وَ تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ وَ هُوَ ابْنُ بِضْعٍ۱ وَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَوُلِدَ لَهُ مِنْهَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ عليهالسلام: الْقَاسِمُ، وَ رُقَيَّةُ، وَ زَيْنَبُ، وَ أُمُّ كُلْثُومٍ ؛ وَ وُلِدَ لَهُ بَعْدَ الْمَبْعَثِ: الطَّيِّبُ، وَ الطَّاهِرُ، وَ فَاطِمَةُ عليهاالسلام.
وَ رُوِيَ أَيْضاً: أَنَّهُ لَمْ يُولَدْ لَهُ بَعْدَ الْمَبْعَثِ إِلاَّ فَاطِمَةُ عليهاالسلام، وَ أَنَّ الطَّيِّبَ وَ الطَّاهِرَ وُلِدَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ.
وَ مَاتَتْ خَدِيجَةُ عليهاالسلام حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله مِنَ الشِّعْبِ، وَ كَانَ ذلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ.
وَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ بَعْدَ مَوْتِ خَدِيجَةَ بِسَنَةٍ، فَلَمَّا فَقَدَهُمَا رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله شَنَأَ الْمُقَامَ۲ بِمَكَّةَ، وَ دَخَلَهُ حُزْنٌ شَدِيدٌ، وَ شَكَا ذلِكَ إِلى جَبْرَئِيلَ عليهالسلام، فَأَوْحَى اللّهُ تَعَالى إِلَيْهِ: اخْرُجْ مِنَ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ؛ فَلَيْسَ لَكَ بِمَكَّةَ نَاصِرٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ، وَ أَمَرَهُ عليهالسلام بِالْهِجْرَةِ.
۱۱۹۲.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي حَمَّادٍ الْكَاتِبِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله سَيِّدَ وُلْدِ آدَمَ؟
فَقَالَ: «كَانَ وَ اللّهِ سَيِّدَ مَنْ خَلَقَ اللّهُ ؛ وَ مَا بَرَأَ۳ اللّهُ بَرِيَّةً خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله».
۱۱۹۳.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ حَمَّادٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام وَ ذَكَرَ رَسُولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله، فَقَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام: مَا بَرَأَ اللّهُ نَسَمَةً۴ خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله».
1.. «البِضع» في العدد بالكسر ، وقد يفتح : ما بين الثلاث إلى التسع . وقيل : ما بين الواحد إلى العشرة ؛ لأنّه قطعة من العدد . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ بضع .
2.. «شنأ المُقام» ، أي أبغض الإقامة . من الشناءة بمعنى البغض . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۵۷ شنأ .
3.. بَرَأَ البَرِيَّةَ ، أي خلقهم لا عن مثال . والبَرِيَّةُ : الخلق ، من البَرْو أو البَرْأ . راجع : النهاية ، ج ۱۱ ، ص ۱۱۱ برأ ، وص ۱۲۲ (برا) .
4.. «النَسَمَةُ» : النفس والروح . النهاية ، ج ۵ ، ص ۴۹ نسم .