهين، ج۱، ص۱۸۵؛ شرح المازندراني، ج۷، ص۱۶۳؛ مرآة العقول، ج۵، ص۲۲۱.
2.. في الوافي، ج۳، ص۷۰۱ : «محجوبا بأبي طالب ، يعني أنّ أبا طالب كان حجّة عليه قبل أن يبعث للوصايا ، أي وصايا الأنبياء عليهم السلام».
3.. في الوافي، ج۳، ص۷۰۱ : «على أنّه محجوج به ، يعني على أن يكون النبيّ صلىاللهعليهوآله حجّة عليه» .